القارئ يوسف التلاوى يكتب: تيتانيــــــك

الإثنين، 06 أبريل 2020 02:00 م
القارئ يوسف التلاوى يكتب: تيتانيــــــك تيتانيــــــك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد اصطدمنا بجبل جليدى

السفينة تغرق !!!!!
بتلك الكلمات بدأت نهاية اكبر واشهر السفن على مر التاريخ (تيتانيك)، الجميع يهرعون الى قوارب النجاة تحركهم اصل كل الغرائز البشرية (غريزة البقاء)، تظهر معادنهم الحقيقية التى كانت تختفى وراء الملابس البراقة والمظاهر الخادعة، يتعرى الجميع لكى تظهر وجوههم الحقيقية، الموت اصبح هو الكاشف الوحيد لوجوه البشر فى زمن البحث عن كواشف لتحاليل فيروس كورونا !!!!!!!!

تأمل معى عزيزى القارئ لتجد ان مشهد غرق السفينة تيتانيك مشابه لما يحدث اليوم من وباء يسيطر على الأرض، الفارق الوحيد يكمن فى اننا كنا نشاهد الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار ونحن نعلم النهاية، ولكننا اليوم نعيش الفيلم ولا نشاهده وبالتالى لا نعلم نهايته ونحن نتمنى ان لا تكون النهايات متشابهة .

 

أبطال الفيلم يشبهون كثيرا أبطال واقعنا البغيض من انتهازيين وحثالة متنكرين فى زى رواد اعمال يساعدوننا كى نحيا المزيد من الأعوام، وبذلك نوفر لهم فرصة ان يستغلونا مرة اخرى وبشكل اكبر .
 

ما اجمل نقاءهم وبراءتهم !!!!!!

 

نجد الكثيرين من مقدمى الرعاية الطبية يتسابقون لإنقاذنا، يذكروننى بطاقم السفينة وهم يساعدون ركابها على الهرب قبل الغرق متناسيــن كونهم بشر يغرقون ايضا، ينقذون من هم اغنى منهم بكثير دون اى اذلال او تعالى متناسيــن سنين حياتهم الشاهدة على سحق تلك الطبقة لهم بنفوذها قبل اموالها !!
 

تجد العازفين وهم يعزفون انغام الموسيقى وسط كل هذا الصخب محاولة منهم لطمس اصوات الصراخ والعويل  والخوف و الفزع .
الصراخ فى عصرنا مختلف، تجد من يصرخ من المرض ومن يصرخ خوفا على ارواح من يحب  وهذا صراخ مفهوم المقصد، لكنى اتكلم عن صراخ من نوع اخر ؟!
 

صراخ قبيح لنشر الذعر والخوف فى قلوب البشر لربح شهرة او مال، يجعلونك خائف متلهف لسماع اصواتهم فقط، انت الغارق وسط بحور الخوف والجشع تتلهف اياديهم الكريمة كى تنقذك !!!!!!


يعلمون ان الأزمة ستنتهى ولكنهم يريدون الاستفادة منها فى السيطرة على أكبر قدر من عقول البشر، انت بالنسبة لهم مجرد زبون لبضائعهم الرخيصة، هذا سيعطيهم سلطة ونفوذا لا مثيل له خصوصا انه و بعد انتهاء الأزمة، سيقوم العالــم بإعادة ترتيب اوراقه، وهم يحاولون من الآن ان يجدوا لأنفسهم دور فى الصفوف الأمامية، سيجعلونك تصدق اكاذيبهم وتشترى بضائعهم التالفة وتهاجم اعدائهم وتساند مطالبهم الظالمة وانت راضى كل الرضا وقانع بما يقدمونه لك من اكاذيب، فهم من وقفوا بجوارك فى الوباء، او من اقنعوك انهم الى جوارك !!
 

نحن فى زمن المشاهدة به مجانية، لن تحتاج الى تذكرة سينما كى تشاهد حبكة درامية، انت اليوم البطل فى حياتك والبطل الثانى فى حياة من حولك و"الكومبارس" فى حياة من يستغلونك، استمتع وتأمل جيدا بما يدور من حولك فاليوم انت امام الكاميرا و غدا ستعود خلفها فاجعلها العودة الواعية لما يدور من حولك .

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة