إن الوضع الحالى وما تعانيه أغلب دول العالم من توقف الحياة فى مختلف المجالات بسبب فيروس كورونا المستجد يجعلنا نتساءل ماذا يمكن أن يحدث بعد أن يمٌن علينا الله سبحانه وتعالى بالتخلص من هذا الوباء؟ هل تتغير نفوس الشر؟، أم تتغير موازين القوى فى العالم؟، هل سنقدر من يستحق التقدير ونتخلص من بعض التافهين؟ هل تميل النفس البشرية إلى التسامح؟، هل سيدرك من يمتلك أحد المناصب أنه لابد من تمكين الآخرين والسماح لهم بالنهوض والخروج وتحقيق طموحاتهم؟ هل يعكف البعض عن محاربة الصغار والتصدى لطموحاتهم ومستقبلهم لمجرد أسباب شخصية؟ أم سنظل كما نحن وكأن شيئا لم يكن؟.
ما نعانية حاليا يحتم علينا أن نقف مع أنفسنا ونعيد حساباتنا وطرق تسيير حياتنا اليومية، نعيد ترتيب أولويات الأفراد والمجتمع، نتخلص من الروبيدة ونضعه فى القاع ونأخذ بأيدى من يستحق أن يكون فى مقدمة الصف ويستطيع فى أشد الأزمات أن ينقذ البشرية بعلمه، نطبق ما قالة الكاتب والمفكر المصرى جلال عامر(بأننا سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائى، وعندما نعرف أن أسوأ ما فى الأمة هو الأمية). ليكون ذلك هو منهج نسير عليه فيما هو قادم .
ما نتعرض إليه الآن يجب أن يعلمنا الكثير من الدورس حيث سندرك أن الوقاية خير من العلاج، وأن الأطباء والعاملين فى قطاع الصحة يستحقون أكثر من لاعبى كرة القدم و مهرجى الإعلام، ندرك أن البعض يكسب الملايين ولا يقدم شيئا للبشرية، العاملون فى القطاع الصحى مهجورون، منسيون ومع ذلك لا يستسلمون أبدا، نحتاج إلى الاستثمار فى الصحة أكثر من الاستثمار فى المسلسلات والمهرجانات، سندرك أن الموت لا يميز بين عرق ولا لون ولا مكانة اجتماعية، كما اتضح لنا أن بعض البشر انتهازيون بصورة مزرية والأزمات تكشف معادن الشعوب وتمحّص عن أخلاقهم الحقيقية عند غياب القانون .
أدركنا وسندرك أن الأخلاق لا تفرض بقوة القانون بل تكتسب بالوازع التربوى والقناعة الدينية، كما أن وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة مهمة للمعرفة لكنها وسيلة جيدة لنشر الذعر، سندرك أن الأطفال فقدوا قدرتهم على اللعب بدون الإنترنت والتلفاز، بعد الحرب على كوفيد19 ستبدأ رحلة طويلة فى الحرب على الجوع والنهوض من الكساد العظيم، فطبقا لصندوق النقد الدولى أول أمس إن خسائر العالم فى العامين الحالى والمقبل بسبب فيروس كورونا ستبلغ 9 تريليونات دولار.
بينما حذرت منظمة أوكسفام الخيرية من أن فيروس كورونا سيتسبب فى دخول مئات الملايين من البشر دائرة الفقر بسبب التداعيات الكارثية للفيروس على الاقتصاد.
وقالت المنظمة، إن نحو حوالى 500 مليون نسمة سيعانون من الفقر بسبب تداعيات فيروس كورونا حينها سيعلم البشر أهمية رجال الاقتصاد مثلما علموا أهمية رجال الصحة .
كما أدركنا أننا مستعدون دائما للحرب لكننا غير مستعدين للوباء وفى النهاية يجب تدرك أن عليك أن تضع كمامة على أنفك وأخرى على أذنك للتخلص من الشائعات ومصدرى الإحباط، وعليك أن تدرك أن بعض البشر هم الفيروسات الحقيقية على الكوكب، وفى نهاية هذا الوباء سيتغير العالم حتمًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة