القارئة زينب محمد عبد الرحيم تكتب: يوميات باحثة

السبت، 25 أبريل 2020 02:00 م
القارئة زينب محمد عبد الرحيم تكتب: يوميات باحثة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حينما يكون الحظر معسكرًا للبحث العلمى، إنَّ الباحث بشكلٍ عام وباحث الدراسات العُليا (ماجستير / دكتوراه ) بشكلٍ خاص وجد في فترة الحظر الكوروني مكاسب وفوائد عظيمة الشأن، حيثُ إن البحث العلمي الخاص بالدراسات الأكاديمية يتطلب المزيد من الوقت بل والتفرغ أيضًا من أجل القراءة وإنجاز المهام والتكليفات البحثية المطلوبة، فحتى الكتب الهامة والدراسات السابقة من رسائل ماجستير ودكتوراه أصبحت متوفرة عبر الإنترنت من خلال الكثير من المواقع التعليمية للمكتبات أو بنك المعرفة، فيجد الباحث الجاد كل ما يحتاجه بضغطة زر واحدة، بالإضافة لتوفير الوقت والجهد المُهدر في وسائل المواصلات وغيرها من الأشياء .

ولأن البحث في حد ذاته عملية إبداعية سواء كان بحثًا مكتبيًا أو ميدانيًا فهو دائمًا ما يتعلق بالجهد الذهني والعزلة بين الكتب لساعات طويلة حتى يصل الباحث لفكرته التي لابد وأن تتسم بالأصالة وأن يسعى جاهدًا لأن يأتي بجديد خاصةً فيما يتعلق بالعلوم البينية والدراسات الفولكلورية المتعلقة بعدة مناهج علمية تجعل من يبحث في التراث الشعبي بكل تنويعاته داخل رحلة عميقة الجذور للبحث عن الأصول الحضارية للعادات والمعتقدات والفنون الشعبية.

والباحث المتعمق في الفولكلور (الثقافة الشعبية) يكتسب مهاراتٍ عدة تميزه عن أي باحث آخر سواء كان أنثروبولوجي أو مؤرخ وهذا التميز سيدركه الباحث وقت الحظر.

 فالباحث في مجال الثقافة الشعبية يجد نفسه مُتقنًا للعمل الميداني ويصبح خبيرًا في اكتساب معلوماتٍ قيمة من المتاحف الإثنوغرافية ويتقن أيضًا استخدام المراجع الببلوجرافية ومن ثم يقوم الباحث بربط كل هذه المهارات العلمية ويقوم بتوثيق أصل مواضيع الثقافة الشعبية المراد دراستها بدقة واختصار وشمول، فأثناء الحظر يذهب الباحث في رحلة مع أساطير العالم القديم وماهي العادات المتوارثة منها حتى يومنا هذا وفي الحظر أقوم بإعداد العديد من المشاريع البحثية على رأسها مشروع التخرُج بالإضافة إلى إعداد كتاب تحت عنوان (حكايات من الحياة الشعبية) وسأقدمه للهيئة العامة للكتاب في أقرب فرصة، وذلك إضافةً لدراساتي البحثية حول الأصول الحضارية لمورثاتنا الشعبية وتم نشر بعض هذه الدراسات في دوريات عربية تهتم بالدراسات الشعبية والتراث الشعبي، وهناك العديد من الزيارات الميدانية التي تخص توثيق الحرف اليدوية مثل حرفة الخيامية وصناعة فانوس رمضان والسجاد اليدوي وغيرها من الحرف التقليدية وشاركت ببعضها في  المجلات المعنية بالشأن الثقافي، وأغلب تلك الدراسات والأبحاث كادت أن تؤجل لولا معسكر الحظر والالتزام به بكل وعي دون كللٍ أو ملل، ولازال البحث مستمرًا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة