فيديو..مصري يكتب رسالته من داخل الحجر الصحي في بكين.. ويؤكد: الروشتة الصينية كفيلة بحماية مصر من كورونا.. فى المطار أنت "مريض محتمل" حتى يثبت العكس.. الإجراءات بدأت بـ4 ساعات فحص وانتهت بعزل انفرادى

الخميس، 19 مارس 2020 12:00 م
فيديو..مصري يكتب رسالته من داخل الحجر الصحي في بكين.. ويؤكد: الروشتة الصينية كفيلة بحماية مصر من كورونا.. فى المطار أنت "مريض محتمل" حتى يثبت العكس.. الإجراءات بدأت بـ4 ساعات فحص وانتهت بعزل انفرادى مصرى فى طريق عودته للصين
رسالة بكين: هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- طعام يومى يقدم علي الباب وجهاز حرارة للقياس الدورى كل ما يمكنك الحصول عليه داخل العزل الإلزامي

- التواصل عبر الهاتف فقط للإبلاغ عن درجة الحرارة

- الروشتة الصينية كفيلة بحماية مصر من كورونا.. ولا بديل عن الحسم

16 مارس تمام الساعة العاشرة صباحا، اتجهت إلى مطار القاهرة بصحبة والدى وأحد أصدقائى اليمنيين، لرحلة العودة إلى مكان عملى في الصين.. كنت على يقين بأن الرحلة ستكون صعبة، لكننى لم أكن اتوقع أن تكون الأصعب على الإطلاق.. فالاستسلام طواعية لإجراءات احترازية يفرضها من اكتوى بنيران الأزمة يظل دربا من الجنون.

ارتديت الكمامة منذ دخولى مطار القاهرة الذى وجدت فيه جميع العاملين على استعداد تام، بداية من إجراء عمليات التعقيم، إلى الالتزام بارتداء الكمامات من جميع العاملين والضباط، وعند سؤالى "إلى أين أنت ذاهب؟" من أحد ضباط المطار، وقلت له الصين، نظر إلى وقال "ليه بتعمل في نفسك كدا" ابتسمت وقولت له "رب هنا رب هناك وأكل العيش نعمل إيه".

430794d4-34bb-4943-84f2-0087ff6494ac

قرار العودة إلى بكين جاء بعد مناقشات عديدة مع أهلى وزملائى في العمل، معظمهم كان غير مرحب بالفكرة تماما، وأن مصر مازالت آمنة وخالية من وباء كورونا.

 

ولكن اتخذت القرار بالعودة إلى بلدى الثانى بكين، حيث عملى ودراستى التي لا أستطيع الاستغناء عنهما يوما ما.

 

كانت الإجراءات في مطار القاهرة مشددة للغاية من حيث كشف درجات الحرارة إلى عمليات التعقيم في كل مكان، انتهينا من الإجراءات في وقت قصير وصعدنا إلى الطائرة المتجهة أولا إلى أبو ظبى في دولة الإمارات، فكرة ارتداء الكمامة كانت ليست صعبة بالنسبة لى في البداية لأنى أرتديها الكثير من الوقت في بكين، ولكن هذه المرة ترتدى الكمامة وأنت تعلم أنك لن تنزعها حتى وصولك إلى بيتك أو الحجر الصحى في بكين.

da8e14ad-1582-48b8-a72f-c54f1f94c6d0

وصلنا إلى أبو ظبى بعد 3 ساعات ونصف الساعة، كانت الأوضاع مخيفة للغاية في المطار، حيث يوجد الكثير من المسافرين لا تستطيع أن ترى وجه أحد من الكمامات المنتشرة في كل مكان، تم الكشف علينا جميعا بأجهزة كشف حرارة متقدمة للغاية، ثم انتظرنا في مطار أبو ظبى لمدة ساعتين ونصف حتى الصعود إلى متن الرحلة المتجهة إلى بكين العاصمة الصينية، ومن هنا بدأ التوتر والخوف، لا يوجد على الطائرة الكثير من الأجانب، فقط 20  شخصا أجنبيا، وباقى الطائرة كلها صينيون عائدون من دول مختلفة منهم من أوروبا ومنهم من أمريكا ومنهم من أفريقيا، وأنت لا تعلم أين يختبئ فيروس كورونا حولك، اتخذت إجراءات أكثر وقاية ارتديت كمامتين، ثم توكلت على الله، صعدنا إلى الطائرة حيث رائحة مواد التعقيم تفوح في كل مكان.

 

كان الخوف أشرس من أن يترك للجوع مساحة ينمو من خلالها، فاجتنبت تناول الطعام على متن الطائرة وكذلكً فعل كثير من الركاب، فجميعنا كان أضعف كثيرا من المجازفة ونزع الكمامة ولو للحظات.

 

مكبلة بقلق لا ينقطع، مرت عقارب الساعة طوال الرحلة التى استغرقت ثماني ساعات وفى مطار بكين، كان شعار "الأسوأ لم يأتى بعد" فى انتظار الجميع، فالسلطات الصينية التى اكتوت بنيران الفيروس القاتل، واستطاعت فى وقت قياسي السيطرة عليه بشكل شبه كامل، باتت تضع الجميع فى دائرة الشك، فقدومك من خارج البلاد يعني أنك "مريض محتمل".

3834d4e7-5aca-41ff-9207-d4ff4301d7f1

انتظرنا في الطائرة لأكثر من ساعتين، تم النداء على أسماء أشخاص معينة من قبل الجانب الصينى، وتم فحصهم خارج الطائرة للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، ثم بدأ السماح لنا بالخروج من الطائرة على شرط أن يكون المسافة بيننا وبعضنا البعض متر واحد، وعند خروجك من الطائرة تجد شخص ينتظرك ويحمل في يده جهاز لقياس الحرارة، ثم تذهب للمرور عبر أجهزة حديثة للغاية للكشف عن الحرارة ثم استجواب لمدة اكثر من نصف ساعة، من أين أتيت ولماذا اتيت وإلى أنت ذاهب، وأين كنت أخر 14 يوم قبل الوصول إلى الصين.

 

ثم تنتظر في غرفة وصول الحقائب وبعد استلامها يتم نقلنا بأتوبيسات خاصة من المطار إلى مكان يبعد عن المطار نصف ساعة لإجراء الفحص الطبي مرة أخرى، ومن هنا يتم جمع بياناتك مرة أخرى مثل ما حدث في المطار ومعرفة أين تسكن في بكين، والاتصال بمكان السكن الخاص بك، وسؤالهم إذا كان بالإمكان الموافقة على أن أجلس في البيت لمدة 14 يوما أم يجب أن أذهب إلى الحجر الصحى الذى خصصته الحكومة الصينية لكل منطقة سكنية.

 

وصلت إلى مكان سكنى مع صديقى إبراهيم بعد رحلة استغرقت أكثر من 36 ساعة بدون طعام وبدون نزع الكمامة، ولكن كانت المفاجأة وهى عدم الموافقة على دخول المنزل ويجب أن أذهب إلى الحجر الصحى المخصص، وهو فندق يبعد كليومتر واحد عن مكان منزلى.

 

مجددا، تم اجراء الفحص الطبي علينا مرة أخرى عند دخول الفندق، ثم انتظرنا أكثر من ساعتين حتى تجهيز الغرف الخاص بنا، تم تسلمنا ورقة وجهاز لقياس الحرارة وعلينا أن نسجل ذلك يوميا في الصباح والمساء، وابلاغهم عبر الهاتف عن أى أعراض ممكن أن تظهر علينا خلال هذه الفترة.

 

انتقلنا إلى الغرف ولا شيء أحلم به إلا النوم، نمت أكثر من 10 ساعات ثم استيقظت على الهاتف، وهو يطلب منى تسجيل درجة حرارتى وابلاغه بها، ومن ثم أخبرنى بأنه سيتم ترك الطعام أمام الغرف يوميا، وممنوع الخروج من الغرف حتى الانتهاء من فترة العزل أو الحجر الصحى المقررة 14 يوما، وتم إبلاغي أيضا بأنه يمكننى أن اتحدث إليهم في أي وقت..ومنذ ذلك الحين لم أر شخصا واحد حتى كتابة هذه الكلمات، فالحجر الصحي فى بكين أقرب ما يكون لزنزانة مات حارسها أو ضل الطريق.

 

ورغم قسوة الإجراءات ، إلا أن الدمار الذى خلفه وباء كورونا يجعل من معايير السلامة مقدمة علي ما سواها من اعتبارات ، حينها تدرك الدول أن العودة إلى الوراء انتحار ، وأن التهاون مع الوباء الغامض مجازفة غير مأمونة العواقب.

 

لم يعد لي أى اتصال بالعالم الخارجى إلا من خلال هاتفى المحمول واللاب توب ومنصات التواصل الاجتماعي وبعض التطبيقات..أتابع بقلق وتيرة انتشار كورونا فى مصر حيث الأهل والأصدقاء، وأدعو الله ألا تخرج عن نطاق السيطرة أدعو وأنا علي يقين رغم الوحدة والخوف أن الحسم هو الطريق الوحيد للمجابهة وأن الحلول لن تأتى - رغم القسوة - إلا من هنا.. فاطلبوا الحلول ولو فى الصين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة