القارئ أشرف أكمل يكتب: "الفيروس فى ثوبه الجديد "‎

السبت، 11 أبريل 2020 06:00 م
القارئ أشرف أكمل يكتب: "الفيروس فى ثوبه الجديد "‎ فيروس كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أريد حكمة بليغة تعلمنى الصواب وقت شدتي، تعيننى على إدارة أزماتي، وتكون خير موجه لى فى حالة السعادة والفرح".

هكذا طلب أحد الملوك من حكام عصره أن يكتبوا له عبارة يضعها فوق عرشه لينظر إليها فى كل آن وحين.

وكانت العبارة:  "كل هذا حتماً سيمر"

لا أحد منا يجهل ما يمر به العالم الآن، صغار وكبار ولكننا نكز على أسناننا من الغيظ، فماذا حدث؟!

ديسمبر 2019 الشوارع مزدحمة، البلاد سعيدة، المطارات ممتلئة، الإقتصاد منتعش، والسياحة على أجمل وجه.

الناس هنا وهناك، العالم على موعد جديد.

الكرة الأرضية تستعد لاستقبال عريسها الجديد رقم 2020 والشاهد على كتب الكتاب 7 مليار إنسان، ولم تكن تعرف أن فرحتها لن تكتمل.

ففى أول أيام شهر العسل يفاجئ العالم بأن التاريخ يعيد نفسه، لقد عاد دراكولا " مصاص الدماء" ولكن هذه المرة فى ثوبه الجديد "كوفيد 19" وتم الإعلان عن وفاة أول ضحية على يد ذلك الوحش الخفى، ثم تعلن وزارة الصحة العالمية أن ذلك الفيروس وباءاً عالمياً فى الحادى عشر من يناير.

ولم نلبث أن نلتقط أنفاسنا حيث نفاجئ بالكارثة  "دراكولا" يقرر الإنتقام من الكرة الأرضية وما عليها، فقد استنسخ نفسه لآلاف الصور، وجاءت الأخبار متتالية وفاة المئات وإصابة الآلاف من الناس،

جميع البلاد تعلن حالة الطوارئ وتغلق الحدود وتعلق حركة الطيران وتتخذ إجراءات صارمة وفرض حظر التجول والعزل المنزلي.

العالم أصبح فى حالة ذُعِر، والدماء تتثلج فى عروقنا ونحن نراه يثب فى خفه على ضحاياه ليمتص دمائهم وعقولنا تتسائل: هل هذا الشبح البعيد سيقترب أكثر؟

ذلك الميت الحى الذى يتجدد شبابه كل يوم بالدم الذى يمتصه ويتكاثر بقدر عدد ضحاياه، كل ضحية يمتص دمها تتحول بعد موتها هى الأخرى إلى دراكولا.

ولكن رغم كل ذلك الرعب الذى نعيش فيه الآن، وكل هذه التفسيرات التى تقال.. والجميع يحلل ويفسر بطريقة ما،

لا داعى إلى القلق الذى يقتل الحياة

فلعلها هدنه لكى نستريح ونعيد ترتيب أولوياتنا

" فإن مع العسر يسر"

وتأكد أن هناك الآف العلماء لا ينامون من أجلى وأجلك.

من أجل إيجاد الحل والسلاح القادر على قتل هذا الشبح وإعادته إلى تابوته.

والتاريخ خير دليل على ذلك.

فلقد انتصرنا على أمراض وفيروسات أكثر فتكاً ودماراً مثل : الكوليرا والطاعون والإنفلونزا، وغيرهم.

ولا هو عقاب ولا هو عذاب من الله كما يذهب البعض، إنما لله فى خلقه شئون، ولا هو ميتة سوء، فقد حصد "الطاعون" أرواح كبار الصحابه.

ميتة السوء ليست ميتة بالكوليرا ولا بالطاعون ولا بالكورونا، إنما ميتة السوء أن تموت على غير التوحيد أو على كبيرة، ولا يمنحنا الموت فرصة التوبة.

وكل الذى حدث الآن أن الفيروس تلون وإرتدى قناعاً جديداً حتى لا يتعرف عليه أحد، فقد كشف اللعبة واستطاع حل اللغز وأكسب نفسه مناعة ضد اللقاحات والأدوية المضادة.

وهناك اعتقاد خاطئ وهو "كلما تقدمنا وسرنا أكثر تطور، كلما قلت مشاكلنا، والحقيقة أنه كلما تطورنا.. كلما أصبحت مشاكلنا أكثر تعقيداً"

وعلى نفس قدر قوتنا، ستكون قوة عدونا.

فى كتابه "الشيطان يحكم" يقول الدكتور مصطفى محمود "أن الله خلق لكل شىء آفته التى تعتدى عليه، وبدون هذا التناقض والصراع كان مصير الحياة إلى ضمور وتكاسل ثم انقراض تدريجى "

فطبيعى أننا سنقابل كثير من الأمراض وكثير من الفيروسات، فهى تعيش معنا لأنها جزء من طبيعة كوكبنا الذى نعيش فيه.

ولكن المؤكد أن أياً كان ماحدث وما يحدث وما سوف يحدث، لدينا الحل ولكل سم ترياق، ولكل داء دواء.

فلا تقلق فنحن ليس "على حافة الانهيار".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة