محمد أحمد طنطاوى

لماذا نخاف من كورونا ؟

الأربعاء، 08 أبريل 2020 11:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

البعض يروج لفكرة أن فيروس كورونا المستجد، ليس بالخطورة التى يصورها العالم، وأن مرضى الأنفلونزا العادية، ومن يموتون بسببها أضعاف المصابين بالفيروس، أو أن الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكر والضغط، تقتل الملايين سنويا، إلا أن هذا الطرح لم ينظر إلى عاملين أساسيين، يستمد منهم " كورونا فيروس" قوته وخطورته، الأول أنه سريع الانتشار وأصاب كل دول العالم تقريبا فى توقيت متزامن، ليتحول من مجرد فيروس عادى إلى وباء عالمى يهدد البشرية، والعامل الثانى يكمن في عدم وجود دواء أو علاج يشفى من الفيروس، أو مصل يوفر الحماية والمناعة اللازمة للمواجهة، لذلك يتخوف الجميع من " كوفيد 19 " الذى لا نعرف له علاج ولا نستطيع وقف انتشاره.

على الرغم من أن معامل العامل كله فتحت أبوابها على مصراعيها لإجراء الاختبارات والأبحاث على الفيروس المستجد، فى محاولة لاكتشافه ومواجهته، إلا أنه حتى الآن لم نصل إلى نتائج علمية محققة، وكل ما يثار مجرد بروتوكولات علاجية لم نختبر نتائجها حتى الآن، ولم تحصل إلا على موافقات مبدئية، ولا نعرف آثارها الجانبية وتأثيرها على الصحة العامة.

العلوم التطبيقية لا تعرف سوى الحقائق المبنية على الدليل والبراهين، وهذا ما يفرق بين العلمى وغير العلمى، فبدون براهين تثبت ما يفعله الدواء فى خلية الفيروس وإظهار مدى تأثيره على تكاثرها ونشاطها، لا يمكن أن نعتمد على هذا الدواء حتى وإن كان ظاهريا يقدم شفاء محدودا أو يظهر تحسنا وقتيا، فالطب المبنى على الدليل يضمن فاعلية الدواء على المدى القصير والطويل، ولا يعتمد نتائج لا يمكن إثباتها معمليا.

نحن نحتاج إلى دراسات علمية جادة على الفيروس، ويجب على أساتذة أمراض الجهاز التنفسى وأمراض الرئة أن يدرسوا ما يفعله كورونا المستجد ومدى تأثيره، لذلك لا يمكن أن نخاف طوال الوقت من فكرة الفيروس والعدوى وسرعة التخلص من جثة المريض، فبدون دراسة حقيقية على المصابين والحاملين للفيروس لن نصل إلى حل حقيقى فنحن بحاجة إلى أن ندرس خواص الفيروس ونحتفظ بأجزاء من الرئات المصابة، ونبدأ دراسات مستفيضة عليها، حتى نتمكن من اكتشاف العلاج المناسب، بدلا من الاعتماد على فكرة البروتوكولات العلاجية، التى لا نعرف جدواها أو تأثيرها على الفيروس حتى الآن.

يجب أن نسعى إلى العلم فى مواجهة كورونا، فلا يمكن أن ندخل حربا لا نعرف فيها خصائص العدو وإمكانياته وقدرته على القتال والمواجهة وذخائرة والاحتياطيات الموجودة لديه، فمازال العالم بكل ما يتسلح به من علم وقدرات فنية وبشرية يتعرض للخسائر يوميا فى العدد والعدة، لذلك علينا دراسة العدو جيدا، حتى نتمكن من محاصرته والقضاء عليه.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة