يواصل متحف الفنون الجميلة، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، دعوة المواطنين لضرورة المكوث فى البيت، من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" قائلاً "خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك"، من أجل التصدى لفيروس كورونا، وأهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية هتشوفها في (متحف أون لاين)، وقدم المتحف جولة داخل أروقة متحف الفنون الجميلة، لوحة "قارئ الفنجان" للفنان عبد الهادى الجزار.
يعرف عن عبد الهاري الجزار (1925- 1966) أنه من أهم وأشهر الفنانين المصريين، كانت تصبغ أعمال عبد الهادي الجزار صبغة سردية شديدة الخصوصية، لم يقترب فنان مصري آخر من المنطقة شديدة الثراء التي كان يبحث فيها الجزار، كان لهذا عدة عوامل، منها ولادته ونشأته في حي القباري الشعبي بالإسكندرية ثم الانتقال مع والده عندما تم تعيينه للعمل بالقاهرة، حيث كان والده عالم إسلامي وقد قبل وظيفة في جامعة الأزهر. فاستقرت العائلة في حي السيدة زينب، وهو حي يعيش على حافة العصور الوسطى في معتقداته وخيالاته، وفي نفس الوقت موجود في قلب القاهرة الحديثة من جانب آخر. وهكذا نشأ الجزار منغمساً في التقاليد الدينية الحضرية واحتفالات المسلمين الصوفية في الطبقات الشعبية، وثقافة البيئة الحضرية الحديثة التي تنتمي للطبقة الفقيرة والوسطى.
عن العمل
قارئ الفنجان أو شوّاف الطالع هو في حد ذاته أيقونة للحكي، وظيفته أن يخبرك بما سيجري لك في حياتك المقبلة، التصديق في هذا عند البسطاء يصل لحد اليقين، هو شخص حكَّاء بطبعه ويمتلك قدرات هائلة على الإبداع والتأليف مما يجعل المستمع إليه تحت وصايته وينفذ كل ما يأمره به.
أما العمل نفسه فيؤكد على هذا المعنى، فالمشاهد للعمل هو من يُقرأ له الفنجان الآن، هناك كراسي للانتظار كلٌ في دوره، وهناك سيدة إنتهت للتو من قراءة فنجانها وتغادر المكان. مثلما كانت الشخصية في الرواية أو الحكاية الشعبية هي عمودها المتن وقوامها المتين؛ فالشخصية عند الجزار هي أساس قوام العمل الفني، النزعة الإنسانية في أعماله تؤكد أنه بدون الإنسان هناك شئ ناقص، فالإنسان محور الكون في أعماله، وهو الشخصية التي بدونها لن يكون هناك حكاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة