القارئة إيمان سمير تكتب: جهد الدولة أم وعى المواطن ‎

السبت، 13 يونيو 2020 12:00 م
القارئة إيمان سمير تكتب: جهد الدولة أم وعى المواطن ‎ كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن بدأت جائحة فيروس كورونا فى مصر ومع انتشارها بصورة سريعة جداً فى مدة ليست بقصيرة، وكما نعلم بعد إعلان منظمة الصحة العالمية من تحول فيروس كورونا المستجد من وباء إلى جائحة عالمية، والشعب المصرى يعيش فى حالة من الترقب اليومى المقترن بالفزع الشديد من انتشار هذا الفيروس التاجى، ولكن نحن فى بلدنا الحبية مصر ومع مرور الوقت والاعتيادية من الشعب، فأصبحنا نتعايش مع هذه الأزمة الآن، ويجب أن نصنع حالة من التأقلم والتكيف مع أخذ كافة الاحتياطات اللازمة بشكلها الصحيح التى تقينا من أزمة جائحة كورونا العالمية، فهذا جزء من إدارة الأزمة، المعايشة الصحيحة مع الأزمة التى تؤدى بنا إلى الخروج من هذا الكابوس بأقل خساير وبشكل سليم.

-جهد الدولة أولاً.

تبذل الدولة المصرية ومن ثم الحكومة كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وذلك بناء على تعليمات من الرئيس السيسى، حيث ألزمت الدولة المصرية كافة مؤسستها وأجهزتها المختلفة بتفعيل تلك الإجراءات وعدم الخلل بها والسرعة فى تنفذيها.

وتحث الدولة المواطنين دائماً على أهمية الالتزام والحفاظ على هذه القرارات، وذلك حفاظاً على سلامتهم أولاً وحماية بلادنا الحبيبة مصر، وللحد من تلك الأزمة المتفشية بصورة مرعبة فى العالم أجمع.

وليس هناك أى تقصير فى الإجراءات المتخذة من قبل الدولة أو من الحكومة المصرية، حيث إن من ضمن إجراءات الحكومة المتخذة فى ظل أزمة كورونا هى إعلان الحكومة عن إنشاء المركز الوطنى لإدارة الأزمات والكوارث الصحية، فهو يعتبر خطوة مهمة لمواجهة جائحة كورونا، وغيرها من الأزمات الصحية.

فنحن الآن أمام جائحة كورونا العالمية، ويجب أن نعلم أننا جميعاً فى وطن واحد ولابد أن نحافظ على أنفسنا وعلى وطناً للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وبسلام.

 

-وعى المواطن ثانياً.

فى الحقيقة إن الوعى يأتى أولاً، الوعى قبل كل شىء وأى شىء، الوعى الإنسانى بصفة عامة وأخص فى هذا الأمر الوعى الإنسانى لدى المواطن تجاه جائحة كورونا، فوعى المواطن هو الذى يقيه من شر كل الأمراض وليست كورونا فقط، وهو الذى يساعده أيضاً من الأصل لتكون له خلفية وقائية صلبة من فيروس كورونا المستجد، حيث إن الوعى يعمل على تنمية المناعة الذاتية لدى الإنسان، ولكن عندما تطبق الدولة كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المكالفة بها، فلابد على المواطن المصرى تفعيل تلك الإجراءات والعمل عليها وتنفذيها بشكل صحيح جميعها، لأن ذلك من أجله هو أولاً.

فإنه فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد تكون الدولة المصرية قد أخلت مسئوليتها تماماً وفعلت كل ما بوسعها بل وأكثر، وتركت الكرة الآن فى ملعب المواطن المصرى، فيجب على المواطن عندما ينتشر الوباء ويتحول إلى جائحة عاليمة أن يصبح رقيبا على نفسه فى ظل توفير الدولة كافة احتياجاته، فليس هناك أحد رقيب على أحد.

أين وعى المواطن لماذا هناك بعض من المواطنين لايخافون على أنفسهم ولا على ممن يهمهم أمرهم؟

على قدر الإمكان عليك أن تلتزم عزيزى المواطن وافعل المطلوب منك وخذ بالأسباب، ولا تجازف بنفسك فى حد امكانيتك تصرف.

لماذا بعض المواطنين يفعلون عكس أنفسهم فى سبيل ماذا؟

أعلم أنه يوجد ضرورة وهى تتمثل فى خروج البعض من المواطنين إلى مصالح حيوية أو تلبية أمر هام فى مكان يوجد به زحام شديد ولا أعتراض على الضروريات، ولكن حصن نفسك أنت ومن ثم بلدك بوعيك.

-ولكن دعونا نتكلم فى المطلق وبتحليل أرجح فى هذه الأزمة لنجد ماهيتها وأصلها، وننقاشها فى نطاق أوسع، من "أجل الفهم الجيد".

-ماذا عن القانون الفطرى الإنسانى، القانون الذى لا يرتبط بفعل ضرورى أو الأجبار على شيء معين، أعتقد أن هناك لدى كل إنسان قانون فطرى يوجه داخلياً، غير ملزم به من أحد ولا مجبراً عليه من أحد،

إذاً ماهو؟

وأين القانون الفطرى الإنسانى؟

وما موقفنا منه نحن الآن؟

يعد القانون الفطرى الإنسانى قانونا نابعا من داخل الإنسان فهو يحثه دائماً على الفعل الصحيح الذى يكون فى صالحه أولاً والمجتمع وممن حوله، يحثه على أهمية الالتزام والاحترام لكل ما يخضع لفرض قانون من قبل الدولة، قانون يحجم ويحكم نفسه بنفسه وبالتالى صاحبه، فلا أحد يضع هذا القانون ولا أحد يفرض عقابا على كل من يخالفه فقط هى النفس، حيث إن القانون الإنسانى يختلف عن القانون الوضعى الذى يضعه البشر حيث إنه ملزم ويتضمن أحكاما وأوامر وعقابا لمن يخالفه،

-وإننى فى حقيقة الأمر أعرف أن ليس كل البشر يجب أن يتمتعون بالقانون الفطرى الإنسانى، ولا جدال فى ذلك، ولكن فى هذه المرحلة التى نمر بها، يجب تفعيل ذلك القانون من أجل الوقاية والحماية والمحافظة، يجب أن يفعل إرادياً دون سؤال، وذلك حفاظاً أولاً على حياة البشر من أجل أنفسهم ليس لأحد ولا لصالح أحد لأنفسهم فقط، ومنع جلب الخطر والأذى لها، فتكمن فكرة القانون الفطرى الإنسانى وأهميته فى الدفاع عن النفس وعدم الإيذء لأنفسنا بشكل عام من أى خطر نواجهه، فنحن ندافع عن أنفسنا لأننا نخاف عليها ولأنها أمانة من الله عز وجل سوف نحاسب عليها، فلماذا لا نطبق هذه الفكره التى تدعو وتؤدى بنا إلى القانون الفطرى الإنسانى؟.

ولكننى أكرر، أعلم أيضاً أن هناك ضروريات قد تجبر صاحبها للخروج من فكرة هذا القانون، ولكن يجب أن نحد من أفعالنا غير المحسوبة غير العقلية والمنطقية التى نشاهدها جميعاً عند البعض فى الشارع، والتى تؤدى بنا فى النهاية إلى التدمير والهلاك االإنسانى، ولكن قدر المستطاع يجب علينا أن نحد من انتشار هذه الأزمة أكثر من ذلك، فالوعى والوقاية التى تؤدى بنا فى نهاية المطاف إلى زوال جائحة كورونا هى تبدأ عزيزى المواطن من تفعيل قانونك الفطرى فهى تبدأ من داخلك أنت.

فكل الذى نملك أن نقوله بعد الأخذ بالأسباب وفعل ما علينا هو الدعاء..

بأن الله سبحانه وتعالى يزيل هذا الوباء من مصرنا الحبيبة عاجلاً وليس أجلاً.. حفظ الله مصر شعباً ووطناً.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة