"كورونا" فى القارة السمراء.. الأعداد تقترب من 90 ألف إصابة منهم 20 ألف حالة خلال 5 أيام فقط.. دول شمال أفريقيا الأكثر تضررًا.. و"الصحة العالمية": 44 مليون شخصًا مهددون بالوفاة فى السنة الأولى

شهدت قارة أفريقيا قفزة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا على الرغم من عدم انتشار الفيروس بشكل كبير في الفترات الأولى من ظهورة في معظم دول القارة بشكل كبير، حيث ارتفعت الإصابات خلال الخمسة أيام الأخيرة بواقع أكثر من 20 ألف إصابة جديدة، ليصل أعداد المصابين اليوم إلى 88 ألفا و172 إصابة، ووصل عدد الوفيات إلى 2834، فيما تماثل للشفاء 33 ألفا و863 شخصا.

وجاءت دول شمال أفريقيا لتصبح الأكثر تضررا بالفيروس ليتسبب في إصابة 28 ألفا 206 أشخاص ووفاة ألف و445 آخرين، وفى غرب أفريقيا أصيب 24 ألفا و755 شخصا وتوفى 527، وفى جنوب أفريقيا جاءت الحالات المؤكدة بالإصابة بالفيروس 17 ألفا و752 إصابة ووفاة 305 أشخاص وفى شرق أفريقيا 8 آلاف و894 شخصا ووفاة 263، وفى وسط أفريقيا 8 آلاف و665 شخصا بالإضافة إلى 294 وفاة.

جاء ذلك في الوقت الذى أفاد المكتب الإقليمي للصحة العالمية في أفريقيا، أنه وفقا لأخر دراسة تهدد الجائحة حياة 44 مليونًا ممكن أن يلقوا مصرعهم في السنة الأولى من الوباء إذا فشلت تدابير الاحتواء، وفقا للدراسة التي تمت على 47 دولة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية فى القارة التي يبلغ مجموع سكانها أكثر من مليار نسمة في الوقت الذي لفتت المنظمة أنه توجد تسعة أسرة فقط في وحدة العناية المركزة في المتوسط ​​لكل مليون شخص، لتصبح الأمور أكثر تعقيدا في القارة السمراء لاحتواء الجائحة.

وعلى الرغم من تصريح دكتورة ماتشيديسو مويتي ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: "بأن كوفيد -19 من المحتمل ألا ينتشر بشكل كبير في إفريقيا كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم ، فمن المحتمل أن يشتعل في مناطق انتقال العدوى". مضيفه "يمكن أن يصبح كوفيد-19 لاعبا أساسيا في حياتنا للسنوات العديدة القادمة ما لم يتم اتباع نهج استباقي من قبل العديد من الحكومات في المنطقة.، قائله نحن بحاجة إلى الاختبار والتتبع والعزل والمعالجة ".إلا أن الوضع بدأ يظهر عكسيا في الوقت الذى قفزت الاعداد لمعدل كبير خلال الأيام القليله الماضية.

وأضافت مويتي إن العدد المتوقع للحالات التي تتطلب دخول المستشفى من شأنه أن يطغى على القدرة الطبية المتاحة في معظم أنحاء أفريقيا، و أن المتوقع أن يكون هناك 167 ألف حالة شديدة تتطلب الأكسجين ، و 107 ألف حالات حرجة تتطلب دعم التنفس. إن مثل هذا العدد الضخم من المرضى في المستشفيات سوف يرهق بشدة القدرات الصحية للبلدان.

وقالت مويتي: "لابد من تعزيز تدابير الاحتواء ، حيث أن انتقال الفيروس على نطاق واسع يرهق الأنظمة الصحية لافته إلى إن الحد من تفشي المرض واسع النطاق أكثر تكلفة بكثير من التدابير الوقائية الجارية التي تتخذها الحكومات لاحتواء انتشار الفيروس."

وحذر الباحثون تقاريرهم للصحة العالمية من أن ارتفاع الحالات التي تحتاج لدخول المستشفيات سيؤدي إلى تحويل الموارد المحدودة في الأصل عن معالجة القضايا الصحية الرئيسية في المنطقة، مثل الإيدز والسل والملاريا وسوء التغذية، الأمر الذي يزيد من تفاقم تأثير فيروس كورونا، وتوقعوا أن يواصل الفيروس انتشاره على الأرجح داخل المنطقة لفترة أطول من الدول الأخرى، ربما لعدة سنوات.

وقدر الباحثون أيضا ارتفاع نسبة العدوى في الدول الصغيرة، إذ وجدوا أن خطر التعرض سيكون الأعلى في موريشيوس. ومن بين البلدان الكبيرة في المنطقة، كانت جنوب إفريقيا والكاميرون والجزائر في المراكز العشرة الأولى في ما يتعلق بمخاطر التعرض للعدوى، وذلك بالنظر في عدة اعتبارات منها عامل التجمع وكثافة الأسر وسهولة التنقل ومرافق الصرف الصحي وممارسات النظافة الصحية، وعامل الطقس.

ولفت الباحثون في الصحة العالمية في تقريرهم أن هناك 88% من الناس لن يعرفوا أنهم مصابون، سواء ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو لم تظهر أعراض على الإطلاق، في حين سيعاني 4% من أعراض شديدة أو تهدد حياتهم. ..وفقا لفرانس 24.

ومن جانبها أوضحت الأمم المتحدة إن عدد الوفيات الناجمة عن أمراض مرتبطة بالإيدز في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يمكن أن يتضاعف إذا حصل ضعف في تقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية خلال أزمة كورونا.