مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا يشدد على وقف إطلاق النار لمواجهة كورونا

الخميس، 30 أبريل 2020 05:47 ص
مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا يشدد على وقف إطلاق النار لمواجهة كورونا مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، جير بيدرسون
شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، جير بيدرسون، إن سوريا بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار، على مستوى البلاد، لتمكين مواطنيها، الذين أنهكتهم الحرب، من الوصول إلى المعدات والموارد اللازمة لمكافحة فيروس كورونا ، كوفيد-19.
 
وقدم بيدرسون خلال بيان لمجلس الأمن، عبر الفيديو، أنه "لا يمكننا تحمل الأعمال العدائية التي من المؤكد أنها ستؤدى إلى زيادة أخرى فى المجتمعات النازحة الضعيفة. لا يمكننا تحمل هذا السيناريو قبل تفشي الوباء."
 
وقد لقي أكثر من 40 شخصا مصرعهم،الثلاثاء الماضى، نتيجة انفجار صهريج مفخخ في سوق في مدينة عفرين، على الحدود التركية، شمال غرب البلاد. وقال حاكم محافظة هاتاي التركية المجاورة إن ناقلة وقود محملة بقنبلة يدوية انفجرت وسط حشد من الناس.
 
وأبلغ المبعوث الأممي الخاص مجلس الأمن بأنه كان يتحدث مع مجموعة من اللاعبين الرئيسيين المشاركين في المحادثات لإنهاء الحرب الأهلية، التي استمرت أكثر من تسع سنوات، ولتيسير التقدم على المسار السياسي والحفاظ على ترتيبات وقف إطلاق النار.
 
ورحب غير بيدرسون "بالهدوء الكبير" في معظم البلاد، مشيرا إلى أن الترتيبات الروسية التركية، بما في ذلك الدوريات المشتركة، في الشمال الغربي، قد أحدثت "أثرا إيجابيا على الأرض،" وأن ترتيبات وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في الشمال الشرقي مستمرة أيضا في الصمود على نطاق واسع.
 
ونقل موقع الأمم المتحدة عن بيدرسون إقراره أن هناك "هدوءا هشا" في الشمال، مع مخاطر تصعيد تلوح في الأفق، مثل عودة متطرفي تنظيم داعش، والغارات الجوية الإسرائيلية في حمص ودمشق، والتي تم الإبلاغ عنها يوم الاثنين.
 
وظل عدد حالات الإصابة بكـوفيد-19 منخفضا نسبيا في سوريا، حيث تم الإبلاغ عن 42 حالة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حتى الآن؛ حالة واحدة في الشمال الشرقي، فيما لم يتم الإبلاغ عن أي منها في الشمال الغربي، لكن بيدرسون أكد على أهمية مراقبة الوضع في الأسابيع المقبلة.
 
وبينما تتخذ الحكومة السورية والمعارضة، وسلطات الأمر الواقع الأخرى خطوات مهمة لمكافحة الفيروس، فإن الافتقار إلى الاختبارات الكافية والمهنيين الصحيين والمعدات الطبية والإمدادات يعوق جهود الاستجابة.
 
وأوضح  بيدرسون أن "نظام الرعاية الصحية متدهور في بعض المناطق ومدمر في مناطق أخرى،" مشددا على ضرورة "وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومستدام ودون عوائق."

النساء تحت الضغط

وقد أكد المجلس الاستشاري للمرأة السورية للمبعوث الأممي، أن النساء في طليعة المبادرات المجتمعية، وزيادة الوعي ومنع انتشار كـوفيد-19 وكذلك تحمل مسؤوليات تقديم رعاية إضافية في المنزل بسبب قيود الحركة.
 
ويتكون المجلس الاستشاري من مجموعة متنوعة من النساء من المجتمع المدني، كمصدر مستقل للخبرة. وقال بيدرسون إن الأعضاء أعربوا عن قلقهم بشأن تزايد خطر العنف المنزلي أثناء العزلة المنزلية وأن الاستجابة لانتشار كوفيد-19 ستدفع النساء تدريجيا إلى الأدوار التقليدية والمهمشة.
 
 
وكرر بيدرسون نداءه من أجل "وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني وبذل جهود شاملة لضمان حصول السوريين في جميع أنحاء البلاد على المعدات والموارد اللازمة لمكافحة وعلاج كوفيد-19." وعرض العمل مع جميع "اللاعبين المعنيين على الأرض" والدول ذات النفوذ.
 
ووفقا لمبعوث الأمم المتحدة، فإن العمل معا بجهد مشترك لدعم الهدوء وتوسيع نطاق الاستجابة للوباء "هو السبيل الوحيد المسؤول." وشدد على أنه "ما من حل عسكري للأزمة السورية".
 
وختم   بيدرسون حديثه بالقول:"يجب أن نعمل بناء على إنسانيتنا المشتركة، ونساعد في بناء الثقة ... للتحرك نحو تسوية سياسية يمكن أن تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري."
 
وحذر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن، بعد ظهر اليوم الخميس، من أنه إذا تصرف وباء الفيروس التاجي في سوريا كما حدث في أماكن أخرى، فإن "المأساة ستحدث." وأضاف بالقول: "لا يمكننا أن نتوقع من نظام رعاية صحية دمرته الحرب، قرابة عقد من الزمان، أن يتعامل مع أزمة تتحدى حتى أغنى الدول. لا يمكننا أن نتوقع نجاح تدابير التخفيف حيث يتشرد الملايين في ظروف مزدحمة، من دون الصرف الصحي المناسب، ولا توجد أصول أو شبكة أمان تتراجع عنها".
 
ومشيرا إلى "زيادة متواضعة" في قدرة الاختبار، أكد لوكوك أنها لا تزال "غير كافية إلى حد كبير،" وأنها أولوية إنسانية، وقال لوكوك إن انتشار كوفيد-19 فاقم من تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة في سوريا،" حيث أفاد بأن برنامج الغذاء العالمي بأن أسعار المواد الغذائية قفزت، خلال العام الماضي، أكثر من 100%.
 
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا يزال الوضع الإنساني في الشمال الغربي "كئيبا كما كان في أي وقت مضى،" مع مستويات "مثيرة للقلق" من التقزم وسوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات.
 
وأكد المسؤول الأممي أنه "من المستحيل الحفاظ على حجم ونطاق المساعدة في الشمال الغربي بدون عملية عبر الحدود،" مشيرا إلى أنه "لا يوجد بديل".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة