القارئ صفوت عمارة يكتُب: أبواب المنافسة فى رمضان

الإثنين، 27 أبريل 2020 10:00 ص
القارئ صفوت عمارة يكتُب: أبواب المنافسة فى رمضان توزيع مساعدات على الفقراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الإمام محمد الغزالي: "من الخطأ تصور الاستعداد لشهر رمضان بأنه تدبير النفقات، وتجهيز الولائم للأضياف، إن هذا الشهر شُرع للإقبال على الله، والاجتهاد في مرضاته، وتدبر القرآن، وجعل تلاوته معراج ارتقاء وتزكية، إنه سباق في الخيرات يظفر فيه من ينشط ويتحمس"؛ فأبواب المنافسة في شَّهر رمضان كثيرة ومتعددة، وبأجور مضاعفة، ولا تُتاح كل عام إلا مرة واحدة؛ فالصلاة باب، والمحافظة على النوافل  وصلاة الضحي باب، والإصلاح بين الناس باب، والصدقة باب، والذكر باب، وقراءة القرآن باب، والدعاء باب، وإفطار الصائمين باب، وقضاء حوائج المحتاجين باب، وقيام الليل باب، وإطعام الطعام باب، والإحسان إلى الناس باب، فيجب علينا أن نغتنَّم هذه الفرصة الذهبية بإعادة ترتيب الأولويات للانتفاع بشتى أنواع هذه الأبواب في أفضل شهور العام، الذي تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلَّقُ فيه أبوب النيران؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة"(رواه الترمذي)؛ فهذا الشَّهر يرغِّب في أعمال الخير وخاصَّةً عند أصحابها؛ لما فيه من الأسباب الَّتي تعينه على ذلك؛ فأقبلوا على الله وعلى طاعته، "ويا باغي الشَّر أقصر"، أي: أمسك عنه وامتنع؛ فإنَّه وقت ترق فيه القلوب للتَّوبة.

 

 جاء رجل الى الحسن البصري رحمه الله فقال يا أبا سعيد إني أحضر طهوري وأستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب ؟ قال "قيدتك ذنوبك"، فعلي الإنسان بالتوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، ليغنَّم نفخات الشهر الكريم وذلك بالتوبة إلى الله من الذنوب والخطايا، ورد المظالم إلى أهلها، قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (سورة التحريم : 8)، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمان الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها فعليه أن يجدد العهد مع الله تعالى بتوبه صادقة، لأن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير و الإقبال على الله تعالي، وختاماً أسأل الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام جميع أبواب العبادات في هذه الأيام المباركة، والأوقات الفاضلة، بما يعود علينا بالنفع في ديننا، وأن يتقبل منا صِيامه وقِيامه، وأن يبلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة