قضاة الإسلام.. عبد الرحمن بن زياد قاضى قضاة بغداد.. تميز بالعفة والورع

الأحد، 03 مايو 2020 07:28 م
قضاة الإسلام.. عبد الرحمن بن زياد قاضى قضاة بغداد.. تميز بالعفة والورع عبد الرحمن بن زياد
كتب عبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقب عبد الرحمن بن زياد بالقاضى الحليم الذكى، كان أول مولود جاء فى الإسلام عقب فتح القيروان، والده زياد بن أنعم من أبرز جنود جيش عقبة بن نافع، تلقى علوم الفقه والحديث واللغة فى سن صغير.

بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.

من بين هؤلاء القضاة القاضى الجليل والإمام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى، وكنيه "أبو خالد الإفريقي"، الذى ولد فى 64 هجريا، الموافق 683 ميلادية.

سافر بن زياد، لطلب العلم فى بلاد المشرق العربى. مع بداية تولى أبو جعفر المنصور الخلافة كما سافر للعراق، حيث عرض عليه الخليفة وقتها، البقاء فى بغداد، للاستفادة من علمه، إلا أنه رفض البقاء فى بغداد، وأصر على العودة مرة أخرى إلى مسقط رأسه. عينه الخليفة أبو جعفر المنصور قضايا على أفريقيا " القيروان "، بجانب محمد عبدالأشعث، وذلك بعد ما أرسل إليه وزيره له ليرى حاله.

وبعد عودته سأله ابو جعفر المنصور الوزير عن حاله فقال له " دخلت والربيع وزير الخليفة قائم على رأسه، فاستدنانى، ثم قال‏ " يا عبدالرحمن كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قلت‏:‏ يا أمير المؤمنين رأيت أعمالًا سيئة وظلمًا فاشيًا ظننته أبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان أعظم للأمر، فنكس الخليفة رأسه طويلًا، ثم رفعه إليّ. فقال‏ " كيف لى بالرجال؟ قلت‏ " أفليس عمر بن عبدالعزيز كان يقول‏: الوالى بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان برًا أتوه ببرهم، وإن كان فاجرًا أتوه بفجورهم. 

ظل طيلة توليه منصبه بالقضاء يعرف بالسمعة الطيبة، والجرأة فى رد الحقوق لأصحابها، ومن أبرز أقواله المأثورة التى تدل على عدله وحبه للحق ونزاهته " إذا رأيت الهدية دخلت دار القاضى، فاعلم أن الأمانة قد خرجت منها "، كما اشتهر بن زياد بكتابة الشعر، خاصة فى خلال تواجده فى بغداد كتب شعرًا، كشف فيه عن اشتياقه للعودة مرة أخرى إلى مسقط رأسه «القيروان»، واستمر فى منصب القضاء حتى توفى فى شهر رمضان سنة 121 هجريا.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة