الشائعات فى مصر آفة عظيمة، وبلية خطيرة، ومرض فتاك، وداء عضال، وسلاح مدمر للشعوب والدول؛ انزعج منه الأبرياء، واتهم بسبه الأبرياء، وهدمت بسببه أسر، وخربت بيوت، ووقعت جرائم، وتقطعت علاقات وصداقات بل ودمرت شعوب ومرضت قلوب وضمائر بين الشعوب.
إنه مرض اختلاق الشائعات، ونشر الشائعات فالشائعة يصنعها عدو حاقد، ويتلقفها منافق فاسق، وينشرها الجاهل، وهى كذبة يطلقها خبيث له مصلحة، ويصدقها أخرق، وينقلها أحمق، وتسير بها الركبان مع أنها قد تدمر حياة إنسان أو تهدد مصائر أوطان وشعوب.
ولا يكمن خطر الشائعات فى هذا فحسب بل فيها زيادة على ذلك تشويه الحقائق والإرجاف وقت الشدائد، وبث الخوف فى قلوب الضعفاء، والقلق فى عقول الأقوياء، مع ما فيه من تفريق صف الشعب الواحد وإثارة النزاعات فيما بينهم.
وما قد تسببه من خسائر لشركات ومؤسسات بل ودول ومجتمعات زد على ذلك ذهاب الثقة بين الراعى والرعية، واختلال الموازين فى تصديق وتكذيب الأخبار حتى لا يثق الناس فى خبر أو فى شخص مهما كان مكانته بل تأكد أن مروج الشائعات يسعى لخراب المجتمع والأوطان.
وبعد كل هذا نقول إن على مروجى الشائعات وناقلى الأخبار دون تثبت أن يدركوا خطر ما يرتكبون، وأن يعلموا أنهم مسئولون بين يدى الله تعالى على ما يفعلون، فإن الكلمة مسئولية خصوصا فى زمن الانفتاح الإعلامى، وثورة التواصل الاجتماعى وسرعة انتقال الأخبار وانتشار الأقوال مع خراب الذمم وخداع الصور ووقوع الفتن واضطراب الأحوال والتباس الأمور وغلبة الكذب والفجر فى الخصومات مع عدم وجود أحد يردع أو خلق يمنع.
كل هذا مما يزيد المسئولية فى نقل الأخبار ويوجب التنبه عند نشر الأقوال فتأكدوا أن للشائعات آثارا مدمرة على الأفراد والأسر والمجتمعات بل وعلى الأمم والدول أحيانا ويوجد كثير من الدول التى سقطت بسبب الشائعات والأكاذيب وانعدام الوعى والتوعية عند الشعوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة