أكرم القصاص

كورونا وما فعله بالبشر.. صناعة الخوف والضحك وتجارة الفزع

الأحد، 14 يونيو 2020 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون الوقت مبكرا على تعلم دروس من فيروس كورونا، وما فعله بالبشر عبر العالم، وحجم التغيرات التى سوف يتركها على سلوك البشر وطريقتهم فى الحياة، هناك شبه اتفاق على أن العالم بعد كورونا ليس هو نفسه قبل الفيروس، لكنهم يقصرون التحولات على السياسة والتجارة الدولية والعولمة، لكن التغيرات بالطبع تطال سلوكيات البشر وطريقتهم فى الحياة. 
 
ومثل أى حدث كبير حرب أو أزمة زو وباء أو كارثة فإن التغير الكيفى يستغرق سنوات، ومع كورونا ليس بالضرورة أن تظهر التاثيرات فورا، وقد تستغرق وقتا، ولعل أكثر الأمور تأثيرا من الفيروس هو شعور الخوف، وإن كان الخوف شعورا طبيعيا، لكنه يبدو مضاعفا وربما يصل إلى الفزع والرعب، وهو رعب من فيروس غامض وهذا الغموض يساعد فى مضاعفة الخوف، لأن البشر ليسوا أمام عدو معروف وواضح لكنهم لا يرونه ولا يعرفون عنه الكثير، فقط هم يقرأون وينصتون إلى الكثير من الآراء حول طبيعة الفيروس وشكله وطرق العدوى وما إذا كانت المطهرات والإجراءات الاحترازية تحمى من الفيروس.
 
الخوف أيضا من فقدان أحبة ومعارف وربما أقارب وأصدقاء وزملاء، والخوف من العزل تحت حصار المرض، والخوف من الاختناق والوحدة تحت سطوة الفيروس، أو حتى مجرد الخوف من فقدان مساحة للشكوى والعلاج، ربما لهذا يتحدث البعض عن أهمية توفير أطباء نفسيين يساعدون المرضى وأيضا يساعدون الأسر ومن يفقدون أقاربهم أو أصدقاءهم وهو شعور صعب يعرفه كل من تعامل مع الموت لأقارب أو معارف أو أصدقاء، والخوف حتى من مجرد فقدان حاسة الشم والتذوق لأنها تعتبر مقدمة لظهور أعراض أخرى.
 
لقد ظل هناك من يتعامل مع الفيروس باستهانة حتى بدأ الأمر يصل إلى دوائر قريبة ومحيطة وأشخاص تعرفهم يروون تجاربهم مع المرض أو مع آلام أقاربهم ومعارفهم ومشاعر ذوى الراحلين بلا وداع يذكر. 
 
من هنا يبدو أن الفيروس سوف يؤثر فى شكل ومشاعر البشر عبر العالم خاصة هؤلاء الذين اقتربوا وتعاملوا مع الأمر وجها لوجه، حتى إن بعضنا يتندر وهو يتحدث عن ذكريات أيام كان الناس يخرجون ويتزاورون ويتجولون فى كل مكان حتى ولو بلا هدف، ومع أنها تبدو نكتة لكنها بالفعل تمثل ضحكا مرا، فقبل 5 أشهر كان المقاهى والتنزهات والشوارع والمكتبات والسينمات والكورنيش أماكن طبيعية تستقبل البشر، ونفس الأمر فيما يتعلق بكون الإنسان كان يعطس ويكح من دون شعور بالعار أو الكسوف، وكانت صفحات التواصل تعرض أخبار الوفيات والعزاءات ولا أحد يسأل عن سبب الوفاة.. الآن يبدو السؤال مشروعا، والخوف وارد. 
 
ربما لهذا فإن انتظار الفيروس أو الخوف منه لا يتعلق بالشخص فقط، لكنه يتعلق بدوائر المحيطين، وربما لهذا فإن البعض يعتبر من يستغلون الأزمة تجار خوف وفزع، وحتى على مستوى المراكز والآراء العلمية، هناك من يرى أن هناك جهات تبالغ فى بث الفزع، بينما يرى آخرون أن الاختلاف فى الآراء ناتج من عدم وجود معرفة يقينية بالفيروس، ولهذا يظل الأمر غامضا فى علاجه أو إنتاج لقاحات أو أمصال.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة