القارئ رائد نبيل يكتب: ها أنا أنتظرك

الأربعاء، 10 يونيو 2020 08:03 ص
القارئ رائد نبيل يكتب: ها أنا أنتظرك عاشق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى السابع والعشرين من شهر ديسمبر للعام الثالث عشر بعد الألفين من الميلاد.. استيقظ جدى فى منتصف الليل وقال لى "رأيتُك فى الحلم تجلس على طاولة وعليها أسماك بأنواعها وناديتنى لنأكل سويا..".. أجبته أمام أحد أقاربى ممن استمعوا وقتها لحديثنا هذا "لا أجيد تفسير الأحلام ولكننى أعتقد أن هذا شىيئا جيدا".. أجابنى قائلاً "رزقك واسع يا ولدى".. قُلت له مازحاً "أُريد فقط فتاة جميلة صالحة يا جد".. فقال "ستأتى فزوجتك أيضاً من رزقك ".. بعدها بإحدى عشر يوماً رحل عن عالمنا..

حقيقة كان فضل الله وستره لى كثيراً في كل السنوات التى مضت وحتى الآن.. ولكن الحبيبة التى حدثت جدى عنها لم تأت بعد.. عرفت الكثيرين ربما الأرواح لم تتشابه أو أن الله لم يؤلف القلوب لسبب يعرفه هو وحده.. سألت الله كثيرا عنها، أنتظر رؤيتها فى أى مكان أذهب إليه.. أبحث عنها فى الطرقات بين العابرين، سائلاً رؤية تلك الفاضلة الأصيلة، ربما نبضات القلب تتحدث إذا الأعين تلاقت..

لم أقابلها حتى الآن ولكنها فى مُخيلتى أجمل من وصف أى إنسان رآها بعيناه وتأمل الله فى جماله.. أكتب عنها فى مذكراتى كثيراً.. أراها كالطفلة فى مرحها، كأمى فى أخلاقها، وكأميرات فراعنة مصر فى عزة النفس والعظمة.. أؤمن جيداً بأن الأرواح تلتقي أولاً، فعندما تعرف روحها روحى معرفة تامة، سيكتشفا أنهما كانا روحا واحدا فى الماضى.. فالحب لا يمكن تفسيره، فهو يفسر كل شيء، هكذا قالوا قديماً.. ما يرسمه العقل والقلب عنها، يجعلنى لا أستطع البوح عنها أكثر من ذلك، لِذا فاعذروا قصور كلامى.. حتماً سيكتمل الحديث عندما ألقاها..

قالوا "ويظل الإنتظار أسوأ طقوس العاشقين".. لا أعرفها ولا تعرفنى ولا أهتم من أين ستأتى ولكنها ستأتى لا محالة، فالأشياء الجميلة تأتى متأخرة.. ربما ضللنا الطريق بعض الوقت ولكن يوماً ما سنلتقي.. جهزت لها عالماً لو تحدثت عنه لقالوا بأنه جنون.. الانتظار الطويل يجعل القوى تتراخى، ولكننى لا أتعجلها فانتظار الحبيب له لذة تقتل، لا يحبها إلا العاشقين.. فسلاماً لكل من ينتظر غائباً، سلاماً على كل العاشقين، سلاماً على من ينتظر حبيباً لم يلقاه إلا فى مخيلته.

سألنى منذ أيام من جالسنى مع جدى فى حديثه السابق قائلاً: "متى سنفرح بك؟".. نظرت لخاتم جدى الذى بيدى اليسرى قائلاً فى نفسى: "أعلم جيداً يا جدى بأنك لم تكذب وها أنا أنتظر..".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة