علوم مسرح الجريمة.. كيف يُعاد تكوين مسرح الحادث للوصول للجناة.. خبراء الطب الشرعى يعتمدون فى الجرائم الغامضة على إعادة ترتيب الأدلة.. وإعمال العقل أولى من سرعة الانتقال.. وخبير يوضح 15 عنصرا لترتيبه

الأحد، 26 أبريل 2020 03:00 ص
علوم مسرح الجريمة.. كيف يُعاد تكوين مسرح الحادث للوصول للجناة.. خبراء الطب الشرعى يعتمدون فى الجرائم الغامضة على إعادة ترتيب الأدلة.. وإعمال العقل أولى من سرعة الانتقال.. وخبير يوضح 15 عنصرا لترتيبه علوم مسرح الجريمة - أرشيفية
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعاد تكوين مسرح الجريمة في الجرائم الغامضة بعد العلم بها لاستنباط ظروف ارتكاب الواقعة، وعدد الجناة ودور كل منهم في المسرح وكيفية الدخول والخروج وعلاقتهم بالمجني عليه ومكان ارتكاب الجريمة وغيرها من الأمور المتعلقة بكيفية حدوث الواقعة، وعندما يكون العاملون بمسرح الجريمة على دراية وخبرة واسعة يسهم تصورهم في إعادة تكوين وترتيب الوقائع المادية كما حدثت عن تنفيذ النشاط المادي للجريمة، وربما رسم صورة تقريبية للجناة ومعرفة عاداتهم وأمراضهم وأسلوبهم الإجرامي والبصمة النفسية أن وجدت، مما يسهل عملية البحث لكشف الغموض ونسبة الواقعة إلى مرتكبيها بالأدلة الكافية.    

وإعادة تكوين مسرح الجريمة يتطلب تعاون من جانب الخبير مع مأمور الضبط القضائي والمحقق ويجب أن يشكلوا فريق عمل، وذلك لأن مهمة كل منهم مكملة للأخر لمعرفة سبب وكيفية وقوع الحادث وظروف ارتكاب النشاط الإجرامي الذي قام به الجاني أثناء اقتراف الجريمة ودور المجني عليه وما مدلولات الآثار المادية المعثور عليها في مسرح الجريمة.    

146945-146945-201806100145114511

كيفية إعادة تكوين مسرح الجريمة للوصول للجناة

في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على مسألة فى غاية الأهمية خاصة بعلوم مسرح الجريمة وهى كيفية إعادة ترتيب المسرح بعد وقوع الحادث حتى ولو مرت ساعات عليه للكشف على هوية الجناة، فى الوقت الذي تعد فيه عملية إعادة تكوينه عبارة عن عملية ربط بين ما عثر عليه بالمسرح من آثار مادية وأدلة جنائية وتحليل المعلومات والتحريات وما أسفرت عنه الفحوص المختبرة، وخبرة أعضاء فريق العمل فى مسرح الجريمة فى المزج بين العلم والفن وإعمال العقل والمنطق فى هذه المعطيات بلوغاَ للنتائج التي تحدد كيفية حدوث الواقعة موضوع الفحص – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض إسماعيل بركة.  

فى البداية – يجب أن نعلم أنه لا يقتصر العمل في مسرح الجريمة على سرعة الانتقال للمسرح والكشف عن الآثار المادية وجمع الاستدلالات والمعلومات وسؤال المتواجدين، وتصوير المسرح وعمل رسم كروكى والتحريز والإرسال للمعمل الجنائي للفحص والمعاينة، وتحرير المحاضر واثبات الواقعة ولكن يجب أعمال العقل والمنطق والخبرة والاستنباط والالتزام بالموضوعية والبناء السليم لمسرح الجريمة ليسهم فى وضع الافتراضات وتوجيه التحريات إلى تحديد المشتبه فيهم واتخاذ الإجراءات المشروعة فى سبيل التأكد من إدانتهم أو برائتهم من اقتراف الواقعة والبحث عن الفاعل الأصلي للجريمة – وفقا لـ"بركة". 

39988-39988-35664315-v2_xlarge

ويتطلب إعادة تكوين أو بناء مسرح الجريمة التالى:

1-الانتقال السريع لمسرح الجريمة والحفاظ عليه قبل العبث بمحتوياته المادية كما سبق أن أوضحنا.

2-إثبات حالة المسرح على سبيل المثال حالة الأبواب والنوافذ مفتوحة أو مغلقة أو مردودة، والمصابيح الكهربائية مضاءة أم لا؟ والستائر مرفوعة أم مسدلة؟ وغيرها مما يوضح الحالة التى كان عليها المسرح عند الانتقال للحفاظ عليه والعمل به، كما يسجل حالة الوقت وحالة الرؤية والمرور ومن كان داخل المسرح وبيان عن الموجودين خارجه، وهل نقل من المسرح قطع أثاث أم بقى الحال كما هو عليه عند اكتشاف الواقعة.  

3-معاينة المسرح والكشف عما بداخله من أثار وتحديد أنواعها ومواقعها والعلاقة بينهما، ومدلولات كل آثر ومحاولة استنباط المدلولات من عدة آثار مجتمعة ومن بينهما أثار البصمات والدم.

4-جمع المعلومات المتاحة من المتواجدين خارج إطار مسرح الجريمة وترتيب هذه المعلومات وتحليلها والربط بينها وبين ما يوجد من آثار مادية فى مكان الحادث ومحاولة استنباط الأحداث.

5-التعرف على أسلوب ارتكاب الجريمة والأداة المستخدمة فى الحادث وهذا يتضح من أمور عديدة من بينها كيفية دخول الجناة إلى مسرح الجريمة والوسيلة المستخدمة فى التنقل، وأداة ارتكاب الجريمة، ونوع الجريمة والآثار التي تخلفت عن النشاط الإجرامي وحجم الاعتداء والبصمة النفسية أن وجدت وعلاقة الجاني بالمجني عليه وبالمكان ووسيلة التهديد أو العنف التى أستخدمها الجناة، وهل أرتكب الجريمة شخص بمفردة أم معه آخرون؟ وما دور كل منهم؟ 

images (1)

6-عند وجود شهود على بعض الوقائع مما حدث فى مسرح الجريمة أو عند قدوم الجناة أو خروجهم ووجود شهود فى الطريق الذى سلكوه فى الهرب وأخذ معلوماتهم يسهم فى تيسير إعادة تكوين مسرح الجريمة.

7-الفحص المبدئي لبعض الآثار المادية المعثور عليها فى مسرح الجريمة مثال الفحص الأولى للدم, والفحص الظاهر للآثار المادية سواء بالعين المجردة والحواس الطبيعية أو باستخدام ألآت كالعدسات، بالإضافة إلى الفحص فى المختبر الجنائى لتحقيق ذاتية الأثر المادى وتحديد مصدرة وإجراء المقارنات وبلوغ النتائج والربط بين مدلولات الأثار المادية.

8-ما تسفر عنه التحريات من معلومات تتعلق بالجانى والمجنى عليه، وظروف حدوث الواقعة والأسباب الى أدت إلى ارتكاب الجريمة.  

9-إعمال العق والمنطق والاستنباط المبنى على أساس علمية من واقع ما بداخل المسرح من آثار وعلامات ودلالات.

10- استنطاق مسرح الجريمة، وهذا تعبير تداوله الكثير من الخبراء والباحثين فى مجال التحقيق والبحث الجنائي، ويقصد به استخلاص من مسرح الجريمة وما به من آثار مادية وأدلة جنائية كيفية حدوث الواقعة، وترتيب مراحل حدوث الوقائع الجنائية ودور كل واحد من الجناة عند التعدد، ويمكننا القول بأنه عبارة عن جعل المسرح وما به من معطيات يروى كيفية ارتكاب الجريمة، وهذا لا يحدث إلا بالعمل الجاد والدقيق فى مسرح الجريمة والخبرة والتمرس فى هذا المجال، وتجدر الإشارة إلى ن الاستنطاق يختلف عن التخيل، فالأول قائم على أسس موضوعية وماديات أما التخيل فمبنى على إعمال العقل دون الاستناد إلى ماديات الجريمة ومدلولاتها، بمعنى إطلاق العنان للخيال دون الالتزام بالموضوعية، وقد يؤدى الخيال إلى التهويل أو التهوين مما تضيع معه الحقيقة، وبالخيال وحده لا نستطيع كشف النقاب عن غموض الجرائم. 

download (1)

11-عند إعادة تكوين مسرح الجريمة واستخدام نواتج العمل بالمسرح من أثار ومعطيات يفضل تعاون الخبراء مع المحقق وضابط التحقيق الجنائي المكلف بكشف غموض الواقعة فى وضع تصور لإعادة بناء الحادث.  

12-كما أنه إجراء عملية إعادة بناء مسرح الجريمة يجب أن تمر بمراحل المرحلة الأولى تشمل جمع البيانات والمعلومات السابق عرضها عن الآثار المادية والتحريات والأسلوب الإجرامى، وحالة المكان وزمن وقوع الجريمة وأقوال المجني عليه والشهود، ويلي ذلك وضع الفروض من واقع مدلولات معاينة مسرح الجريمة، ويفيد فى هذا تحديد الأسلوب الإجرامي، وأداة ارتكاب ى الحادث التى تستخدم فيها الأسلحة النارية يحدد مكان الضارب والمضروب، ويوضح فى جرائم الاعتداء على النفس هل كان المصاب فى حالة مقاومة أو كان يحاول الهرب، وكل المدلولات التى تسهم فى التعرف على ظروف وملابسات الواقعة الجنائية الغامضة.

13-وقد تتعلق المدلولات بالجاني مثل درجة حرصه ومحاولته عدم ترك آثاره المادية أو ما يدل على مهنته وعاداته.  

14-والخطوة الثالثة فى إعادة تكوين مسرح الجريمة تتمثل فى التمييز بين الفروض والآراء المطروحة واختيار الأقرب إلى الواقع وهو المتآلف مع ما بالمسرح من ماديات وما أسفرت عنه المعلومات والتحريات.

15-كما أن عند إعادة تكوين مسرح الجريمة يراعى الأدلة الرقمية التى تسهم فى إثبات جرائم الحاسب الآلى لأن الآثار أو الأدلة الرقمية تستخلص من أجهزة الحسابات الآلية ويستخلص منها الرؤية لمسرح الجريمة الفعلي والرقمي. 

images (2)

عملية المقارنة بين ما تم التوصل إليه والسابق إجراءه

وتبقى عملية إعادة تكوين مسرح الجريمة قائمة إلى أن يقوم فريق البحث بكشف الغموض وما يسفر عنه التحقيق فى الواقعة من نتائج، وتتم بعد ذلك عملية المقارنة بين ما تم التوصل إليه من حقائق وما سبق أن أجرى لإعادة تكوين الحادث عقب حدوث الواقعة، فقد تتطابق عادة التكوين مع نتائج التحقيق والبحث تماماَ، وقد تتطابق فى جزئيات وتختلف فى جزئيات أخرى، ولكن من السرعة فى الانتقال إلى مسرح الجريمة والدقة فى العثور على ما بالمسرح من ماديات وجمع المعلومات والتحريات مع الخبرة الطويلة يصل فى إعادة تكوين مسرح الجريمة إلى درجة قد تطابق ما حدث تماماَ عند تنفيذ الجريمة أو بنسبة كبيرة.

ولا يفوتنا أن نذكر إعادة بناء مسرح الجريمة يوضح ظروف ارتكاب الحادث والواقعة، ككل سواء كانت الظروف سابقة على الاقتراف، كسبق الإصرار والترصد والاتفاق الجنائي والعناصر المساهمة بالاشتراك فى الواقعة، أو المعاصرة التى تبدو فى الأسلوب الإجرامي ومدى العنف وحرص الجنانى، وغيرها مما حدث أثناء الارتكاب فى المسرح، وقد تستنتج الظروف اللاحقة مثال أين تم التصرف فى المسروقات وأدوات ارتكاب الجريمة والأماكن التي قد يلجأ إليها الجاني فى الاختفاء والهروب من وجه العدالة، وهذه تتضح من وجهة الجاني عقب خروجه مباشرة من مسرح الجريمة بعد ارتكاب الواقعة.   

images
مسرح الجريمة 
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة