فى الوقت الذى يتسابق فيه العالم بحثا عن دواء لعلاج مرض كوفيد 19 الذى يسببه فيروس كورونا بعد أن تحول إلى جائحة، فإن الآمال التى وضعها البعض على عقاقير محددة وبدء استخدامها بالفعل مثل عقارى الكلوروكين والهيدروكسى كلوروكين، المستخدمان فى علاج الملاريا، تأتى فى ظل مخاوف من الآثار المترتبة على الاعتماد إليهما، والتى يقول بعض الخبراء إنها قد تصل إلى حد الوفاة.
ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على خطة إدارة ترامب لتوزيع ملايين الجرعات من العقاقير المستخدمة فى علاج الملاريا على مستشفيات عبر البلاد، وقالت إن الأمر يستحق المخاطرة لتجربة علاج لم يثبت فعاليتها لإبطاء تطور المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد فى المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
ولم يكن هناك سوء دراسات قليلة غير مؤكدة تظهر فائدة محتملة لهذين العقارين لتخفيف أعراض الجهاز التنفسى العادة لمرض كوفيد 19، وإزالة الفيروس من المرضى المصابين.
ويحذر خبراء الصحة العامة، بحسب ما تقول صحيفة واشنطن بوست، من أن الآثار الجانبية المعروفة للدوائين يمكن أن تصبح شائعة مع الاستخدام الواسع، ويقولون على وجه الخصوص إن المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية حاليا أو يتناولون أدوية معنية مثل مضادات الاكتئاب التى تؤثر على القلب، معرضون لخطر الإصابة لنوبات قاتلة. ويوصى الخبراء بالفحص قبل وصف الأدوية لمنع الوفيات المرتبطة بالعقاقير.
وقال مايكل أكرمان، طبيب قلب الأطفال والأستاذ فى كلية مايو كلينك للطب، إن القلق حقا هو إذا كنا نتحدث عن ملايين المرضى، فإن قضية الوفاة القلبية المفاجئة التى يسببها الدواء ستطل بوجهها القبيح. ويرتبط استخدام العقارين على المدى الطويل بفرصة تطوير شكل من أشكال فقدان الرؤية يسمى اعتلال الشبكية، لكن استخدام العقارين لمكافحة الفيروس لمريض مصاب يستمر لبضعة أيام فقط.
وكانت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية فى بيان لها، الأحد، إنه يمكن وصف عقارى الكلوروكين والهيدروكسى كلوركين للمراهقين والبالغين المصابين بكوفيد 19، كعلاج مناسب، عندما لا تكون التجربة السريرية متاحة أو مجدية، وذلك بعد أن أصدرت هيئة الغذاء والدواء FDA ترخيص استخدام طوارئ هو الأول لعقار مرتبط بكوفيد 19 فى الولايات المتحدة، وفقا للبيان.
وأشارت الصحة الأمريكية، إلى أنها قبلت 30 مليون جرعة من كبريتات هيدروكسى كلوروكين من أحد أذرع شركة نوفارتس للأدوية، ومليون جرعة فوسفات الكلوركين من Bayer Pharmaceuticals لاستخدامها فى علاج مرضى كوفيد 19 فى المستشفى أو فى التجارب السريرية.
وأوضحت أن هاتين الشركتين وغيرهما ربما تتبرع بجرعات إضافية، وقد كثفت الشركات الإنتاج لتقديم إمدادات إضافية من الدواء للسوق التجارى..ولفتت إلى أنه فى ظل أهمية فهم كفاءة هذه العقاقير فى علاج ومنع الكوفيد 19، فإن الوكالات الفيدرالية الأمريكية مثل المعهد الوطنى للصحة وغيرها تعمل معا للتخطيط لتجارب سريرية.
وفى ظل عدم وجود علاجات بالفعل لكورونا، قالت هيئة الغذاء والدواء فى خطاب موافقتها على الكلوكين إن تجريه العقار المستخدم لعلاج الملاريا أمر جدير بالمحاولة، واستشهدت بدول أخرى تبنت العقارين فى علاج كورونا، وبالاختبارات المعملية والتجارب السريرية التى ربما تظهر فوائد.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد ذكر مرارا اعتقاده بأن العقارين سينجحان فى علاج كورونا، لكن أحد أبرز خبراء الحكومة الأمريكية فى التعامل مع كورونا، وهو أنتونى فوشى، رئيس المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، قال إن على الجمهور أن يتعامل مع العقارين بحذر بسبب قلة الأدلة بشأن فعاليتهما.
وأثارت سرعة اتجاه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدام الكلوركين مخاوف بشأن الأدلة المحدودة، حتى فى ظل المعايير الفضفاضة المسموح بها بموجب تفويض استخدام الطوارئ، وهى الآلية التنظيمية التى استخدمتها الوكالة فى هذه الحالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة