القارئ مصطفى شكرى يكتب: قاتل بلا مقابل

الأربعاء، 06 مايو 2020 04:00 م
القارئ مصطفى شكرى يكتب: قاتل بلا مقابل تفجير إرهابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم أعد أتحمل بعد الآن فأنا أتخيل هذا الوغد الأبله حينما أطلق النار علي أحد المسالمين في الشارع وأودي ذلك بحياة الكثيرين؛ أكان الأمر هينا حينها حينما أمسكت بسلاحك اللعين وقتلتهم بدم بارد.

 

 فكيف لك أن تصيب أحدهم وتضغط علي الزناد وتطلق الرصاص العشوائي عليهم وهم أبرياء؟ ألم تتخيل أحدهم يتوسل إليك بعدم قتله والآخر كانت عيناه تفيض بدموع من الخوف والألم على ضياع الانسانية والرحمة وعودة الهمجية البغيضة فهو علي الأرجح لم ينه بعد ما كان ذاهب لأجله وما كان يفكر فيه ويخطط له، وماذا بشأن هذا الجندى الذي أصابته رصاصات الغدر والخيانه فهوت جثته علي الارض متسائلا بأى ذنب قتلت؟ ومن ذا الذى قتلنى هل هو ابن وطنى؟.

أين ذهب عقلك حينها وماذا بشأن قلبك ألا ينبض كسائر الأفئدة.... تأمل معي بعد هذا المشهد العنيف المخيف ولك أن تتخيل كم الهلع والرعب في تلك الصورة المخيفة وهذا الكابوس البغيض الذى أطبق على الجميع في هذا اليوم.

 

 لك أن تتخيل حال ذويهم وكيف يشعرون وكم المعاناة التي يشعرون بها بعد ذلك فلن يتمكنوا من رؤيتهم مجددا فالابنة لن ترى أباها إلى الأبد والأم تفقد فلذة كبدها ويعيشون فى هذا الكابوس الى الأبد. ويبقي السؤال هنا لما تفعل كل هذا أيها القاتل عديم التفكير أيها الأبله المغيب وبدأت أسأل نفسي عشرات بل مئات الأسئلة التي لم أجد لها حل فبدت تلك الأسئلة كالصنبور الذي يتدفق منه الماء، فأنا الآن غير قادر على إجابة هذا الكم من التساؤلات أشعر وكأني عاجز لا أملك سوي محاولة مسح هذا المشهد المتخلف والنظر للأمام وترتيب الأوراق وإعطاء قدر كاف للفكر والمشاركة الانسانية التى تثرى العقول وتفتح القلوب على حب الجميع وتمنى الخير لهم، فنحن جميعا فى نفس القارب ولن نصل بسلام إلى الجانب الآخر إلا بالحب والتعاون والعمل الجاد والتفكير السليم البعيد كل البعد عن الحقد والكره والتفكير المتخلف .

 

 وبعد برهة قبض علي الإرهابي وبلا شك نال أشد عقاب، الإعدام شنقا وكم تمنيت أن يعدم ألف مرة جزاء ما عمله، كم تمنيت أن أسلب أنا روحه وأحرره من جسده الذي لا فائدة منه على الإطلاق، تمنيت أن أري جسده بعيدا عن رأسه. رأسه الخالية من أي معني للرحمة والإنسانية والتسامح، لك أن تتخيل أنه قتل أعز إنسان عندي فأنا الآن أتعذب من فراقه.

رأيت ذلك نصب عيني لقد قتلهم بدم بارد ولم يتردد لحظة واحدة عن ذلك، فما هو المقابل أيها الأبله وما فائدة الرأس التى تحملها فوق جسدك.

الأرهاب و التطرف هما وجهان لعملة واحدة، فأنت أيها الإرهابى البغيض الذى تنظر للعالم بنظرة مليئة بالحقد والكره والفشل وعدم الرضى لا تعرف هذا الشاب ولا تلك المرأة  ولا هذا الجندى الذى اغتلته بجهلك وغبائك، وماذا بشأن تلك الأطفال التي قتلتهم وما ذنب هذا العجوز الهرم الذين أوجدهم حظهم العثر فى هذا الموقف أنك لم تكن تعرفهم علي الإطلاق ولم تتمكن من معرفة هل هم صالحون أم فاسدون، ومع ذلك قتلتهم ومن  أنت حتى تحكم عليهم وماذا عن  الضباط والجنود التى تقوم بالسهر على أمنك وأمانك ويقومون بالدفاع عن الوطن وحراسة حدوده هل ذنبهم أنهم كانوا في خدمة وطنهم؟ وهل من المنطق أن نلجأ إلى العنف مع كل من نختلف معهم فى الرأي؟ أى منطق هذا، إنه منطق الجهلاء والمغيبين عن الواقع الذى نعيشه، هل تعلموا أننا نعيش فى القرن الواحد والعشرين؟ علي أي حال أنت صوبت سلاحك نحو روح خلقها الله ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا، ألا تمثل لك هذه الروح شيء أهى لا قيمة لها؟ بل أنت من هو عديم الفائدة ولكنك لا تعلم لأنك مغيب، فأنا أمثل الكثير عند أسرتي وأقاربي وأصدقائي ووطنى، فأعلم أنها ليست النهاية الأسوأ علي الإطلاق بالنسبة لي، فأنا الآن في منزلة عالية أما أنت فلا تسألني فأنت قاتل بلا عقل بلا أجر في الدنيا ولا الآخرة لقد خسرت كل شىء بلاشك خسرت دنياك ودينك وآخرتك.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة