اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل قصة وفاء السموءل "أسطورة"؟

الإثنين، 27 أبريل 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل قصة وفاء السموءل "أسطورة"؟ المفصل فى تاريخ العرب
كتب ـ أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) التعرف على الشخصيات التاريخية في تاريخ تالعرب وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" ونتوقف اليوم مع شخصية "السموءل".

يقول جواد على: 

على ما يقوله لنا الأخباريون "السموءل" يهودى ثرى، شاعر: مقره "الأبلق" بـ"تيماء" يعرف بـ"السموءل بن عاديا" وبـ "السموءل بن غريض بن عاديا" "عادياء" اليهودي، وبـ "السموءل بن حيان "حسان" بن عادياء" وبـ"السموءل بن عادياء بن حيا"، وبـ"السموءل بن حيا بن عادياه بن رفاعة بن الحارث بن ثعلبة بن كعب"، وبـ"السموءل بن أوفى بن عادياء".
 
 ويظهر من بيتين من قصيدة للأعشى، هما:
كُن كَالسَمَوءَلِ إِذ سارَ الهُمامُ لَهُ ... فى جَحفَلٍ كَسَوادِ اللَيلِ جَرّارِ
جارُ اِبنِ حَيّا لِمَن نالَتهُ ذِمَّتُهُ ... أَوفى وَأَمنَعُ مِن جارِ اِبنِ عَمّارِ
أن المراد بـ"ابن حيا" السموءل، أى أن اسم والد السموءل هو "حيا".
 
واختلفوا فى نسب "عاديا" "عادياء"، فقالوا: "عادياء بن حباء" وقالوا "عادياء بن رفاعة بن جفنة"، وقالوا: إنه من ولد "الكاهن بن هارون بن عمران"، وقالوا عن قبيلته إنه كان من "بنى غسان"، ونسبه "دارم بن عقال" إلى "رفاعة بن كعب بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء"، وهو نسب أنكره "أبو الفرج الأصبهانى" حيث قال: "وهذا عندى محال، لأن الأعشى أدرك شريح بن السموءل، وأدرك الإسلام وعمرو مزيقيا قديم لا يجوز أن يكون بينه وبين السموءل ثلاثة آباء ولا عشرة إلا أكثر ... وقد قيل إنه أمه كانت من غسان" ونسب السموءل إلى الأزد.
 
 
وقد ورد اسم ولدين للسموءل، هما: "حوط" و"منذر"، ولم يذكر الأخباريون اسم الولد الذى زعم أن "الحارث بن أبى شمر" أو "الحارث بن ظالم" قتله لرفض "السموءل" دفع أدرع الكندى إليه، على نحو ما يذكره الرواة فى قصة الوفاء.
 
 ونجد مضمون هذه القصة فى قصيدة الأعشى الرائية الموجودة فى ديوانه، وهى قصيدة تتألف من واحد وعشرين بيتًا، يروى الرواة أنه قالها مستجيرًا بـ"شريح بن السموءل" ليفكه من الأسر، وكان الأعشى على ما يقوله الرواة قد هجا رجلًا من "كلب"، فظفر به الكلبى وأسره، وهو لا يعرفه، فنزل بشريح بن السموءل وأحسن ضيافته، ومر بالأسرى، فناداه الأعشى بهذه القصيدة، فجاء شريح إلى "الكلبي"، وتوسل إليه بأنه يهبه، فوهبه إياه، فأطلقه، وقال له: أقم عندى حتى أكرمك وأحبوك، فقال له "الأعشى": "إن تمام إحسانك إلى أن تعطينى ناقة ناجية، وتخلينى الساعة، فأعطاه ناقة ناجية، فركبها ومضى من ساعته.
 
وبلغ "الكلبي" أن الذى وهبه لشريح "الأعشى"، فأرسل إلى شريح ابعث إلى الأسير الذى وهبت لك حتى أحبوه، فقال: قد مضى، فأرسل الكلبى فى أثره، فلم يلحقه.
 
وجاء نسب "شريح" فى شرح "أبى العباس ثعلب" على ديوان الأعشى على هذا الشكل: "شريح بن حصن بن عمران بن السموءل بن حيا بن عاديا"، فصار "السموءل" جدًّا من أجداد "شريح" لا والدًا له.
 
وقد اختلف الأخباريون فى الرجل الذى طالب السموءل بتأدية سلاح "امرئ القيس" إليه، فزعم بعضهم أنه "الحارث بن أبى شمر الغساني". وزعم بعض آخر أنه "الحارث بن ظالم" فى بعض غاراته بالأبلق، وزعم آخرون أنه "المنذر" ملك الحيرة، وجه بـ"الحارث بن ظالم" فى خيل، وأمره بأخذ مال امرئ القيس من السموءل، وزعم أنه "الأبرد" وهو الملك الغسانى.
 
وكان الحارث بن أبى شمس لما قتل المنذر بعين أباغ، وجه ابن عمه الأبرد، فجعله بين العراق والشام. فلما سمع الأبرد بهلاك امرئ القيس، طالب السموءل بدفع الدروع إليه، فامتنع، فذبح ابنه وهو يراه. ولم يصرح بعضهم باسم الملك الذى طالب بتأدية الدروع، إنما ذكروا أنه كان بعض ملوك الشام.
 
وإذا تتبعنا الروايات الواردة فى قصة وفاء السموءل، وذبح ابنه، وامتناعه عن تأدية الأمانة المودعة لديه، نجد أنها ترجع إلى موردين: قصة "دارم بن عقال" وشعر الأعشى. ويلاحظ أن فى شعر الأعشى كثيرًا من أخبار السموءل، ومن شعره أخذ الأخباريون "تيماء اليهودي"، وهذه ملاحظة تستحق الدرس. ويفهم منه أن الأعشى كان ممن يرتادون حصن السموءل. أما "دارم بن عقال"، فهو من ولد السموءل. وهو راوى خبر قصة الوفاء، والأشعار المنسوبة إلى امرئ القيس المتعلقة بهذا الموضوع. وقد أشار إلى ذلك مؤلف كتاب "الأغاني" فى أثناء كلامه على قصيدة نسبت إلى "امرئ القيس" ابتداؤها:
 
طرقتك هند بعد طول تجنب ... وهنا ولم تك قبل ذلك تطرق
فقال: "وهى قصيدة طويلة، وأظنها منحولة؛ لأنها لا تشاكل كلام امرئ القيس، والتوليد فيها بين، وما دونها فى ديوانه أحد من الثقات، وأحسبها مما صنعه دارم؛ لأنه من ولد السموءل، ومما صنعه من روى عنه من ذلك فلم تكتب هنا ... "ولا أستبعد أن تكون هذه القصة، قصة الوفاء من صنع هؤلاء الصناع.
 
ويرى "ونكلر" "winckler" أن قصة الوفاء هذه هى أسطورة استمدت مادتها من أسفار "صموئيل الأول" فى التوراة، ومن الأساطير العربية القديمة نظمت على هذه الصورة فجعل بطلها شخصان هما: السموءل وامرؤ القيس.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة