محمد أحمد طنطاوى

لما البلد كلها "يوتيوبر".. مين يشتغل

الخميس، 05 مارس 2020 10:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلمة "يوتيوبر" باتت تتردد بقوة فى أوساط العامة والمتخصصين، وهى تعنى أصحاب القنوات التى تحظى بجماهيرية كبيرة عبر موقع "يوتيوب"، وبالمناسبة لست ضد انتشار استخدام المواطنين أو الجماهير العادية لمنصات السوشيال ميديا المتنوعة والمختلفة، إلا أن فكرة "اليوتيوبر" باتت تسيطر على عقول الكثير من الكبار والصغار، بحثا فقط عن حلم المكسب السريع.

شريحة كبيرة من الشباب المرتبط بالسوشيال ميديا تفكر جديا فى ترك المهن التى تعمل بها، منهم أطباء ومهندسين وصحفيين، من أجل أن يتفرغوا لمشروع "اليوتيوبر"، الأمر الذى يذكرنى بمشهد الراحل توفيق الدقن، فى فيلم "الشيطان يعظ" عندما قال جملته الشهيرة "هو جرى إيه للدنيا، الناس كلها بقت فتوات آمال مين اللى هينضرب" كأبلغ تعبير عن الحالة التى نعيشها، ولعلى أقتبس كلمة الفنان الكبير لأعبر عن الوضع الراهن فأقول: "لما البلد كلها هتبقى يوتيوبر أمال مين اللى هيشتغل!!".

غير معقول أن تكون دولة بحجم مصر رأس مالها الأعظم والأكبر هو الشباب، أن تكون أهم أحلامه التخطيط لتأسيس قناة على يوتيوب بهدف أن يتكسب منها وتكون مصدر رزقه اعتمادا على أعداد المشاهدات، لنتحول جميعا لـ"عبيد" لدى السوشيال ميديا وما تروج له من "تقاليع فارغة"، أو حتى قيم هادفة، فإن كنا جميعا نسعى نحو الثراء السريع والمكسب بأقل جهد، فمن إذن سيعمل فى المصانع التى نبنيها والمشروعات العملاقة التى نخطط لها، فالنهضة والقدرة لا يمكن أن تكون افتراضية، مبنية على المشاهدات واللايك والشير، بل تحتاج إلى العمل والإنتاج ودوام السعى.

كلما جلست مع مجموعة من الشباب، أو ربما زملاء فى المهنة، يحدثوننى عن المكاسب التى يحصدها شاكوش وعمر كمال وحمو بيكا وغيرهم، من المهرجانات التى يتم عرضها على "يوتيوب"، ليؤكد أحدهم أن كل منهم يحصل على أرباح صافية قد تصل إلى 100 ألف دولار شهريا، فى نظرة لا تخل من حقد أو حسرة، بل عدم تقدير للموقف، فالتجارب لا تقاس بهذه الطريقة، والنجاح اللحظى سرعان ما يتحول إلى انتكاسات وإخفاقات.

لا تظن يا صديقى أنك قطعت نصف الطريق بامتلاك قناة فارغة على يوتيوب وأنك ستتحول إلى مليونير فى غضون أشهر قليلة، و"أحمد حسن وزينب" زوجى اليوتيوب الشهرين ليسا أفضل منك، أو فلان وعلان، لكنك فى الواقع يجب أن تؤمن بفكرة "فرص النجاح" ونظرية الأفكار المستحدثة، والمغامرون الأوائل التى درسناها فى أعوامنا الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فما تراه مستحدثا الآن بات قديما بل باليا، وعليك أن تخطط للعمل وتسعى بكل جد نحو الأفكار الجديدة والإبداعية حتى تجد لنفسك مكانا فى هذا العالم سريع التغير، ولا تركن لفكرة المكسب السريع، أو تفكر بطريقة سلبية، فالتخطيط يجب أن يسبق النجاح لا العكس.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة