القارئ عصام الصياد يكتب: وصيتى لك يا بنى

الخميس، 19 مارس 2020 04:00 م
القارئ عصام الصياد يكتب: وصيتى لك يا بنى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن الآن فى سنة 2020 وعددنا يقارب ثمانية مليار شخص، نخرج لهذه الحياة كورقة بيضاء فارغة لا نعرف أى شىء ليخرج آبائنا القلم ويبدأون الكتابة.

فنرث عنهم اللغة، التقاليد، المعارف، المعتقدات، الدين، المخاوف، الخرافات، الآراء و كل شىء، لنجد أنفسنا تحولنا من ورقة بيضاء فارغة لدفتر صغير مكتوب، كتب عليه كل من يحيط بنا ما يريد.

يوم يتبعه يوم، حتى نصل لعامنا الخامس لنتفاجأ بخبر غريب .. أننا لن نمضى وقتنا فى محيطنا الصغير والمعتاد، بل سنمضيه بمكان آخر يدعى "المدرسة".

نبحث داخل دفاترنا الصغيرة عن هذا الاسم، لكن لا نجد الكثير عنه، ندخله بتخوف لنجد أنه مكان أكثر صرامة وأكثر انتظاما.

هناك لا تتم الكتابة بأقلام على أوراق بيضاء، بل تتم برمجتنا بحواسيب متطورة، يبرمجوننا كالآلات .. لسنوات نجلس على مقاعد خشبية، نلبس زيا موحدا، نقف فى طوابير طويله وإن أردنا التحدث يجب أن نرفع أيدينا.

لسنوات علمونا ألا نحدث تغييرا فى العالم، علمونا كيف نكون نسخا متطابقة، لسنوات أقنعونا يا بنى أن نخزن كل مجلداتهم المدرسية فى عقولنا والتى أصبحت كأقراص صلبة لنعرض محتواها عليهم فى قاعات أسموها "قاعات الامتحان"!

وإن تطابق المحتوى الذى عرضناه مع محتواهم، يكافئوننا بنقلنا لمستوى أكثر صعوبة ومجلداته أكثر تعقيدا.

هنا، نحذف المجلدات السابقة من أقراصنا الصلبة، كى نملأها بمجلدات جديدة، هكذا يقيموننا ! هكذا يحددون جودة المنتج والآلة ! فكلما خزنت أكثر تكون ناجحا أكثر.

هذه هى فلسفة التفوق المدرسى، مع أنه يمكننا أن نحصل على كل تلك المعلومات بضغطة زر واحدة.

بنى ...

أوصيك بأن تختلف وألا تخالف.

أوصيك بأن تحب وألا تكره.

أوصيك أن تتوقف عن مشاهدة الشاشات.

أوصيك ألا تسمح لهم بتحويلك لآلة.

أوصيك بألا تتعلم ما علموك إياه فقط.

أوصيك بألا تصدق كل ما تسمع.

أوصيك بأن تتعلم من أخطائنا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة