فيروس كورونا.. ضيف ثقيل يغير خطط الراغبين بالزواج في لبنان

السبت، 02 مايو 2020 08:00 ص
فيروس كورونا.. ضيف ثقيل يغير خطط الراغبين بالزواج في لبنان زواج-ارشيفية
كتب-أحمد صلاح العزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أشهر طويلة، خطّطت مايا وراكان لزفاف استثنائي في الفاتيكان، لكن فيروس كورونا الجديد  حلّ ضيفاً ثقيلاً بلا دعوة، فانتهى بهما الأمر يتزوجان في كنيسة قرب بيروت بحضور قرابة عشرة أشخاص وغياب الزينة والموسيقى وضوضاء المدعوين كما عرضت قناة يورو نيوز.

ويشكّل بدء فصل الربيع افتتاحاً لموسم الأعراس ولعمل منظمي الحفلات ومقدمي الخدمات التي ترافقها، وهو قطاع مهم في الاقتصاد اللبناني. إلا أنّ تفشي وباء كوفيد19 بدّل خطط الراغبين بالزواج وشلّ الإنتاجية كما بالنسبة إلى معظم القطاعات الاقتصادية.

ولم تتوقع مايا خضرا البالغة من العمر 26 عاما، أن تتزوج يوماً في "كنيسة خالية"، هي التي أرادت مع خطيبها راكان غصين (28 عاماً) حفل زفاف لا يُنسى.

في كنيسة سيدة المعونات في قرية شملان الوادعة في منطقة جبل لبنان على بعد قرابة عشرين كيلومتراً من بيروت، احتفل العروسان الأحد الماضي بزفافهما في حضور أفراد عائلتيهما الصغيرتين، بينما كانت الأمطار تتساقط بغزارة في الخارج.

وقالت مايا، الشابة ذات العينين الخضراوين،فى تصريحات أنه قبل بدء مراسم الزواج "غيّر كورونا كل شيء بما فيه زواجنا". وأضافت العروس التي ارتدت فستان زفاف أنيق ووضعت ورودا بيضاء على شعرها، "اتصلوا بنا من الفاتيكان وأبلغونا أنهم ألغوا كل الأعراس لمدة تسعة أشهر، ووجدنا أننا أمام خيارين: أن نؤجّل لتسعة أشهر أو أن نتزوج".

وفضّل العروسان الخيار الثاني لأن "أحداً لا يعلم متى سينتهي كورونا أولاً ولأن التأجيل بمثابة إضاعة للوقت ثانياً"، وفق الصحافية الشابة.

أما السبب الثالث الذي لا يقلّ أهمية، وفق راكان، وهو مالك ناد رياضي، فهو "أننا لا نريد أن نرتّب عبئاً على المدعوين بسبب كورونا ونريد ان نضمن عدم الاختلاط".

لا تجمّعات

في قاعة الكنيسة، تولّت شقيقة العروس الردّ على اتصالات المهنئين عبر الفيديو والواتساب. وقالت العروس بغصّة إن غياب الأصدقاء هو "الأصعب"، إذ "كانوا أكثر حماساً منّا".

وسجّل لبنان رسمياً 725 إصابة بالفيروس بينها 24 وفاة. وتفرض السلطات تعبئة عامة وإقفالاً للمؤسسات على أنواعها منذ منتصف آذار/مارس، بالإضافة الى إغلاق المطار والحدود.

وبدأت الأسبوع الحالي خطة من خمس مراحل لتخفيف الإجراءات تنتهي في 8 حزيران/يونيو. لكنّها لا تلحظ السماح بالتجمعات والاحتفالات حتى إشعار آخر.

وقال والد راكان إنه لم يكن متحمساً لزفاف مختصر، ورغب بدعوة "ألف شخص"، كما فعل خلال أعراس أبنائه الستة الآخرين. في لبنان، تطغى على الزواج المظاهر الاحتفالية، بغضّ النظر عن ديانة العروسين أو وضعهما الاجتماعي والمادي. ولعلّ القاسم المشترك هو عدد المدعوين بالمئات، وما يرافق الزفاف من مواكب سيارات وتنسيق زهور وموسيقى وراقصين وعشاء ومفرقعات ومصورين يستخدم غالبيتهم الطائرات المسيرة للتصوير.

وخصّص عدد من المصارف خلال السنوات الماضية قروضاً للراغبين بالزواج، لأن كلفةحفلات الزفاف التي يوكل تنظيمها لشركات محترفة تتراوح بين مئتي ألف و800 ألف دولار كمعدل وسطي. وإجمالا، يختار الشبان والشابات اللبنانيون الذين يعيشون في بلدان الاغتراب العودة الى بلدهم خلال فصل الصيف لإقامة أعراسهم.

وتتضمن حفلات الزفاف غالبا عشاء مع أنواع شتى من الطعام، تقام في مطاعم أو فنادق فخمة أو منتجعات بحرية. وانتشرت خلال السنوات الأخيرة قاعات ومساحات في الهواء الطلق أقيمت خصيصا لتنظيم أعراس فيها، على شاطىء البحر أو في مناطق جبلية وسط مناظر طبيعية خلابة.

ويدفع العروسان آلاف الدولارات لاستئجار هذه الأماكن، بالإضافة الى كلفة الملابس والطعام والخدمات الأخرى. في المقابل، باتت أيضا عادة الزواج في الخارج تلقى رواجا.

وبالنسبة الى المقتدرين ماليا، يعملون احيانا على حجز رحلات طيران خاصة لنقل مدعويهم إلى إيطاليا أو قبرص أو باريس أو غيرها من الدول، للمشاركة في العرس. وإجمالا، يختار الشبان والشابات اللبنانيون الذين يعيشون في بلدان الاغتراب العودة إلى بلدهم خلال فصل الصيف لإقامة أعراسهم.

الأمر لم يكن مختلفا بالنسبة لشانيل فياض البالغة من العمر 29 عاما التي أرجأت وخطيبها مهندس المعلوماتية إيلي قسيس (32 عاماً) زواجهما الذي كان مقرراً في وقت سابق هذا الشهر حتى الأسبوع المقبل، بعدما فرضت الحكومة حظر تجول يوم زفافهما. وتقول المدرّسة لفرانس برس عبر الهاتف "قررنا السير بزفاف مختصر لنضمن وجودنا معاً ونستغل فرصة الحجر الصحى  لنقضي وقتاً أطول سويا خصوصاً أننا لا نعمل" جراء حالة الاغلاق العام.

وتضيف "من يعتقد أن الوضع سيتحسّن بعد انتهاء كورونا مخطئ، لأنّنا مقبلون على الأسوأ اقتصادياً".

ويشهد لبنان انهيارا اقتصاديا هو الأسوأ منذ عقود دفع الحكومة الى الإعلان الخميس عن توجهها لطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة