د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب الطريق واحد .. والأهداف متغيرة

الجمعة، 01 مايو 2020 03:11 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب الطريق واحد .. والأهداف متغيرة داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من أجمل الأشياء التي تمر علينا في الحياة هي الصدف، وليس المقصود بالصدف هنا المعنى المُعتاد لها، وهو الشيء غير المُرتب أو المُدبر، ولكن المقصود هو أن تكون مُحددًا اتجاهك في طريق معين، بهدف معين، فتظل تسير في ذات الطريق، ولكن هدفك هو الذي يتغير؛ والسبب هو تغيير اتجاه طريقة تفكيرك.

فأحيانًا يهدف الإنسان من وراء علاقة مُعينة تحقيق المصالح والبيزنس، وتتحول تلك العلاقة إلى صداقة أو حُب، وأحيانًا تبدأ علاقة بعداء شديد، وتنتهي بحُب كبير، وأيضًا قد يهدف إنسان من التحاقه بعمل معين، مجرد تحقيق الاستقرار المـادي فقط، ولكن تفكيره يتغير، ويُقرر أن يُحقق طُموحاته من خلال هذا العمل، فالإنسان يُمكن أن يُحدد الطريق والهـدف، فهذا بإمكانه بلا جدال، ولكن إذا سرت في طريق لا تضمن قُدْرتك على الرجـوع منه، ولكنك تمتلك بلا شك تغيير هدفك، والغريب أن الهدف قد يتغير بناءً على اختيارات القدر، دون أن يكون للإنسان أي دور في هذا الأمر على الإطلاق.

فالأماكن قد تجمعك بأشخاص عن طريق الصدفة، وتكتشف أن هؤلاء الأشخاص أصبح لهم دور في حياتك، رغم أنك لم تكن تربطك بهم أي صلة من قبل، وكنت تظن أن علاقتك بهم مُرتبطة بالمكان فقط، ولكنك تكتشف أن المكان لم يكن سوى وسيلة جمعتك بهم ليس إلا.

لذا، فلا تظن أن الهدف الذي وضعته نُصْب عينيك هو كل شيء، فالواقع أثبت أن للحقيقة جوانب كثيرة، فالهدف يُمكن أن يتغير في أي لحظة، فهو مُرتبط بفكر وإحساس صاحبه، وليس هناك تعارُض بين الطريق، وتغيير الهدف، فهل سمعنا عن من دخل الجامع ليسرق، ولكنه خرج منه شخصًا مُؤمنًا وشريفًا، فالهدف تغير بعد دخوله الجامع، رغم أن المكان لم يتغير، فالإنسان هو الذي يتغير، أما الأشياء فتظل كما هي، ولكنها تتغير في عُيون الإنسان، وفقًا للنظرة التي أصبح يراها بها.

وُرؤية الإنسان ترتبط إلى حد كبير بقدره، وهذا يُذكرني بعبارة قِيلتْ في أحد الأعمال الفنية، عن شخص دخل مكان ليقتل صاحبة ذلك المكان، ولكنه عندما عرفها واقترب منها، أحبها، وقرر أن يحميها ممن يتربصون بها، رغم أنه كان يهدف إلى قتلها في الأساس.

لذا، عندما تذهب إلى مكان ما، وتلتقي بشخص ما، بسبب هدف ما، فهذا لا يعني أن القدر سيسير معك على ذات الدرب الذي رسمته، بل ربما يُغير في خططك، لدرجة تُحول مُجْريات حياتك بالكامل، فالطريق واحد، والأهداف مُتغيرة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة