قرأت لك .. "الذاكرة" لماذا نتذكر أحداثًا من طفولتنا ولا نتذكر ما فعلناه أمس؟

الأحد، 26 أبريل 2020 07:00 ص
قرأت لك .. "الذاكرة" لماذا نتذكر أحداثًا من طفولتنا ولا نتذكر ما فعلناه أمس؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقرأ معا كتاب "الذاكرة: مقدمة قصيرة جدًّا" لـ جوناثان كيه فوستر، ترجمة مروة عبد السلام، مراجعة إيمان عبد الغنى نجم، والذى صدر عن مؤسسة هنداوى، وينطلق الكتاب من فكرة: لماذا نتذكر فى بعض الأحيان أحداثًا من طفولتنا وكأنها وقعت بالأمس ولا نتذكر ما فعلناه الأسبوع الماضى؟ كيف تُخزَّن الذكريات فى المخ وكيف تتغير الذاكرة مع التقدم فى العمر؟ ماذا يحدث عندما تتدهور الذاكرة؟ وما مدى سهولة أن يتلاعب الآخرون بذكرياتنا؟
 
الذاكرة
 
ويعرض الكتاب آخر الأبحاث التى أُجريت فى علم النفس وعلم الأعصاب للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها من الاستفسارات المهمة الأخرى حول علم الذاكرة؛ حيث يكشف اللثام عن كيفية عمل الذاكرة، وكيف لا يمكننا العيش بدونها، بل ويوضح سبل زيادة قدرتنا على التذكر.

يقول الكتاب:

الذاكرة ليست مجرد استدعاء معلومات صادفناها فى فترة سابقة إلى أذهاننا، فكلما أثَّرت تجربة حدث سابق على شخص ما فى فترة لاحقة، فإن أثر التجربة السابقة يُعدُّ انعكاسًا لذكرى ذلك الحدث السابق.
 
يمكن توضيح تقلبات الذاكرة بالمثال التالى: لا شك أنك قد رأيت آلاف العملات طيلة حياتك، ولكن دعنا نتأمل مدى قدرتك على تذكر عملة عادية ربما تكون فى جيبك. دون النظر إليها، خذ بضع دقائق لتحاول رسم عملة ذات فئة نقدية محددة اعتمادًا على ذاكرتك. قارن الآن بين رسمك والعملة نفسها؛ إلى أى مدى كانت ذاكرتك دقيقة عن العملة؟ مثلًا: هل كان وجه العملة فى الاتجاه الصحيح؟ كم عدد الكلمات (لو وُجدت!) على العملة التى تذكرتها؟ هل كتبت هذه الكلمات بشكل صحيح؟
 
أُجريت دراسات منهجية فى هذا الموضوع بالذات فى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، واكتشف الباحثون أن معظم الأفراد، فى حقيقة الأمر، يملكون ذاكرة ضعيفة جدًّا لأشياء مألوفة للغاية، مثل العملات. ويمثل هذا نوعًا من الذاكرة نميل إلى التسليم جدلًا بوجوده (ولكنه — إلى حدٍّ ما — غير موجود فعلًا!) جرِّبه مع أشياء مألوفة أخرى فى بيئتك، مثل الطوابع، أو حاول أن تتذكر تفاصيل الثياب التى عادةً ما يرتديها الأشخاص الآخرون فى مكان عملك أو الذين تختلط معهم باستمرار.
 النقطة المحورية هنا هى أننا نميل إلى تذكُّر المعلومات الأكثر بروزًا وفائدة بالنسبة إلينا، فعلى سبيل المثال: قد نجيد تذكُّر حجم العملات أو أبعادها أو لونها مقارنةً باتجاه النقش أو الكتابة على العملة؛ لأن الحجم أو الأبعاد أو اللون قد تكون أهم بالنسبة إلينا عند استخدامنا النقود (أى أهم لأغراض الدفع والصرف التى صُممت النقود لأجلها). وعند تذكر الأشخاص، سنتذكر عادةً وجوههم وسماتٍ أخرى مميِّزة تبقى ثابتة نسبيًّا (وهى — لذلك — أكثر فائدة فى التعرف عليهم)، بدلًا من السمات التى قد تتغير (مثل ملابسهم).






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة