قضاة الإسلام.. سيد الفصحاء وزير صلاح الدين.. ساهم فى حشد الرأى العام وقت الأزمات وأعاد الحقوق لأصحابها

الأحد، 24 مايو 2020 07:00 م
قضاة الإسلام.. سيد الفصحاء وزير صلاح الدين.. ساهم فى حشد الرأى العام وقت الأزمات وأعاد الحقوق لأصحابها قضاة الإسلام_أرشيفية
كتب عبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقب بسيد الفصحاء، قال عنه صلاح الدين الأيوبى " ما فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضى الفاضل "، ساهم بقدر كبير فى إعادة الحقوق إلى أصحابها، كما عمل على دعم وحشد الناس فى أشد وأحلك الأزامات التى مرت بها مصر.

 

بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.

 

من بين هؤلاء الإمام العلامة عبدالرحيم بن على بن محمد اللخمي، المعروف بالقاضى الفاضل ، والد فى عام (529هـ - وتوفى فى عام 596هـ ).

 

يعد القاضى الفاضل من أبرز الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي، حيث قال فيه صلاح الدين (ما فتحت البلاد بالعساكر انما فتحتها بقلم القاضى الفاضل)، ولد القاضى الفاضل بمدينة "عسقلان"شمال غزة فى فلسطين سنة (529هـ)، وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة.

كان يعمل كاتبا فى دواوين الدولة و وزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، كما برز القاضى الفاضل فى صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار.

 

حشد الرأى العام المصرى -بما له من ثِقَل اقتصادى وبشرى وإستراتيجي- خلف صلاح الدين، من خلال عدد من الإجراءات: مثل استخدامه للشعراء والكُتَّاب والمؤرِّخين على غرار "الأصفهاني"، و"ابن سناء الملك"، و"ابن نُباته"، و"ابن مماتي"، و"ابن شدَّاد" وغيرهم؛ للترويج لسياسة صلاح الدين وحكمه، ومسامحة رجال الأسطول وإكرامهم بناءً على نصح الفاضل، وإسقاط بعض الْمُكُوس والضرائب عن رعيّته ورعايته لحقوق اليتامى، والدفاع عن مصر وكرامتها؛ تقديرًا لشعبها ولما تقدمه لحروبه من دَعم ومساندة، ومحاولة كَسْب قلوب المصريين بالدفاع عنها أمام عاصمة دار الخلافة وغيرها من المدن.

 

لما تملك أسد الدين ، أحضره ، فأعجب به ، ثم استخلصه صلاح الدين لنفسه ، وكان قليل اللذات ، كثير الحسنات ، دائم التهجد ، يشتغل بالتفسير والأدب ، وكان قليل النحو ، لكنه له دربة قوية ، كتب من الإنشاء ما لم يكتبه أحد ، أعرف عند ابن سناء الملك من إنشائه اثنين وعشرين مجلدا ، وعند ابن القطان عشرين مجلدا ، وكان متقللا فى مطعمه ومنكحه وملبسه ، لباسه البياض ، ويركب معه غلام وركابى ، ولا يمكن أحدا أن يصحبه ، ويكثر تشييع الجنائز ، وعيادة المرضى ، وله معروف معروف فى السر والعلانية ، ضعيف البنية ، رقيق الصورة ، له حدبة يغطيها الطيلسان ، وكان فيه سوء خلق يكمد به نفسه ، ولا يضر أحدا به ، ولأصحاب العلم عنده نفاق ، يحسن إليهم ، ولم يكن له انتقام من أعدائه إلا بالإحسان أو الإعراض عنهم ، وكان دخله ومعلومه فى العام نحوا من خمسين ألف دينار سوى متاجر الهند والمغرب . توفى مسكوتا أحوج ما كان إلى الموت عند تولى الإقبال، وإقبال الإدبار ، وهذا يدل على أن لله به عناية .

 

وتحمَّل "الفاضل" مهمة الإعداد النفسى للجنود فى وقت الأزمات والهزائم، بالتقليل من شأن الهزيمة، والدفع المعنوى لصلاح الدين وجيشه؛ كيلا يقفا عند الهزيمة أو التأثر بها، وتحاشيًا لحدوث تمرُّد أو ثورات بين رعاياه، وبخاصة فى مصر التى لم تكد تتخلص من النفوذ الشيعي، وحرص "الفاضل" وقت الانتصار على إيضاح الرهبة والرعب لدى العدو؛ كى يكون ذلك نافذة أو معبرًا نفسيًّا للجنود؛ كيما يتخلصوا من مخاوفهم ويتغلبوا عليها، وربَّما لأَجْل ذلك الغرض كان "الأصفهاني" حريصًا على وجود الفاضل فى عمليات الحصار التى دارت حول "عكَّا"، لأنه يعى جيِّدًا مكانته ودوره الذى لا يعوضه وجود غيره.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة