محمود بكرى

لمن الملك اليوم؟

الأحد، 22 مارس 2020 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سبحان الله..تجلت قدراته..بمخلوق صغير..لايري بالعين المجردة..تتهاوي اقتصاديات العالم..وتنهار رؤوس الأموال..ويهيم الناس علي وجوههم..بحثا عما يسد رمقهم في محلات الغذاء والماء..لم تنفعهم نقودهم..وأموالهم المكدسة في البنوك.

 

هلا شاهدتم العراك بالأيدي في متاجر وشوارع لندن،ماحدا بالشرطة للتدخل بين المتصارعين علي "كنس"السلع من المحلات؟..هل رأيتم كيف تحولت محلات كبري في بلادنا إلي"أرفف خاوية"بعد أن تعرضت لهجوم بشري،سحق كل مافيها من مشروبات وأغذية؟!..

 

هل شاهدتم قادة العالم و"جبابرته"وهم يخرون"صرعي"أمام"فيروس"ضعيف،وهزيل..قادة كانوا بالأمس يتفاخرون بقوتهم،وتسليحهم،وتكنولوجياتهم،وابتكارات علمائهم،وتقنياتهم الحديثة والجبارة..وقدرتهم علي محو بلدان من فوق خارطة الكون..وكيف تحول هؤلاء القادة"الجبابرة"إلي "وهم"نفذت أسلحتهم،وعجزت قوتهم عن درء"الخطر"عنهم،وعن شعوبهم..فخرجوا يرفعون"الراية البيضاء"في"إذلال"و"مهانة"لايكاد يصدقها أحد..خرج"ترامب"ليفرض حالة الطواريء في بلاده،وليعلن"نيويورك"حيث مقر"الأمم المتحدة"التي تدير العالم"منطقة كوارث"..ويطلب 50مليار دولار،كمرحلة أولي،لمحاربة"كورونا"..وسبقه رئيس الصين بالاعتراف ب"خوض معركة خطيرة ضد فيروس شيطاني"..وليعترف رئيس فرنسا أن بلاده تمر بأسوأ"كارثة صحية"علي الإطلاق..فيما المستشارة الألمانية تحمل أسوأ الأخبار لشعبها،وتتوقع"إصابة70 بالمائة من مواطنيها بالفيروس القاتل..بينما يعترف رئيس الوزراء الإيطالي بأن بلاده فقدت السيطرة تماما علي المرض،وأن الأمر بات"بيد الله".

 

"فيروس"صغير،وضعيف،جعل قادة العالم يتذكرون الله،فيدعونه بالتدخل لانقاذهم،فأين عروشهم الجبارة؟..وأين حقهم في الاعتراض والرفض"الفيتو"ليهيمنوا علي إرادة الدول؟..وأين الثمانية الكبار؟..وأين قوتهم الطاغية"قمة العشرين"؟..وأين"حلف الناتو"؟..واين مفاعلاتهم النووية ؟..واين سفنهم الفضائية؟..بل أين أقمارهم التجسسية التي قالوا يوما أنها تكشف ماركة الفانلة الداخلية لصدام حسين؟..فلماذا عجزت عن كشف"فيروس"يقتحم أجسادهم؟وينزع عنهم أحبتهم وأبناء شعوبهم؟..أين عابري القارات ؟..وأين أساطيلهم في البر والبحر؟ وأين؟..وأين؟..وأين؟.

 

سبحانك ياالله..صدقت حين قلت"لمن الملك اليوم؟"..نعم..نعم"لله الواحد القهار".."رفعت الأقلام..وجفت الصحف".

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة