محمد أحمد طنطاوى

متلازمة الكمامة واكتئاب الكحول

الإثنين، 30 مارس 2020 11:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المؤكد أن العالم قبل فيروس كورونا سيكون مختلفا تماما بعد القضاء على هذا الفيروس، وهذا أمر على كل المستويات، بداية من صعود قوى جديدة وتراجع أخرى، وتعثر دول وأمم بأكلمها، وتميز أخرى، إلا أن البعد النفسى الذى سيتركه كورونا فى نفوسنا سيحتاج إلى سنوات وسنوات حتى يتراجع وتعود الأمور إلى نصابها، خاصة في المجتمع المصرى.

الكثير من المصريين الآن يتحسس يده، يتخوف من وضعها على أنفه أو عينه، يحذر لمس أى شيء وكأن الفيروس سيخرج منه ليقفز داخله، يتعامل بحرص شديد مع أطفاله في المنزل، ويفكر ويراجع نفسه مرات ومرات هل يُقبلهم ويحضنهم كما اعتاد أم يبتعد خوفا من كورونا، بل يمتد الأمر إلى اخوته وزوجته والمقربين من حوله، فكل هذه الوساوس النفسية ستحتاج إلى وقت طويل جدا حتى نتخلص منها كمصريين فى الفترة المقبلة.

لا أشك فى أن البشرية ستنتصر على هذا الفيروس الجديد، وستحدد نشاطه وحركته، وتبتكر علاجات فعالة وآمنه له، إلا أن المشكلة الحقيقية في الوقت المستغرق لاكتشاف هذا العلاج وتصنيعه بصورة كمية تحمى العالم من هذا الوباء الخطير، وهذا ما يعمق الأزمة ويدفعنا إلى المزيد من القلق والتوتر، خاصة أننا لا نعرف حتى الآن المصير المجهول لهذا الفيروس.

قاع الأزمة في فيروس كورونا لا يعرفه أحد وكل ما يقال مجرد اجتهادات أو أبحاث وتقديرات وإحصاءات غير مكتملة ينقصها البراهين التى يعتمد عليها العلم كأساس فى تقديم علاج فعال وآمن على المدى الطويل، الأمر الذى يحتم علينا جميعا الصبر على النتائج، والحرص على اتباع الإجراءات الوقائية، التى يصدرها الأطباء وترشدنا لها منظمة الصحة العالمية.

أتصور أن الفترة المقبلة ستحتاج منا العديد من الزيارات للأطباء النفسيين، بعد زيادة حالات القلق والتوتر إلى أبعد مدى مع ظهور كورونا، ومع فوبيا الأرقام اليومية التي نسمعها كل مساء، وقد تظهر أمراض مستقبلية من نوع خاصة وقد يطلق عليها البعض "متلازمة الكمامة" أو " اكتئاب الكحول"، خاصة أن نسبة ليست صغيرة من المصريين باتت زجاجات الكحول 70% في أيديهم ليل نهار، يتحركون بها في الشوارع والعمل والمنزل، من أجل التطهير ومواجهة فيروس كورونا، الذى بات المهدد الأول لأكثر من 7 مليارات حول العالم - عدد سكان الكرة الأرضية – الأمر الذى يدعو إلى ضرورة مشاركة الأطباء النفسيين في الأزمة والتدخل لعلاج الاكتئابات البسيطة والقلق العارض لدى المواطنين قبل أن يتحول إلى حالة من الأعراض المرضية والوسوسة المؤشرة للمرض النفسى.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة