القارئة خلود محمد عاشور تكتب: فن تدوير الأزمات

الأربعاء، 13 مايو 2020 05:00 م
القارئة خلود محمد عاشور تكتب: فن تدوير الأزمات صورة شخص متفائل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فن إدارة الأزمات (إعادة التدوير) غريب هو عنوان مقالنا، ولكني لم أجد أوجز وأبلغ من تلك أحرف واصفة للب المقال وفحواه. إعادة تدوير المفقودات، الهزائم، المعاصي، فن إدارة الأزمات والانتكاسات، فن القيام أوى كمن لم يذق السقوط يوما ما. فن ردع العدو بقوة مماثلة لقوته أو تزيد فيفر ولا يعود.

 يقول الله عز وجل " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم" والآيات في ذلك كثيرة، والشيطان يا صديقي ليس إبليس فقط فربما من البشر شياطين أسوأ منه، فكثير ما يتفوق التلميذ على معلمه، وفن التدوير هنا لشياطين الإنس والجان. فحينما يناشدك هواك وجانب نفسك الأمارة بالسوء بمعصية يُعينها عليها وسوسة الشيطان فادفعها أنت بطاعة وتعاون مع نفسك الخيرة بالفطرة على غلبة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى فيخشى الشيطان أن يسوس لك بسوء فتزيد أنت في الطاعة فيُهزم الشيطان وتكن الغلبة لك، وبخسر رهانه أمام رب العزة، وحتى وإن وقعت بها وارتكبت المعصية يا صديقي، فلا تيأس من رحمة الله وادفع المعصية بالطاعة والزيادة فيها، واستعن بالله يا رفيق على هذا؛ وهذا أعظم فن إعادة تدوير وإدارة الأزمات.

وأما شياطين الإنس فأولئك حولنا منتشرون أكثر من الجراثيم في الهواء، هذا شيطان أكل حقك وظلمك، وذاك شيطان وصفك بما ليس فيك، وتلك ضيقت رزقك، وهذه ألمت قلبك بسوء ... بقصد أو بدون قصد فعلوا السوء، وألحقوا بقلوبنا الأذى وانتهوا من دورهم؛ تلك أزمات وانتكاسات وهزائم جراء ظروف أوقعها علينا - بأذن الله - بشر فواجبنا نحن تجاه تلك الهزائم أن تكون نقطة انطلاقة؛ فهذا الذي أوقع الأذى بقلبك بدلا أن تبغضه وتتمنى رد حقك بسوء له - وهذا حقك ولست مخطأ بهذا أبدًا - تمنى رد حقك مضاعفا بالخير؛ خير لظلمك، وخير بدلا عن الانتقام منه والتولي عنه، وتولى عنه وعن بغضه وكن خفيف الروح بدلا أن تُثقل ذاتك بحمل السوء من البشر؛ لو بغضته أصبحت مشابها له بعض الشيء في سوئه؛ فما حمل المؤذي على الأذية إلا لكونه ثقيل الروح بكثرة البغض وأولهم نفسه؛ فخذ الأذى نقطة انطلاقة لتعلم كيف تُسامح، والمعرفة أكثر عن مواطن ذاتك؛ فمسامحة من أذاك ليست بيسيرة أبدا، تتطلب أياما وساعات طوال تناقش ذاتك وتجادلها لتقنعها بفائدة التسامح بينك وبين ذاتك مع ذاك الشخص وليس إعادته للحياة، أنت تتسامح لأجل نفسك، وليس لتعيده، فمن ألم قلبك لا تعيده أبدا لحياتك، ولكن سامحه لتكن خفيف الروح لذاتك ليس إلا.، ليس تناقض يا رفيق ولكنها معادلة صعبة ورحلة طويلة ستكتشفها حين تُقلع طائرتك لها.

وأما عن ذاك الذي حطم أملك في عمل ودراسة بسلطته أو غيره فقم واتخذها نقطة انطلاق لتعود وتشتري المبنى بأكمله وليس امتلاك فقط الباب الذي أغلق. ثق بنفسك وبخطوات الواثق من نصر ربه.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة