أكرم القصاص - علا الشافعي

فقه الضرورة.. كيف راعت الكاتدرائية مطالب الأقباط والشروط الصحية فى آن واحد عندما جددت قرار غلق الكنائس؟ .. سمحت باستثناءات فى الطقوس الضرورية مثل التعميد والإكليل والجنازات.. وطالبت المسيحيين بالصبر والحكمة

الأحد، 31 مايو 2020 09:00 م
 فقه الضرورة.. كيف راعت الكاتدرائية مطالب الأقباط والشروط الصحية فى آن واحد عندما جددت قرار غلق الكنائس؟ .. سمحت باستثناءات فى الطقوس الضرورية مثل التعميد والإكليل والجنازات.. وطالبت المسيحيين بالصبر والحكمة قيادات الكنائس تجدد قرارات غلق الكنائس للمرة الثانية منذ مارس الماضي
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مستعينة بفقه الضرورة، عملت قيادات الكنائس المصرية على تجديد قرارات غلق الكنائس للمرة الثانية منذ مارس الماضي بعد أن أعلنت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية استمرار قرار غلق الكنائس حتى الـ27 من يونيو الجاري وكذلك فعلت الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية.

بيان المجمع المقدس الأخير راعى ما يمكن أن نسميه بـ"فقه الضرورة" أي أن القرار الجديد وضع في اعتباره استثناءات لم يكن معمول بها من قبل بالشكل الذى لا يوقف طقوس الكنيسة الضرورية نهائيا ولا يتسبب في الوقت نفسه في الازدحام المسبب لعدوى كورونا.

كذلك فإن البيان الذى صدر عن آباء وأساقفة المجمع المقدس قد اتسم بمراعاة الاعتبارات الطبية والعلمية، فالبابا تواضروس كان يعمل صيدليا قبل رهبنته وحصل على الماجستير في علوم الإدارة الصيدلية من إنجلترا وكذلك فإن الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس كان طبيبا أيضا ومن ثم فإن العبارة "مع اقتراب منحنى إصابات كورونا من الذروة، لا يمكننا فتح الكنائس" قد كشف عن الثقافة التى تمتع بها آباء الكنيسة.

أما الاستثناءات فقد راعى البيان احتفال الأقباط بعيدين على المدى القريب أولهما عيد دخول المسيح مصر الذى تحتفل به الكنيسة في الأول من يونيو من كل عام وتقيم له احتفالا كبيرا يحضره البابا تواضروس سنويا في كنيسة أبو سرجة أحد محطات رحلة العائلة المقدسة مرورا بالكنيسة المعلقة والمتحف القبطي بينما تخصص كنيسة العذراء بالمعادي رحلة بالمراكب النيلية تنطلق خلالها التسابيح والصلوات من نفس الطريق الذى سلكته العائلة المقدسة، ومن ثم سمحت الكنيسة بإقامة قداس يقتصر على ستة حاضرين ويبث للأقباط أونلاين في تلك المناسبة الكبيرة، بينما تختتم الكنيسة أيام الخماسين المقدسة بعيد العنصرة بعد أيام وهو من الأعياد الكنسية الهامة الأمر الذى دفع المجمع المقدس لتضمينه ضمن القداسات الاستثنائية.

أما طقس التعميد فقد تمت إضافته للبيان الجديد أنبا مرقس مطران شبرا الخيمة تحدث عن طقس التعميد فى زمن كورونا، مؤكدا أن الكنيسة تسمح به وباستثناءات محدودة فيتم الطقس بحضور الكاهن والأم والأب والطفل فقط في الكنيسة دون الزحام المتعارف عليه فى مثل تلك الطقوس.

وأوضح الأنبا مرقس في تصريحات خاصة لليوم السابع، لا يمكن إيقاف المعمودية فى الكنائس أبدا لأنها من الأسرار المقدسة ولكننا نسمح بها مع إتباع إجراءات وقائية مثل استعمال الكمامات والمطهرات والقفازات الواقية.

بينما يجري العمل بقرار السماح بصلوات الأكليل أي سر الزيجة بحضور ستة أفراد فقط، وكذلك صلوات الجنازة التى تقتصر على أسرة المتوفي مع ذكر العبارة من الأفضل أن تتم في المقابر.

واستثنى القرار كنائس المهجر من تلك الشروط سامحا لكل أسقف بالكنيسة المصرية التى تتواجد في 60 دولة حول العالم لكي يتبع الإجراءات التى تقرها الحكومات المحلية بالشكل الذى يجعل الكنيسة المصرية جزءا من الجماعة الوطنية في أي دولة تخدم بها، ففي فرنسا وإيطاليا عادت الكنائس مرة أخرى للصلوات وفق اشتراطات وأعداد محدودة ومن ثم إلزام المجمع المقدس لكافة الكنائس حول العالم بتلك الشروط يصبح أمرا مجحفا استطاعت الكاتدرائية تجاوزه، وهي تؤكد في الوقت نفسه تقديرها لمشاعر الشوق التى يعيشها ملايين الأقباط الراغبين في العودة إلى أحضان كنيستهم مستشهدة بآية من الإنجيل" "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،"... (أف 5: 15-16)

وفي نفس السياق، فإن الطائفة الإنجيلية في مصر بقيادة الدكتور القس أندريه زكي قد أكدت في بيانها تشكيل لجنة للنظر في قضية فتح الكنائس في حال إقرارها من قبل الحكومة لتؤكد على أن قرار فتح الكنائس لا يتوقف على رغبة القيادة الدينية وحدها إنما لا بد وان يراعي الظروف العامة للدولة وما تضعه وزارة الصحة المصرية ومجلس الوزراء من شروط تضمن مصلحة جميع الأطراف.

أما عن الكنيسة الكاثوليكية فواصلت العمل بقراراتها السابقة، التي تعلق الصلوات في الكنائس وتمنع الزحام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة