إصابة فيروسية بنكهة سياسية، بهذه العبارة يمكن إيجاز المشهد داخل إمارة قطر بعد ظهور أول إصابة "معلنة" بفيروس كورونا لمواطن قطرى قادم من إيران ـ الحلف الأبرز للدوحة منذ المقاطعة العربية لنظام تميم بن حمد الراعى الإقليمي للإرهاب فى بلدان الشرق الأوسط.
الإصابة التى كانت محل انتقادات اوسعة من قبل المعارضة القطرية على منصات التواصل الاجتماعى فتحت مجدداً ملف العلاقات القطرية ـ الإيرانية، حيث انتقد كثير من النشطاء استمرار حركة السفر بحرية بين الدوحة وطهران لفترة طويلة منذ ظهور الفيروس بقوة فى إيران دون النظر إلى ما يحمله ذلك من خطورة على الصحة العامة للمواطنين.
وحذرت مصادر من المعارضة القطرية من احتمالات عالية لانتشار الفيروس داخل قطر فى ظل التواجد الإيرانى المرتفع فى البلاد، مؤكدين أن فرص انتشار المرض داخل الإمارة بسبب الإيرانيين، وبسبب الرعاية الصحية الغائبة للعمالة الأجنبية فى قطر، كانت بدورها سبباً رئيسياً فى إلغاء الاتحاد الدولى للدراجات النارية "فيم" سباق جائزة قطر الكبري الذى كان مقرراً خلال أيام.
القرار الذى بررته وسائل إعلام قطرية بأنه يأتى بسبب فرض الدوحة قيود سفر على دول من بينها إيطاليا بسبب كورونا، ما حال دون دخول المتسابقين الإيطاليين، جاء بعد أقل من 48 ساعة على تسجيل الإمارة أول حالة إصابة بالفيروس القاتل بالفعل، حيث ذكرت وزارة الصحة القطرية رصدها أولإصابة مؤكدة لمواطن قطري يبلغ من العمر 36 عاما كان قد عاد من إيران مؤخرا، وذلك ضمن المواطنين التي قامت الدولة بإجلائهم على متن طائرة خاصة من إيران وممن خضعوا للحجر الصحي فور وصولهم ، مشيرة إلى أنه قد تم إدخال المريض إلى مركز الأمراض الانتقالية تحت العزل التام .
ويرى مراقبون أن قطر مرشحة في المقام الأولى لتكون بؤرة الوباء في منطقة الخليج والدول العربية ، معزين ذلك لعدة أسباب على رأسها علاقاتها الوطيدة بإيران وأنها قد سمحت بأن تكون الإمارة مرتعاً للإيرانيين في وقت يموت فيه الإيرانيين بالعشرات جراء الوباء .
وأوضح المراقبون أن قطر من أكثر الدول الخليجية التي بها عمالة أجنبية وافدة من دول أسيا وتوافدت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة من أجل بناء الملاعب والأستادات وما تبع ذلك من معاملة سيئة وتجاهل حقوق العمالة من رعاية صحية وطبية ، حيث نشرت وسائل إعلام أجنبية عدة تقارير تبرز مدى معاناة العمالة الاسيوية في قطر.
وأكد المراقبون أن ظهور فيروس كورونا قد يؤدى إلى تعطل التجهيزات الفنية الخاصة ببناء الملاعب التي تستضيف مونديال قطر 2020 ، ويكون القشة التي ستقسم ظهر البعير على أن يتم الغاء المونديال أو نقله لدولة أخرى أكثر أمناً من الدوحة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة