أدى انتشار فيروس كورونا إلى توقف العديد من الأنشطة ومجالات الحياة، وكان من أهمها توقف الدراسة فى مرحلة التعليم الجامعى ومن ثم استمرت العملية التعليمية فى المضى قدمًا عبر الإنترنت ووسائل التعليم عن بعد، أملاً فى انتهاء تلك الازمة وبالتالى إقرار الامتحانات على طلاب الجامعات ولكن ومع استمرار تلك الأزمة اتخذت وزارة التعليم العالى قرارًا بتطبيق نظام الأبحاث على طلاب سنوات النقل.
ورغم ردود الفعل التى كانت تعم بالفرحة والسعادة من جانب أغلب هؤلاء الطلاب فرحا منهم بعدم الخضوع للاختبارات بل إن البعض منهم اعتبر نفسه انتقل للسنة التالية بعد هذا القرار محتفلا عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعبارة "" UP TO LEVEL ولكن سرعان ما تغيرت تلك الأوضاع.
ومع إقرار الجامعات للشروط والضوابط المطلوبة فى كل مقرر دراسى، بدأ كل طالب فى إعادة حساباته، وأدرك أن الفكرة لم تكن بتلك السهولة ولا تستدعى تلك السعادة، لأن القادم أصعب، تفاجأ الطلاب بأنهم مطالبين بالبحث عن مصادر واستخدام برنامج (WORD) وغير ذلك من ضوابط لابد من توافرها لقبول البحث، ولكن ما حدث أظهر أن البعض لا يملك شيئا.
بعض الطلاب لا يعرف من الأساس أن هناك برنامجا يسمى (WORD) يستخدم فى الكتابة، لا علاقة لهم بمجموعة الأوفيس، معظم الطلاب لا يستطيع استخدام الإنترنت سوى فى أشياء لا قيمة لها، كل علاقته بالإنترنت هى مواقع التواصل الاجتماعى مشاركة الصور والفيديوهات وتوزيع التعليقات بينه وبين أصدقائه، أو البقاء على التيك توك طوال يومه لا أكثر من ذلك، لا علاقة لهم بالبحث العلمى فى شىء.
أظهرت تلك الابحاث أن أغلب الطلاب لا يستغلون أوقات فراغهم فى أى شىء مفيد ولا يبحثون عن تعلم أى شىء جديد، البعض يكتفى بالشهادة الجامعية التى يحصل عليها ظناً منه أنه يستطيع الحصول على وظيفة أو مركز فى المجتمع بتلك الشهادة فقط، ملقياً اللوم على الدولة فى عدم قدرتها على توفير وظيفة لكل خريج، البعض لا يمثل له الإنترنت أى فائدة سوى تصفح مواقع التواصل الاجتماعى على الرغم أنه يمكن استخدامه فى تعلم كل ما هو مفيد، فاليوتيوب وغيره من المواقع يتيح لنا الكثير من الفيديوهات التى تساعدنا فى تعلم كل ما نريد أن نتعلمه.
وحتى نكون منصفين، لا يمكن أن نلقى باللوم على الطالب فقط فهناك جانب من التقصير عند بعض الجامعات، والتى لم تفكر مطلقا فى تقديم المعرفة للطلاب حول مفهوم وأهمية البحث العلمي، يجب على كل جامعة أن تقرر مادة (مناهج البحث) على طلاب السنوات المختلفة وألا تكتفى بطلاب الدراسات العليا فقط حتى يمتلك الطالب الأساس الذى يمكنه من إعداد البحث العلمى، مع تنظيم ندوات وورش عمل للطلاب بشكل دورى حول خطوات وأهمية البحث، حتى يتوافر لنا خريج يساعد نفسه ووطنه فى تحقيق التقدم والرقي.
على كل طالب أن يستغل أوقات فراغه قبل أوقات انشغاله وأن يدرك أن التميز والتقدم عن الآخرين من أقرانه يحتاج إلى مجهود وتحصيل وتعلم كل ما هو جديد، فالعالم يعيش ثورة معلومات وتكنولوجيا لا مكان فيها للشخص التقليدي، ابحث وتعلم واحصل على معرفة جديدة بعيدا عن شهادة الجامعة، احرص أن تكون خريجا مميزا، حتى لا يستغل بعض اللصوص جهلك ببعض الأمور ويطلبون منك دفع المال مقابل خدمة معينة ولنا فى لصوص إعداد الأبحاث خير مثال، عليك ألا تكون راضيًا بعمل تقليدى وتذكر دائما أن (لا تسعى خلف النجاح فقط ولكن اسعى خلف التفوق وسيسعى النجاح خلفك).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة