تصريحات زعماء العالم على خط المواجهة مع كورونا.. المواقف تباينت بين بث تطمينات وأخرى رسائل الرعب بين مواطنيهم.. السيسي لشعوب العالم: فى أوقات المحن تسمو القيم الإنسانية فوق كل شيء.. وترامب: انتظروا الأسوأ

الأربعاء، 08 أبريل 2020 07:00 م
تصريحات زعماء العالم على خط المواجهة مع كورونا.. المواقف تباينت بين بث تطمينات وأخرى رسائل الرعب بين مواطنيهم.. السيسي لشعوب العالم: فى أوقات المحن تسمو القيم الإنسانية فوق كل شيء.. وترامب: انتظروا الأسوأ السيسي وترامب
محيى الدين سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشاهد فاصلة ستسجلها الذاكرة الإنسانية لتعامل دول العالم قادة وحكومات وشعوبا مع أزمة كورونا، التى ضربت الكرة الأرضية – ولا زالت تضربها - وأحدثت خسائر فادحة فى مختلف القطاعات، خاصة مع ظهور تباينات واضحة على صعيد تفاصيل ومجريات هذا التعامل مع الوباء .

من بين هذه المشاهد تعامل زعماء العالم مع الأزمة، على صعيدين أولهما فيما يتعلق بالشأن المحلى فى كل دولة، وتأثيرات الوباء عليها، وثانيهما يتعلق بتعامل كل دولة مع بقية دول العالم، تعاونا أو انكفاء على الذات، من دون النظر لضرورة وأهمية التعامل الجمعى فى مواجهة الكارثة التى لا تستثنى أحدا من شعوب الأرض .

على مدار أحداث التاريخ، تنظر الشعوب وتسجل ذاكرتها كيف كان هذا القائد أو ذاك ثابتا فى مواجهة المحن، وكيف كان غيره متخاذلا، لتخلف أحدثا وحوادث كثيرة أسماء زعماء خلدوا تاريخهم بمواقف عظيمة، وتمحو أسماء آخرين لم يكونوا على مستوى ما واجههم من حوادث ، وانما ارتبكت رؤاهم وتشتت مواقفهم ، وهو أمر يظهر فى القوت الحالى أكثر من غيره، حيث تعددت وتقدمت وتنوعت أدوات التسجيل فى الذاكرة الإنسانية، لتسجل مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام والأدوات التكنولوجية المختلفة كل شاردة وواردة .

فى أزمة "كورونا " الحالية كان منوطا بقادة الدول وحكوماتها دورا ذى وجهين، أحدهما يتعلق بالشق الإدارى والتنفيذى وإجراءات مواجهة انتشار الفيروس القاتل، فضلا عن معالجة تداعياته على مختلف القطاعات، وفى القلب منها القطاع الاقتصادى والمعيشى، أما الوجه الآخر، فيتمثل فى الشق المعنوى وكيفية توجيه إرادة الشعوب، بل حالتها المزاجية فى مواجهة الخطر، وفيما اتفقت الخطوات التنفيذية فى الشق الأول على مستوى غالبية دول العالم، بشأن الإجراءات الوقائية والاحترازية من الوباء، فإنها اختلفت فى معالجة تداعيات الفيروس على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعوب، وانقسمت فى الوجه المعنوى لدور القادة والحكومات بين فريق حرص على الأخذ بأيدى شعبه بتصريحات إيجابية بهدف رفع الروح المعنوية لها فى مقاومة الفيروس جنبا إلى جنب من التحذيرات من خطورة التهاون فى الإجراءات الوقائية، وفريق آخر كانت كل رسائله وتصريحاته سلبية، من دون النظر إلى التأثير الخطير لمثل هذه التصريحات على الحالة النفسية لشعوب، يعانى الكثير من أفرادها من أمراض قد يودى سوء الحالة المعنوية لأصحابها بحياتهم .

كلا الفريقين حرص على الشفافية فى مخاطبة شعبه، خاصة وأن الأمر يدور تحت بصر وسمع العالم كله، لكن أحدهما أرفق ذلك برسائل دفع ورفع للروح المعنوية والآخر بثت تصريحاته روحا متخاذلة ورعبا فى مختلف الأوساط .

بالنظر إلى الحالة المصرية من بين دول العالم تكفى قراءة فى تصريحات أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى سواء فى مناسبات جرت خلال الأيام الماضية، وآخرها خلال تفقده عناصر ومعدات القوات المسلحة فى مكافحة كورونا، أو على الصفحة الرسمية للرئيس، لبيان كيف حرص الرئيس على بث رسائل دفع معنوية وطمأنة وتأكيدات على توافر السلع الغذائية لشهور مقبلة، فضلا عن توجيه الشكر لكل العاملين على جبهة مواجهة الفيروس، وفى المقدمة منهم الطواقم الطبية فى مختلف أنحاء الجمهورية، وفى تدوينة له على صفحات التواصل الاجتماعى امتدت تطمينات الرئيس لشعوب العالم بتأكيده على أنه " فى أوقات المحن تسمو القيم الإنسانية فوق كل شيء، وبإذن الله سيمضى هذا الوقت الحرج وسننتصر جميعا وسيذكر التاريخ عظمة مصر وتلاحمها مع العالم أجمع، أن هذه المحنة جاءت لتذكرنا بأهمية روح التعاون والاتحاد وتدعونا للتكاتف وأن نتحلى بالمسئولية والتفاؤل والصبر" .

الرئيس أكد أيضا أن " مصر تتضامن حكومة وشعبا مع حكومات وشعوب العالم أجمع فى محاربة فيروس كورونا، ونحن على استعداد كامل لتقديم كل ما يمكن من دعم خلال هذه الظروف الصعبة " .

 إلى جانب حزمة القرارات التى أعلن عنها الرئيس بهدف التخفيف من أثار كورونا على الاقتصاد، وعلى الأوضاع المعيشية للشعب المصرى، أكد الرئيس فى تصريحات سابقة أن مصر تمتلك مخزونا من السلع الغذائية يكفيها لمدة 3 أشهر نافيا معاناة مصر من نقص فى هذه السلع فى ظل أزمة كورونا.

 ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، كانت هى الأخرى من بين من حرصوا على توجيه رسائل إيجابية لشعوبهم على الرغم من الأزمة الكبيرة التى تعيشها بريطانيا تحت وطأة " كورونا " حيث قالت فى خطاب لها الأحد الماضى : سنلتقى مجددا .. والتاريخ سيذكر الجهود فى مواجهة تحدى كورونا.. آمل أننا سنفخر بالسنوات المقبلة بالطريقة التى واجهنا بها هذا التحدى "، وتابعت :

 : "لا يزال أمامنا أوقات صعبة، لكننا سنجتازها"، موجهة الشكر للطواقم الطبية التى تتولى التصدى لفيروس كورونا المستجد.

الرئيس الأمريكى ترامب كان نموذجا للارتباك فى مواجهة الأزمة، ولم يخل تصريح له من رسالة سلبية، على الرغم من بدايته الساخرة من الفيروس وتداعياته وتأثيراته على بلاده، وفى ظل تزايد ضحايا الفيروس فى بلاده، ظل ترامب يوجه رسالة شبه يومية بالأوقات الصعبة التى يعيشها وسيعيشها الأمريكيون وأن الأسوأ قادم، بل وذهب فى واحد من تصريحاته إلى القول بأن عدد الوفيات فى بلاده قد يصل إلى ربع مليون شخص، وشاركه فى ذلك رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون صاحب أقسى التعبيرات فى مواجهة كورونا حين خاطب شعبه قائلا : استعدوا لوداع أحبابكم .

الأمر لم يخل من تصريحات لرؤساء ذهبوا إلى التقليل والتهوين من الخطر على الرغم من كل ما يعانيه العالم منه، ومن هؤلاء رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو الذى رد على سؤال حول إجراءات بلاده للحد من انتشار كورونا بالقول إنه " لم يستطع رؤية الفيروس يحلق فى الجو "، فى حين أقدم الرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على تصرفات أكثر غرابة بأن حرص على أن يظهر فى تجمعات عامة وهو يقبل الأطفال ومؤيديه، ضاربا عرض الحائط بكل تعليمات منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة