القارئة ياسمين الهوارى تكتب: قطار ‎الخذلان

السبت، 13 يونيو 2020 02:00 م
القارئة ياسمين الهوارى تكتب: قطار ‎الخذلان شخص حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجوه كثيرة مرت فى حياتى وتساقطت مثل أوراق الخريف ورقة تلو أخري.

وبعد نفاد الصبر عقدت الرحيل، بعدما استحالت الحياة بين كل هذا الظلام الذى لا يغزوه أقوى سهام الشمس.

حملت ذكرياتى وذهبت إلى محطة القطار آملا أن أجد أحلامى الضائعة فى أرض جديدة.

 مغادرة تلك الأرض، التى كانت دوما مقبرة أحلامي، أحمل بين أضلعى أمالى وسنين عمري.

وعلى رصيف المحطة طالت سعات الانتظار

مر قطار ثم الآخر ولم أجد من بينهم ضالتي.

أهمس متمتمة لقلبى لا تحزن، يوم ما سوف أجد قطاري.

تبا: تلك الدقائق لا تمر، ماذا لو علقت هنا إلى ما لا نهاية؟

وقبل أن يفيض صبري، رأيت شابا ينظر إلى بعينين عاشقتين يحمل بين طيات يديه زهور الياسمين.

من يكون؟؟  نعم تذكرت

 فذلك

الذى أخبرنى ذات يوم

أنا غيرهم، أنا الذى خرجت عن حدود الخذلان، وأتيتك بذهور المحبة وها هو يأتينى بذات زهور الخذلان.

 

فإذا يأخذنى من صمتى وأفكارى نداء القطار القادم،

يأتى مسرعا، ويقف أمامى وبلهفة المشتاقين نظرت بداخلة فوجدت فيه كل من خذلونى فى ليالى عمرى السابقة.

 

 كل هؤلاء الأصدقاء والأحبة حتى تلك الساعات والأيام التى صدقت وعودها،

رافقتهم كانت مستندة معهم عند نافذة الأسف تخشى أن تواجه نظرتى الشاردة.

 

 "وإذا بذلك المتوقف على جانب المحطة حامل المتبقى من الياسمين الذابلة "

 

ذلك الذى أخبرنى أنه المنقذ من صفعات الخذلان، يحمل حقيبته ولم يلتفت، راكضا مسرعا خشية أن يفوته القطار

متوجها إلى بدايته ليكون فى مقدمته.

 

نعم لم يكن مجرد مسافر بل كان هو سائق القطار.

 

وأطلق صافرة الرحيل، واختفى بين الأفق حتى تلاشت من حولى رائحة الياسمين برحيلهم.

 

أغمضت عينى متكبرة رافضة أن تفيض منها الدموع

مستسلمة لجحودها لتغرقنى فى مكانى وتتركنى فى ثباتى العميق.

متسائلة متى أجد طريقي؟

 

وأين ذلك القطار الذى يحملنى بدل أن يحمل كل من أحببتهم وخذلونى الى رحيل لا عودة فيه.

 

تساؤلات بداخلى لا حدود لها، خيبات أمل لا حصر لها،

وجوه وأيادى ظنناها طوق نجاة، وما كانت سوى مركب بلا شراع ومع قدوم رياح العشم، سقطت وطاحت بقلوبنا البريئة من جحودهم.

 

وبقينا هنا فى المنتصف، بى الشىء واللا شىء، بين الرضا والسخط.

نستوطن أرض الأحزان حيث الشقاء الدائم فى رحلة ذهاب بلا عودة.

 

ولكن لى قلب عصى يحلم دوما للعودة إلى نفسى التى تاهت

لقلبى البرىء.

 

أريد أن أعود وأركض بين الحقول مع صديقتى نادية

متحادثين عن أحلامنا الكبيرة.

 

ساعدنى يا الله أن أجد ضالتي، وأن أجد الحب الذى يرضى قلبى وقبلها يرضيك.

 

متمنيا منك أن يحرق قطار الخذلان بكل من فيه متحولين إلى رماد يتطاير بين أقدامي.

 

ساعدنى يا الله فأنت الظن الذى لا يخيب.

لأجد يوما نفسى حيث فقدتها وأجد قطار رحلتى قطارى أنا وليس قطار الخذلان.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة