القارئ أحمد الصياد يكتب: هل يمكن أن تمرض الدول؟

الأربعاء، 15 أبريل 2020 02:00 م
القارئ أحمد الصياد يكتب: هل يمكن أن تمرض الدول؟ ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت إجابتك بنعم فأنت محق فهى يمكن أن تمرض، وإن كانت إجابتك لا فهيا بنا نرى كيف يمكن أن تمرض الدول.
إن الدول يمكن أن تمرض اقتصادياً حيث يمكن أن يصيبها المرض الهولندي، فما هو المرض الهولندي؟ .
 
هو اسم معبر عن حالة تراخي وكسل وظيفي أصاب هولندا بشكل خاص في الفترة ما بين (١٩٥٠:١٩٠٠) بسبب الاكتشاف للنفط والغاز الطبيعي للمناطق التابعة لهولندا في بحر الشمال بكميات هائلة فاتجه بذلك الشعب الهولندي للراحة وأصابهم حالة من الكسل الوظيفي والاستهلاك البذخي غير المنتج فدفع الشعب الهولندي ثمن ذلك الكسل والتراخي بعد أن نضبت تلك الأبار من بترول وغاز طبيعي بعد أن أدت تلك الاكتشافات للموارد الطبيعية لارتفاع أسعار صرف العملة الوطنية لهولندا، وبالتالي ارتفعت أسعار السلع والمنتجات الهولندية مما جعلها غير قادرة علي المنافسة في أسواق التصدير، حيث أصبحت الواردات أقل سعراً مع نفس الجودة مما أدى للاتجاه للمنتجات المستوردة لأنها أقل سعراً وبنفس الجودة، فأدى ذلك لاضمحلال الصناعة في هولندا فزادت معدلات البطالة مما أدى لتواجد تهديدات للاقتصاد الهولندي حينها ولكنهم  نجحوا في تشخيص ذلك المرض والتعافي منه وقد وصف أنه يصنع وطن غني ومواطنون فقراء .
ولم يصب ذلك المرض هولندا فقط بل أصاب دولاً أخرى مثل إسبانيا عند اكتشاف الماس، والذهب في المستعمرات الخاضعة لها في أمريكا اللاتينية، وسبق وأن أصاب أيضاً أذربيجان عند اكتشاف النفط بكميات كبيرة في أراضيها، وسبق وأن أصاب استراليا عند الاعتماد علي الذهب، وأصاب أيضاً فنزويلا لسوء استخدام الموارد الطبيعية بها رغم كثرتها، فذلك المرض لا يتوقف علي النفط فقط بل علي الموارد الطبيعيه الاخري مثل الذهب و الماس علي سبيل المثال . 
و من طرق علاج هذا المرض :
 
١ـ تحقيق النمو الاقتصادي المتوازن لكافه قطاعات الدولة، و الاهتمام بالقطاعات المنتجه مثل الصناعة والزراعة .
٢ـ تنويع الصادرات بحيث لا تعتمد الدولة على تصدير النفط فقط .
 
٣ـ توفير حماية للقطاعات الحيويه مثل القطاعات الصناعية، والزراعية حيث سيساعدون علي تنويع الصادرات، وعدم جعل الاقتصاد أحادي الجانب يعتمد علي مورد واحد فقط بل سيكون اقتصاد متنوع الإنتاج و الصادرات أيضاً .
"ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع "
 
                                      جبران خليل جبران 
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة