فى 18 من شهر مايو الما ضى أطلقت وزارة الصحة مبادرة "علشان الدم ما يقلش".. بهدف دعوة جموع المواطنين" للتبرع بالدم والتى شارك فيها العديد من الفنانين بهدف الأبقاء على الحد الآمن من الرصيد فى بنوك الدم المصرية التى تأثرت بشدة بسبب الإجراءت الوقائية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا ومنها حظر التجوال بجانب التخوف من العدوى وهو ما اثر بالسلب بشدة على أصحاب الأمراض المزمنة ومنها " الفيروس الكبدى، انيميا البحر المتوسط ، اللوكيميا، الذين يجدون تهديدا حقيقيا لحياتهم.
الهيموفيليا معاناة مع النزف
الساعة السابعة صباحا يخرج رامى الشبراوى وهو أحد المرضى من منزله قاصدا بنك الدم فى شارع جامع المطافى بمحافظة الإسماعيلية لصرف جرعة البلازما لكن الموظف المختص يخبره بضرورة "احضار متبرعين للحصول على البلازما".
رامى الشبراوى واحد من عشرات المرضى الذين يعانون من الإصابة بالأمراض المزمنة التى تتوقف استمرار حياتهم على أكياس الدم والتى يجدون صعوبة كبرى فى الحصول عليها بعد حظر التجوال وصعوبة الحصول على متبرعين بالدم
فى هذا التقرير تم توثيق ـ من خلال جولة على عدد من بنوك الدم ـ صعوبة حصول أصحاب الأمراض المزمنة على احتياجاتهم من أكياس الدم والبلازما سواء من حيث تحديد ساعات العمل المحدودة للموظفين فى بنوك الدم التى تنتهى فى الخامسة مساء أو من حيث اشتراط اصطحاب متبرعين يتراوح عددهم ما بين 2 إلى 4 أفراد بجانب احضار تقارير طبية مفصلة .
ويتابع:" ليس لى سوى علاج البلازما والتى كنت أحصل عليها من مستشفى الطوارئ فى الإسماعيلية وعلى الرغم شيوع استخدام الفاكتور استمريت فى العلاج بالبلازما إن لم تكن البديل الأمثل نظرا لتسببها فى إصابتى بفيروس "سى"، ولكن تتميز بسهولة الحصول عليها ورخص ثمنها حيث يصل ثمن الكيس الواحد إلى 70 جنيه فقط بالمقارنة بالأجراءات العديدة الذى يتطلبها الحصول على الفاكتور بجانب ارتفاع ثمنه.
لم تستمر الميزة النسبية للبلازما عن الفاكتور وهى سهولة الحصول عليها بعد القيود العديدة التى فرضتها بنوك الدم للحصول على البلازما بسبب الظروف المستجدة التى فرضتها جائحة كورونا وتحديدا حظر التجوال الذى أثر بالسلب على كمية أكياس الدم نتيجة قلة المتبرعين .
بنوك الدم مغلقة.. والصرف بقيود

القيود وغلق عدد من بنوك الدم مثلت معاناة حقيقية لأبناء الحاجة "م" بقرية الرهاوى مركز إمبابة فى محافظة الجيزة للحصول على كيس دم نظرا لمعاناتها مع فيروس "سى" ومتاعب فى الكلى تطلب خضوعها لجلسات.
غسيل كلوى مع الحاجة المستمرة لنقل الدم بمعدل 3 أكياس أسبوعيا بدأت رحلة طرق الأبواب للحصول على كيس دم لوالدتهم من بنك الدم فى مستشفى القصر العينى والذين تم غلقه بعد تحويلها لمستشفى عزل بحسب قولهم ثم المرور على بنك الشبراويشى الذى أكد على عدم تواجد فصيلة الدم التى يحتاجونها وصولا لبنك الدم فى هيئة المصل واللقاح الذى أكد على ضرورة إحضار 4 متبرعين وتقرير طبى لحالة الأم وفصيلة الدم الخاص بها للحصول على كيس واحد، مؤكدين:"نجحنا فى تحقيق تلك الاشتراطات هذه المرة ولكن الأزمة التى سنواجها هى كيفية احضار متبرعين بعد ذلك".
بالقرب من محطة مترو الدقى وداخل مدخل أحد العقارات كانت تجلس أحدى السيدات هربا من حرارة الشمس وبيدها تقرير طبى تستخدمه كمروحة لتخفيف وطأة الحرارة والرطوبة عن أبنتها التى تعانى من مرض سرطان الدم "اللوكيميا " وتحتاج لنقل دم بصورة مستمرة والتى تتوقف استمرار حياتها فى مدى نجاح فى التغلب على العقبات والقيود المفروضة للحصول عليه والتى زادت مؤخرا نتيجة نقص عدد المتبرعين.
"ببص لوش بنتى على طول علشان أشبع منها مش عارفة هاتفضل معايا ولا هارجع من غيرها".. هكذا بدأت الأم حديثها للدلالة على المعاناة التى تجدها فى سبيل الحصول على جرعة الدم التى تتطلبها حالة أبنتها والتى أصيبت بالمرض منذ عام تقريبا ولم تكن هناك مشقة فى العلاج سواء بخصوص جرعات الكيماوى أو الحصول على أكياس الدم ولكن اختلف الحال كثيرا بعد ظهور مرض كورونا ولجوء الدولة لفرض بعض الإجراءات الوقائية ومنها حظر التجوال حيث تطلب منى احضار التقارير الطبية معتمدة وموقعة من الطبيب المعالج، مضيفة:" طب أنا معايا التقارير بس أجيب المتبرعين منين وهل سانجح فى توفير كل مرة للحصول على كيس الدم".
50 % نسبة العجز والتبرع ضرورى
حملنا معاناة المرضى والشكاوى المختلفة وتوجهنا بها إلى الدكتور إيهاب سراج الدين مدير عام الخدمات القومية لنقل الدم بوزارة الصحة وقال :" طبقا للإحصائيات فى 2018 و2019 فإن إجمالى كمية الدم التى بيتم تجميعها هى مليون و650 ألفا سنويا بنسبة عجز حوالى 40 إلى 50% وذلك طبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية التى تحتسب احتياج الدم لأى دولة بنسبة 3% من عدد السكان ولذلك فنحن فى احتياج إلى توافر 3 مليون كيس دم سنويًا والتى ينشأ عنها صعوبة الحصول على أكياس الدم لبعض الحالات.
ويمكن القضاء على هذه المشكلة من خلال نشر ثقافة التبرع بالدم بعدد 4 حالات تبرع فى العام بالنسبة للرجال و3 للسيدات
نقص الدم ظاهرة عالمية
مؤكدًا أن ظاهرة نقص الدم ليست قاصرة على مصر وحدها بل هى فى كل الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التى ترواحت نسبة العجز بها مع ظهور جائحة كورونا من 20 إلى 30 %
خطط الصحة
دور التواصل الاجتماعى