لا شك أن هناك كلمة واحدة بمكن أن تفرق فيها بين كسب قلب إنسان وكسر قلبه، فأسلوبك هو الذي يُحدد مسارك في حياتك، وفي تصرفاتك مع الآخرين، وأيضًا هو الذي يُحدد مكانتك ومساحتك في قلوب الناس، فيمكن أن تطلب أي شيء ولكن قبوله أو رفضه يخضع لأسلوبك في المقام الأول والأخير، فأغلب التعليمات يتم خرقها؛ بسبب أنها تظل في حيز الأوامر التي لا تناقش ولا تقبل الجدل.
فالأسلوب هو البوابة السحرية للوصول للأهداف، وهو الطريق الميسر للنجاح، وهو الذي يمهد لأي حوار مجدٍ ومفيدٍ، فأسلوبك يمكن أن يأسر الآخرين، ويجعلهم خاضعين لسيطرتك بكامل إرادتهم، ويمكن كذلك أن يجعلك مرفوضًا من قبلهم، ويتجنبونك بشتى الطرق، والأهم من ذلك أن تنجح في اختيار الأسلوب الذي يلائم كل شخصية على حدة، وإن كان هذا يبدوا مرهقًا بعض الشيء، ولكن لو نظرنا إلى نتائجه، سنجد أنها مُريحة ومُربحة في آن واحد.
فهناك قصة تحكي عن "تشارلز تشواب"، الذي كان يحصل على راتب مليون دولار سنويًا في مصنع للصلب، وكان يحصل على هذا الراتب الضخم؛ بسبب تعامله مع الناس، ففي يوم من الأيام، كان "تشواب" يسير في أحد عنابر مصنع الصلب، وقابل مجموعة من الرجال يُدخنون تحت لافتة "ممنوع التدخين، فتجاذب أطراف الحديث مع الرجال بطريقة ودية، ولم يذكر كلمة واحدة عن تدخينهم تحت تلك اللافتة، وفي نهاية الحديث أعطاهم مجموعة من السجائر، وقال وهو يغمض إحدى عينيه: "سأكون شاكرًا لكم إذا دخنتم هذه السجائر في الخارج، أيها الأصدقاء".
هذا كل ما قاله الرجل، مع أنه كان يستطيع أن يطردهم بطريقة عنيفة، فعرف الرجال أنهم خرقوا القوانين، وأعجبوا بروحه الرياضية، وبادلوه ذات المعاملة.
فالأسلوب هو الذي يساعدك على كسب قلوب من حولك، وهو أيضًا يتسبب في كسر قلوبهم، وأنت الذي تختار، إما أن تكسب قلوبهم، أو تكسرها، وفي الحالتين أنت الذي ستجني النتائج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة