كشف الباحث ماركو الأمين المتخصص في التراث الكنسي تفاصيل جديدة عن معجزة ظهور النور المقدس بكنيسة القيامة التى تضم قبر المسيح، إذ يشهد سبت النور وهو اليوم السابق على عيد القيامة المجيد كل عام انبعاث نور من القبر بعد أن يدخل إليه مطران الروم الأرثوذكس في نفس الموعد من كل عام فتضاء كافة الشموع في الكنيسة التاريخية وتستقبله جموع المسيحيين بفرح كبير.
ماركو الأمين انتهى من بحث عن تاريخ ظهور النور المقدس عارضا كافة الآراء المؤيدة والمعارضة وقال: استندت فى بحثى لعدد من المراجع سواء المؤيدة أو المعارضة وعدة مراجع أخرى تصل لحوالى 25 كتاب بجانب أكثر من 10 مقالات و تقارير صحفية من مختلف أنحاء العالم لافتا إلى أن أول ذكر تاريخى مؤكد عن هذه الظاهرة أو العجيبة كان فى القرن التاسع مضيفا: لدينا شهادتان أقدمهما للجاحظ فى كتابه الحيوان الجزء الرابع تحت ما يسمى بنار الاحتيال.
وأوضح الأمين أن شهادة الجاحظ تتضمن اتهام رهبان كنيسة القيامة بالاحتيال على الناس بظهور نار مقدسة و ترجع شهادة الجاحظ لأربعينات القرن التاسع الميلادى و تأتى بعدها شهادة الراهب الفرنسي برناردوس فى عام 870م و التى تصف احتفال خروج النور قريبا لما نعرفه الآن و تلك الشهادات هى أقدم ما لدينا عن معجزة النور و تتوالى بعدهم الشهادات المتواترة مرة بعد أخرى ما بين مؤيد و معارض إلى الآن من كل الأديان و المعتقدات المختلفة.
وأضاف الأمين: لكن قبل القرن التاسع لا توجد و لا شهادة تاريخية واحدة عن ظهور النور فى القبر أو الكنيسة كما نعرفه الآن إنما فقط قصص قديمة متواترة تتعلق بنور فى قبر السيد المسيح لكن لا سند لها و بعض الأعاجيب المنسوبة لبعض قديسي القرون الأولى لا سند لها أيضا.
وأشار الأمين إلى أن بطريرك الروم الأرثوذكس هو الوحيد صاحب الحق في دخول قبر المسيح لتحدث معجزة النور المقدس حتى أن بعض الطوائف حاولت فعل ذلك وفشلت لافتا إلى أن تفتيش القبر المقدس من قبل الشرطة الإسرائيلية قبل دخول البطريرك أمر غير دقيق حسب الموقع الرسمى البطريركية الاورشليمية وحسب مقاطع الفيديو الخاصة بإذاعة الحدث لا نجد اى صدى لذلك
وعن تفاصيل الحدث يقول الأمين: قبل أن يدخل البطريرك يفتح باب القبر و يدخل مطران حاملا كأس فضى و يمضى بضع دقائق و يخرج فى تكتم ثم يغلق الباب ظاهريا حتى يأتى و يدخل البطريرك والحقيقة أن هناك طرق و خدع عدة بإمكانها استخدام مواد أو مركبات كيميائية تضئ من ذاتها أو لا تحرق اليدين و الكثير من مقاطع الفيديو يمكن متابعتها بهذا الصدد.
وكشف الأمين عن تجربة أجريت في اليونان من خلال باحث أراد التشكيك في معجزة النور قائلا: الباحث الدكتور مايكل كالوبولوس وهو يونانى الجنسية خرج على الهواء فى أكثر من مناظرة متحديا و بالفعل قام بإضاءة الشمع تلقائيا عبر غمس فتيل الشمعة فى محلول من الفوسفور مضاف إليه مادة أخرى كيمائية على الهواء مباشرة و فى أكثر من مرة وهذا دليل على أنه من الممكن عمل خدع مماثلة.
ورفض الأمين الربط بين عجيبة النور وحدث قيامة السيد المسيح لأن قيامة السيد المسيح هى حدث ايمانى مضيفا: لا ننتظر أى أعجوبة لتثبت إيماننا به و إيمان المسيحيين بقيامة السيد المسيح أقدم و أبقى وأثبت من أى أعجوبة.
واستكمل الأمين: إن تلك الظاهرة و العجيبة انتقدها وحللها وردها لأصلها مسيحيون من كل المذاهب والعرقيات يونانيون وروس وأرمن وأقباط و لاتين فالمتعقلون من الروم يصرحون أن ما يحدث يوم سبت النور ليس معجزة نار نازلة من السماء بل هى طقس ارثوذكسي قديم لتقديس النار ورمز لنور قيامة السيد المسيح.
وتحدى الأمين المعتقدين بظهور النور المقدس وقال: إن كان حقا ما يحدث داخل القبر عجائبيا لماذا لا تضع كنيسة الروم كاميرا صغيرة جدا لتسجيل ما يحدث لإخراس ألسنة المشككين.
أما بالنسبة لآراء المؤيدين فقال الأمين: بعض المؤيدين يشيرون لإشارة وردت فى كتابات يوحنا الدمشقى حول أن بطرس رأى النور فى القبر حين دخل بعد قيامة السيد والإشارة الثانية جاءت أثناء سرد يوساب لسيرة القديس ناركيسوس أسقف أورشليم 179-216 م أن من ضمن المعجزات المنقولة عن ناركيسوس إنه حول الماء لزيت و به اشتعلت القناديل فى الاحتفال الفصحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة