قصة الشهيد البطل محمد هارون من كتاب "حكايات الولاد والأرض"

الجمعة، 15 مايو 2020 03:30 م
قصة الشهيد البطل محمد هارون من كتاب "حكايات الولاد والأرض" غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ينشر "اليوم السابع" حكاية من حكايات الجزء الأول لكتاب  "حكايات الولاد والأرض"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أمس، للكاتب محمد نبيل، والذى يوثق شهادات أمهات وزوجات وبنات شهداء الجيش والشرطة المصريين فى مواجهة جماعات الإرهاب المسلح، وتأتى الحكاية بعنوان "أخت الشهيد البطل محمد هارون تروى اللحظات الأخيرة لصائد التكفيريين.

 

- صائد التكفيريين وأسد سيناء والجزار ألقاب نالها البطل الشهيد محمد هارون بحربه ضد الإرهاب بسيناء 

- إصابات متعددة فى جسد البطل لم تمنعه من الوقوف ومناداة رجاله بأنه يذهبوا به إلى مقر وحدته ليموت وسط رجاله

- وصية البطل سداد كافة ديونه قبل الصلاة عليه.

- تزوج قبل استشهاده بثلاثة شهور.

- أرعب التكفيريين حتى أنه فتح سوق الجورة عندما طلب منه أحد الأهالى مساعدتهم فتح السوق لكسب الرزق أمام تهديدات التكفيريين.

- أخوة الشهيد تتمنى الشهادة كبطلهم فى سبيل الله وسبيل الوطن.

 

يوم الخميس  بتاريخ 12-11-2015م الساعة الخامسة إلا ربع فاضت روح شقيقى الشهيد البطل محمد هارون قائد معسكر الجورة بجوار مقر القوات متعددة الجنسيات بالشيخ زويد بسيناء.

نطق الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله.. قالها عقب  انفجار العبوة النوعية الناسفة.. وعندما شقت الشهادة القلوب.. نطقها بعد أوقعته العبوة الناسفة والنوعية  الكبيرة  التى  كانت الأولي من نوعها وفقا لتوصيف أبو أحمد الرفحاوى  أشهر إعلامى الفيس بوك بسيناء ذلك الوقت والمحسوب إعلاميا على التنظيم.. العبوة  التى زرعها التكفيريين طيلة  10 أيام كاملة  بطريق القوات بالجورة, والجورة هو الطريق الذى استشهد عليه كل زملاء البطل, ومنطقه زراعة العبوة الناسفة التى استشهد فيها العقيد هارون, حيث كانت معروفه أنها منصة إطلاق صواريخ للتنظيم الإرهابي ضد الجيش, ورغم أن الشهيد كان بأجازته  قطع أجازته ولبي نداء الوطن  ليتصدى لهذه العبوة النوعية بالمنطقة الخطيرة قرب الجورة, والمكان محاط بالعبوات الناسفة والفخاخ ومليء بعدد كبير من التكفيريين كالثعابين تحت الأرض وبالشقوق والأنفاق والمخابئ  والذين يقوم بالاشتباك العنيف مع حملات الجيش بالأسلحة الثقيلة وصواريخ كورنيت المخترقة للدبابات بصفة دائمة وبالفعل بعد مرور عام تم تطهير المنطقة وتم اكتشاف أكبر مخبئ للتكفيريين بسيناء  بهذة المنطقة.

وتفتخر أخت البطل وتقول: منطقة لهب وصحراء دم لا يصلح لها إلا الأسد هارون بدوريته البسيطة والشهيرة والتى كان اسمها يصيب التكفيريين بالتبول اللارادى!

حتى أن المهندس الخاص بتفكيك العبوات بالمنطقة قال لى: طيله 10 أيام انتظر البطل هارون فصيته وسمعته كانت تجعلنى على أحر من نار لرؤيته فضلا عن انتظاره لأشعر  بأقصي درجه من الأمن لوجود هذا الأسد معنا ..

وبالفعل ضرب الشهيد أروع مثل للقيادة والفداء والتضحية والحفاظ على رجاله, فقد عاشت حملته العسكرية وجميع الجنود والضباط واستشهد قائد الحملة بمفردة وهو الشهيد هارون, كان النزيف حاد لوجود جرح 15 سم بشريان الرئيسى ويصفه الجراح  الذى عالج حالته:  أتى  فاقد للعلامات الحيوية والوعي بغرفه الطواريء ومصاب بجرح عميق بالفخذ 15 سم وجرح بالصدر والرقبة وحاولت إدخال أنبوب بالطوارئ لوجود تجمع دموى والبطن وجرح  نافذ ناحية الكبد, وتم حقنه بالأتروبين المضاد للصدمة.

لم يعد بينه وبين لقاء ربه شيء.. ويبدو أنه رأى الملائكة تحيط به, وعند بوابه القوات المتعددة الجنسيات UN حيث إسعافه.. وقف على قدمه ولا أدرى كيف فعلها ؟! والتقرير الطبى يكشف استحالة الأمر.. حيث يصف حالته بكسر مضاعف بعظم الفخذ اليسرى! ذلك الكسر العنيف الذى استلزم لحقنه بالاتروبين ضد الصدمة! وفقد كمية رهيبة من دمائه.. ورغم كل ذلك وقف وأصدر أوامر لرجاله من الجنود والضباط بإعادته لكمينه بالجورة  رغبه  بعدم الاستشهاد خارج عرينه.

كان يواجه الموت شجاعا أبيا لا تختلج له نبرة ولا يهتز له طرف.. وفى نفس اللحظة كانت كل ملابس التكفيرين  تبتل منه وكان رجال العمليات يسمعون أصواتهم وهى تقول.. أهرب دوريه أبو هارون ..

أخيرا ترجل الفارس وابتهج التكفيريين بإطلاق وابل من الأعيره الناريه بنجع شيبانة والزوارعة ليلا والاحتفاء بالأضواء الكاشفة للدرجات النارية الخاصة بهم, فقد اختفى المقدم هارون من مسرح الأحداث, ولم لا وقد صد هو ورجاله بكمائن  الجورة قرابة 17 هجوم استخدمت ضده كل شيء من محاصره لارتكازه الأمنى ودكه بالهاون والدوشكا والاربي جى والمفخخات والهجوم المسلح.. إلخ، وفي ظل وقت لم يكن الدعم وعدد الأكمنة فى 2013م، وصل لهذا العدد الحالى ولم ينجحوا ولو مره واحدة فيه حتى خرجت الصحافة المصرية تقول أن كمين الجوره العسكري هو من سيكتب نهاية تنظيم بيت المقدس بسيناء.

كان صلدا قويا في مواجهه التكفيريين ويخرج ويأتى بهم على يديه بنفسه أحياء, وكاسر شوكتهم كما فعلها بسوق الجورة التجارى الشهير عندما أصر على فتحه ويشرف بنفسه على انتظام حركته عندا ونكاية بما يسمى نفسه ولاية سيناء ! عقب  شكوى  له بعض البسطاء من أبناء الجورة من تجار السوق  وتهديدات التكفيريين لهم .

وعن وصية الشهيد تقول شقيقته: "أوصيكم إن مت أن يتم دفنى بسرعة، وأن يتم سداد ديونى التى تمثلت فى أقساط العربية لدى بنك القاهرة، على صابر معه الكارت، وأن يتم دفع 1000 جنيه للأسطى جمال الأسطورجى، وميدو يعرفه، وخرجوا عنى أموال بنية سداد الدين، إذا كان هناك دين لا أذكره، وإذا كان أخى أحمد إبراهيم هارون إذا كان حاضر جنازتى أن يصلى صلاة الجنازة، لأنه سيكون أكثر شخص حزين، وسيدعو لى بصدق، وأنا سأكون محتاج لهذا الدعاء".. كانت هذه وصية الشهيد المقدم محمد هارون الذى استشهد مساء الخميس 13 نوفمبر، في الشيخ زويد أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن فى منطقة الجورة، جنوب الشيخ زويد.

وعن العائلة ومكانة البطل عندها تروى أخته: محمد كان أصغر واحد وأنا الكبيرة ودكتور أحمد الأوسط كانوا كأنهم توأم لأن بينهم 9شهور أنا أكبر بحوالي 12 سنة، ونحن أسرة متحابة جدًا الوالد كان وكيل وزارة الوالدة مربية فاضلة معلمة لغة عربية وتوفي والدى ومحمد كان لسه ملازم وكان بيراعى الوالدة لأن الدكتور أحمد كان يعمل بالسعودية, وتزوج البطل من بنت عمى وهى بنت خالتى فى نفس الوقت الدكتورة منار هارون فقط تزوج لفترة  3شهور واستشهد بعدها.

وتبكى بعزة أخت البطل وتقول: مع أهله كان خدوم ومتواضع جدا, ومع أصدقائه كذلك وأعز أصدقائه هشام جلال رئيس مباحث بنى سويف، تنهى أخت البطل روايتها عن أخيها البطل وهى تصفه بالبطل وتقول: كلنا نفتخر أن جعل الله من بيننا من يدفع فاتورة سلام الوطن وأمنه, ولا نعترض على قضاء الله, إنما ندعو الله أن نلحق ببطلنا ونحن نضحى من أجل الوطن.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة