قصة تعود بنا لأجيال مضت وبالتحديد عام 1949 وقتها كانت آينى بوردا تصعد أول درجة من سلم النجاح، حين اشترت شركة نشر فاشلة خاسرة في الأسواق وحولتها إلى شركة لتصميم الأزياء المستوحاه من كبار المصممين، واستمرت من وقتها وحتى الآن في تقديم أرق الموديلات التي تناسب كافة الأذواق الراقية.
ولدت آنيى بوردا في نهاية شهر يوليو عام 1909 في بلدة صغيرة في ألمانيا، لأب كان يعمل ميكانيكيًا، وأم ربة منزل بسيطة، درست الفتاة وتخرجت في مدرسة الدير ثم عملت صراف في إحدى محطات الكهرباء، بعد فترة من الزمن ليست ببعيدة عن الأحداث الماضية، تقابلت "بوردا" مع "فرانز" وهو تاجر صغير وصاحب مطبعة وتزوجا في 9 يوليو 1931، وأنجبت ولدين هما "فريدر، وهوبرت"، في البداية كانت الحياة على ما يرام، إلا أن الأمر تغير قليلًا فيما بعد، وإليك قصة صاحبة أقدم مجلة أزياء في العالم ك وفقًا لموقع "burdastyle".
آني بوردا يوم زفافها
كانت تحلم آنيى بوردا أن تكون زوجة رجل أعمال مشهور، فسعت بكل ما تستطيع لتحقق حلمها، في عام 1949 قام زوجها بشراء دار نشر صغيرة ووضعها تحت قيادتها، وكان هذا كافيًا لتبدآ أول خطوة نجاح في المجال الذى تهواه "الخياطة" فأتت بعدد من الخياطين ومحرر وحولت دار النشر إلى مشغل ومجلة أزياء صغيرة وبدأت في كسب أول نقود لها.
بوردا
أثناء الحرب العالمية الثانية عانت "بوردا" بأزمات مالية كغيرها ممن حولها، وكانت الأزمة الكبيرة التي كانت غير متوقعة هي خيانة زوجها؛ الذى ابعتده عن حياتها فقرر شراء إحدى الشركات المنافسة لها وكانت مجلة نسائية غير هادفة للربح.
بوردا
قامت "بوردا" من أزمتها واستعادت قوتها وبدأت قصة نجاحها بعد حصولها على أحد الجوائز الرئيسية، حين أسست صناعة الملابس الألمانية حيث كانت الملابس الباريسية في ذلك الوقت غير مناسبة للألمان الذين كانوا يرتدون من التصميمات الفرنسية، ونجحت "بوردا" في تصميم أزياء الأفلام العاليمية ومن بينها فيلم "ذهب مع الريح" وخاصة موديل فستان "سكارليت" البطلة الذى استوحته من قماش الستارة الخضراء.
بوردا
اتجهت مجلة "بوردا" إلى مجال الطبخ والاهتمام بالمنزل؛ فقدمت نصائح حول الاقتصاد المنزلى والحرف اليدوية والموضوعات الأسرية الأخلاقية، وغطت مجلة "بوردا" كافة الأنشطة المحلية للطبقة المتوسطة في أوروبا آن ذاك كانت السيدة "بوردا" تتابع كل شىء بنفسها عملت على تصميم الغلاف، ووضعت خطة عمل مع المختصين.
مجلة بوردا
في عام 1950، كانت المجلة تصدر بانتظام وكان هدفها مساعدة المرأة على ابتكار أسلوب حياتها الخاص وخلق الملابس العصرية بنفسها، نالت نجاح عظيم وكانت توزع أكثر من مائة ألف نسخة، وبعد سنة وصلت إلى نصف مليون نسخة.
بوردا
جابت المجلة بلدان العالم، وتم بيع مجلة بوردا مودرن في أكثر من تسعين دولة بستة عشر لغة، وفي ذلك الوقت اشترت سيدة الأعمال ببساطة مجلات الموضة الأخرى، بعد ذلك ظهرت الأسواق الجاهزة، ما كان له تأثير كبير عليها خاصة بعد أن فضلت العديد من النساء شراء الفستان الجاهز في المتجر، بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في إنشاء ملابس فريدة من نوعها.
مجلة بوردا
لتتخطى "بوردا" هذه الأزمة عرضت المساعدة في صنع الملابس الجاهزة من خلال خبرتها؛ قامت بجذب مصممي الأزياء المشهورين والنماذج الغربية ونجوم البوب ونماذج الأزياء الشهيرة، حتى تكون داخل دائرة الضوء، وكتبت أعمدة صحفية خاصة بالأزياء والمصممين، أطلقوا عليها اسم "ملكة الموضة الأصلية"، وتم تسمية شارع باسمها في ألمانيا.
بوردا 3
حصلت آن على جائزة "جراند كرس" للخدمات المقدمة إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وتوفيت عام 2005 عن عمر 96 عامًا، وما زال العالم يتذكر ملكة الموضة حتى الآن.
بوردا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة