صدر حديثا عن دار النخبة كتاب "فلما بلغ الأربعين" للكاتب الصحفى أنور عبد اللطيف، ويقع الكتاب فى 315 صفحة من القطع المتوسط، ويتناول الكتاب حكايات عن الناس والطيور والحمير والقمح، ويستعرض المؤلف ما أوحته له كلمات الشاعر محمود درويش، ففى قصيدة درويش الشهيرة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" كتب فى كراسته التى أطلق عليها كراسة الوحى، واعتبرها نبوءة تؤكد أن الكلمة باقية رغم أنف الجنازير ودبابات الاحتلال والتهويد ، وإن صعدت فى السماء وصارت سحبا حتما ستنبت وجوها فى حياتنا تستحق الحياة.
يفتح أنور عبد اللطيف أبواب صاحبة بلاط الجلالة بكونة أحد الأعمدة التى تملك مفاتيح خزائن أسرارها، فنكتشف عوالم مالم نكن نسمع عنها وتتكشف لنا الحقائق من خلال حوارته ولقاءاته مع أعمدة الثقافة والفن والأدب والحياة.
تناول الكتاب موضوعات أخري منها : توفيق الحكيم وحديث لمدة ساعة بلا أي كلمة.. وسيِدان على الجبهة بسيناء لم يجدا حيزاً للمنام.. ..والابتسامة الثالثة للرئيس عدلي منصور بعد ثورتين..ومحكمة سمير صبحي ومحمود معوض تحرج هيئة الصحافة.. ويسألني صاحب نوبل عن السبب فأصرخ: الجوع يا عم نجيب.. ويصفها جمال الغيطانى بفلسفة التحليق والسمو، ونسر الأهرام لـ آدم حنين يستعد للطيران منذ 50 سنة.
وبنت الشاطئ تشخط في إبراهيم نافع: أين الهمزة يارئيس التحرير؟..وشخصيات من الظلمات إلى جوار الرئيس.. وحكمدار مدفع لا ينسى شعب الخيام.. ونظرية جلال أمين تدمرها ست الحسن.. وخبطة شريف مختار لعلاج مرضى الحالات الحرجة..وأم كلثوم تسأل هيكل: احنا مع مين يا محمد؟..وبطة الدانوب لا تعرف سدود الجغرافيا..وطلعت يستغيث: من ينقذ «أبو قردان» من سطوة الغربان؟
الكتاب يجمع بين كل أنواع البيان مع بساطة السرد وثراء المعاني، رسمت حروفه ريشة فنان، واسع الأفق والتطواف بين ريف وحضر، وشرق وغرب، متنقلًا في خفة وسهولة بين ضفاف النيل وترعة البوهية وشطآن الدانوب، مرورًا بشخصيات عاشت في وجدانه تأثر بها وأثر فيها، وأشركنا في متعة محبته وود علاقته بهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة