هل تعلم أنه منذ خمسين عامًا فى يوم 11 من شهر أبريل، انطلق ثلاثة رواد فضاء إلى القمر فى مهمة أبولو 13، لكن الأمور لم تسر وفقًا للخطة، فتوصف المهمة بأنها "فشل ناجح"، حيث كاد أن ينتهى بكارثة كاملة ولكن تم احتواء الموقف من جانب وكالة ناسا في ذلك الوقت، ففي حين أن رواد الفضاء لم يصلوا أبدًا إلى سطح القمر، إلا أن بقائهم على قيد الحياة كان نجاحا في حد ذاته.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، قال جيم بريدنشتاين، مدير بريد ناسا في بيان: "هدفنا قبل 50 عاما كان إنقاذ طاقمنا الشجاع بعد إرسالهم حول القمر وإعادتهم بأمان إلى الأرض".
وأضاف: "هدفنا الآن هو العودة إلى القمر للبقاء بطريقة مستدامة، ونحن نعمل بجد لضمان أننا لسنا بحاجة إلى الاستجابة لهذا النوع من الطوارئ في أرتميس، ولكن نكون مستعدين للاستجابة لأي مشاكل نواجهها لا تتوقع ".
ويعد أرتميس هو برنامج ناسا الحالي لاستكشاف القمر ذي الطاقم، والذي يهدف إلى هبوط أول امرأة والرجل التالي على القمر في عام 2024.
ولعل قصة هذه التجربة الفريدة بدأت في الساعة 2:13 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1813 بتوقيت جرينتش) في 11 أبريل 1970، حيث انطلق القائد جيمس جيم لوفيل ، قائد وحدة القيادة، وجون جاك سويجرت، وطيار الوحدة القمرية فريد هايس دون وجود عوائق من مركب الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، وكان رواد الفضاء في طريقهم إلى القمر.
ولكن بعد حوالي 56 ساعة من المهمة، سارت الأمور ليست كما هو مخطط لها، فلاحظ الطاقم انخفاضًا طفيفًا في ضغط المقصورة، وذهب سويجرت لمعرفة ما يجري والتحقق من خزانات الأكسجين في وحدة الخدمة.
سمع الطاقم صوتا صاخبًا قادمًا من الخارج، وقال سويجرت: "حسنًا، لدينا مشكلة هنا"، واتضح أن الدوائر الكهربائية في دائرة المروحة في خزان الأكسجين المبرد 2 أشعلت عزل الأسلاك، مما تسبب في تسخين الخزان وضغطه، وانفجر في النهاية.
وكان انفجارًا شديدًا لدرجة أنه فجر قطعة من وحدة الخدمة، ونتيجة لهذا الانفجار، بدأت الطاقة وأسطوانة الأكسجين في الانخفاض بسرعة، وفجأة كانت الأمور مسألة حياة أو موت، لذلك تحولت مهمة القمر إلى مهمة إنقاذ حياة الرواد.
وسرعان ما خرجت إمكانية الهبوط على سطح القمر عن نطاق التركيز، حيث كان على رواد الفضاء وطاقم الأرض التابع لوكالة ناسا البدء في التفكير على الفور والعمل معًا لإنقاذ حياة رواد الفضاء.
قرروا إيقاف تشغيل وحدة الطاقم، رغبة منهم فى الحفاظ عليها من أجل الدخول مرة أخرى، وتم إجلاؤهم إلى الوحدة القمرية، واستخدامها كقارب نجاة في الفضاء.
وخططوا للسفر حول الجانب البعيد من القمر واستخدام مدار القمر كمقلاع لمساعدتهم على العودة إلى الأرض.
وقبل حوالي ساعة من دخولهم الغلاف الجوي للأرض، تخلص الفريق من الوحدة القمرية عائدين بالوحدة الأخرى، بعد أن أبقتهم على قيد الحياة خلال رحلتهم التي لا تصدق حول القمر.
وخلق الهواء المؤين حول الوحدة تعتيمًا كاملاً للاتصال لأكثر من أربع دقائق أثناء نزول المركبة، حيث كانت ناسا لا تزال تعتقد أنه قد تكون هناك مشكلة مع مظلات أو دروع المركبة، بينما أعاد الطاقم أخيراً الاتصال مع وكالة ناسا، وأخبروها أنهم وصلوا بأمان ونجاح في المحيط الهادئ في 17 أبريل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة