رحلة "اليوم السابع" من القاهرة إلى بكين حتى غرف العزل الصينية.. فيديو

الجمعة، 20 مارس 2020 11:58 ص
رحلة "اليوم السابع" من القاهرة إلى بكين حتى غرف العزل الصينية.. فيديو محرر اليوم السابع فى بكين
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خاض "اليوم السابع"، أول تجربة صحفية داخل غرف العزل فى الصين، لكشف كافة تفاصيل ومراحل الفحوصات الطبية على الوافدين إلى المطارات الصينية من الخارج، وكيفية إجراء التحليلات اللازمة للاطمئنان على حالة المسافر وعدم إصابته بعدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، إضافة إلى تفاصيل المتابعة الدورية للحالات الخاضعة للحجر الصحى سواء فى المنزل أو مستشفيات العزل.

هانى محمد مراسل "اليوم السابع" فى الصين، خاض تجربة العزل بنفسه والتى نقلها خطوة بخطوة بالفيديو والصور، ليكشف للعالم كيفية تعامل الدولة الصينية مع أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد، موضحًا أن الإجراءات الصارمة والدقيقة التى تلتزم بها كافة مؤسسات الدولة والشعب معًا، كانت طوق النجاة الذى جعلت حالات الإصابة والوفيات تتراجع فى الصين الآن.

130107-430794d4-34bb-4943-84f2-0087ff6494ac.
 

وفيما يتعلق بتفاصيل التجربة، يقول هانى محمد مراسل "اليوم السابع" فى الصين، "16 مارس تمام الساعة العاشرة صباحا، اتجهت إلى مطار القاهرة بصحبة والدى وأحد أصدقائى اليمنيين، لرحلة العودة إلى مكان عملى فى الصين.. كنت على يقين بأن الرحلة ستكون صعبة، لكننى لم أكن اتوقع أن تكون الأصعب على الإطلاق.. فالاستسلام طواعية لإجراءات احترازية يفرضها من اكتوى بنيران الأزمة يظل دربا من الجنون".

وتابع: "ارتديت الكمامة منذ دخولى مطار القاهرة الذى وجدت فيه جميع العاملين على استعداد تام، بداية من إجراء عمليات التعقيم، إلى الالتزام بارتداء الكمامات من جميع العاملين والضباط، وعند سؤالى "إلى أين أنت ذاهب؟" من أحد ضباط المطار، وقلت له الصين، نظر إلى وقال "ليه بتعمل فى نفسك كدا" ابتسمت وقولت له "رب هنا رب هناك وأكل العيش نعمل إيه".

قرار العودة إلى بكين جاء بعد مناقشات عديدة مع أهلى وزملائى فى العمل، معظمهم كان غير مرحب بالفكرة تماما، وأن مصر مازالت آمنة وخالية من وباء كورونا.

ولكن اتخذت القرار بالعودة إلى بلدى الثانى بكين، حيث عملى ودراستى التى لا أستطيع الاستغناء عنهما يوما ما.

74655-da8e14ad-1582-48b8-a72f-c54f1f94c6d0
 

كانت الإجراءات فى مطار القاهرة مشددة للغاية، من حيث كشف درجات الحرارة إلى عمليات التعقيم فى كل مكان، انتهينا من الإجراءات فى وقت قصير وصعدنا إلى الطائرة المتجهة أولا إلى أبو ظبى فى دولة الإمارات، فكرة ارتداء الكمامة كانت ليست صعبة بالنسبة لى فى البداية لأنى أرتديها الكثير من الوقت فى بكين، ولكن هذه المرة ترتدى الكمامة وأنت تعلم أنك لن تنزعها حتى وصولك إلى بيتك أو الحجر الصحى فى بكين.

وصلنا إلى أبو ظبى بعد 3 ساعات ونصف الساعة، كانت الأوضاع مخيفة للغاية فى المطار، حيث يوجد الكثير من المسافرين لا تستطيع أن ترى وجه أحد من الكمامات المنتشرة فى كل مكان، تم الكشف علينا جميعا بأجهزة كشف حرارة متقدمة للغاية، ثم انتظرنا فى مطار أبو ظبى لمدة ساعتين ونصف حتى الصعود إلى متن الرحلة المتجهة إلى بكين العاصمة الصينية، ومن هنا بدأ التوتر والخوف، لا يوجد على الطائرة الكثير من الأجانب، فقط 20  شخصا أجنبيا، وباقى الطائرة كلها صينيون عائدون من دول مختلفة منهم من أوروبا ومنهم من أمريكا ومنهم من أفريقيا، وأنت لا تعلم أين يختبئ فيروس كورونا حولك، اتخذت إجراءات أكثر وقاية ارتديت كمامتين، ثم توكلت على الله، صعدنا إلى الطائرة حيث رائحة مواد التعقيم تفوح فى كل مكان.

كان الخوف أشرس من أن يترك للجوع مساحة ينمو من خلالها، فاجتنبت تناول الطعام على متن الطائرة وكذلكً فعل كثير من الركاب، فجميعنا كان أضعف كثيرا من المجازفة ونزع الكمامة ولو للحظات.

206100-3834d4e7-5aca-41ff-9207-d4ff4301d7f1
 

مكبلة بقلق لا ينقطع، مرت عقارب الساعة طوال الرحلة التى استغرقت ثمانى ساعات وفى مطار بكين، كان شعار "الأسوأ لم يأت بعد" فى انتظار الجميع، فالسلطات الصينية التى اكتوت بنيران الفيروس القاتل، واستطاعت فى وقت قياسى السيطرة عليه بشكل شبه كامل، باتت تضع الجميع فى دائرة الشك، فقدومك من خارج البلاد يعنى أنك "مريض محتمل".

انتظرنا فى الطائرة لأكثر من ساعتين، تم النداء على أسماء أشخاص معينة من قبل الجانب الصينى، وتم فحصهم خارج الطائرة للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، ثم بدأ السماح لنا بالخروج من الطائرة على شرط أن يكون المسافة بيننا وبعضنا البعض متر واحد، وعند خروجك من الطائرة تجد شخص ينتظرك ويحمل فى يده جهاز لقياس الحرارة، ثم تذهب للمرور عبر أجهزة حديثة للغاية للكشف عن الحرارة ثم استجواب لمدة اكثر من نصف ساعة، من أين أتيت ولماذا أتيت وإلى أنت ذاهب، وأين كنت أخر 14 يوم قبل الوصول إلى الصين.

واستطرد مراسل اليوم السابع فى الصين: "ثم تنتظر فى غرفة وصول الحقائب وبعد استلامها يتم نقلنا بأتوبيسات خاصة من المطار إلى مكان يبعد عن المطار نصف ساعة لإجراء الفحص الطبى مرة أخرى، ومن هنا يتم جمع بياناتك مرة أخرى مثل ما حدث فى المطار ومعرفة أين تسكن فى بكين، والاتصال بمكان السكن الخاص بك، وسؤالهم إذا كان بالإمكان الموافقة على أن أجلس فى البيت لمدة 14 يوما أم يجب أن أذهب إلى الحجر الصحى الذى خصصته الحكومة الصينية لكل منطقة سكنية".

وتابع: "وصلت إلى مكان سكنى مع صديقى إبراهيم بعد رحلة استغرقت أكثر من 36 ساعة بدون طعام وبدون نزع الكمامة، ولكن كانت المفاجأة وهى عدم الموافقة على دخول المنزل، حيث يجب أن أذهب إلى الحجر الصحى المخصص، وهو فندق يبعد كليومتر واحد عن مكان منزلى".

مجددا، تم اجراء الفحص الطبى علينا مرة أخرى عند دخول الفندق، ثم انتظرنا أكثر من ساعتين حتى تجهيز الغرف الخاص بنا، تم تسلمنا ورقة وجهاز لقياس الحرارة، وعلينا أن نسجل ذلك يوميا فى الصباح والمساء، وابلاغهم عبر الهاتف عن أى أعراض ممكن أن تظهر علينا خلال هذه الفترة.

انتقلنا إلى الغرف ولا شيء أحلم به إلا النوم، نمت أكثر من 10 ساعات ثم استيقظت على الهاتف، وهو يطلب منى تسجيل درجة حرارتى وإبلاغه بها، ومن ثم أخبرنى بأنه سيتم ترك الطعام أمام الغرف يوميا، وممنوع الخروج من الغرف حتى الانتهاء من فترة العزل أو الحجر الصحى المقررة 14 يوما، وتم إبلاغى أيضا بأنه يمكننى أن اتحدث إليهم فى أى وقت..ومنذ ذلك الحين لم أر شخصا واحد حتى كتابة هذه الكلمات، فالحجر الصحى فى بكين أقرب ما يكون لزنزانة مات حارسها أو ضل الطريق.

ورغم قسوة الإجراءات، إلا أن الدمار الذى خلفه وباء كورونا يجعل من معايير السلامة مقدمة على ما سواها من اعتبارات، حينها تدرك الدول أن العودة إلى الوراء انتحار، وأن التهاون مع الوباء الغامض مجازفة غير مأمونة العواقب.

لم يعد لى أى اتصال بالعالم الخارجى إلا من خلال هاتفى المحمول واللاب توب ومنصات التواصل الاجتماعى وبعض التطبيقات.. أتابع بقلق وتيرة انتشار كورونا فى مصر حيث الأهل والأصدقاء، وأدعو الله ألا تخرج عن نطاق السيطرة أدعو وأنا على يقين رغم الوحدة والخوف أن الحسم هو الطريق الوحيد للمجابهة وأن الحلول لن تأتى - رغم القسوة - إلا من هنا.. فاطلبوا الحلول ولو فى الصين.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة