لأول مرة لا أعرف بالتحديد عن ماذا أكتب؟!
ففى رأسى ازدحام هائل وانفجار سكانى لأفكارى..
أريد أن أكتب عن كل شيء إيجابى أو سلبى أقابله فى طريقى ...كعادتي..
فقد قيل لى أن لدى كاميرا تلتقط بعين جيدة وقلم يصف ويصور الواقع بإحساس مرهف وقلب شقى مع عقل جميل وواعِ ودقيق..
فسألت نفسى أيهم تفضلين؟!
هل تفضلين أن أكتب عما أراه بأروقة المحاكم من نزاعات أسرية ومشاكل وفضائح بين من أفضى بعضهم إلى بعض ونسوا الفضل بينهم .
قال تعالى (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) النساء (21)، وتناسوا أن هناك أطفالا مساكين ستتكون أو تكونت عندهم بالفعل مليون "عقدة وشنيطة" جراء المشاكل الأسرية وما سيترتب أو ترتب بالفعل على الانفصال من تهدم المجتمع الصغير وبالتبعية للمجتمع الكبير!!؟..
أم أكتب عما أراه يوميا من معاناة عمال القطاع الخاص فى العمل المضنى لساعات عمل قد تصل الى اثنتا عشرة ساعة فى عمل كالسخرة!! وتضيع صحتهم وحياتهم بين دفتى الرحايا، واستهلاكهم كالسلع.. فتهلك اجسادهم دون المقابل المادى والمعنوى العادل أو تأمين صحى شافى وكافى وشامل، بالإضافة إلى أنهم يجبرونهم بكتابة استقالة مسبقة قبل التعيين فى بعض المؤسسات لكى تضع المؤسسة نفسها فى نطاق الأمان من الملاحقة القانونية والقضائية التى قد تبدر من العامل المستهلك.. وما باليد حيلة والشباب مضطر وإلا سيوصمون بوصمة البطالة والتنبلة والجوع والفقر؟.
أم أكتب عن العنف الأسرى وتعامل كثير من الآباء مع أطفالهم بتنمر وتسلط نفسى وفكرى وجسدي!؟
أم أكتب عن ميوعة التربية وعدم قدرة آباء غير مؤهلين نفسياً وذهنياً وفكرياً للزواج من الأساس، فما بالك بإنجاب أطفال وتربيتهم تربية غير صالحة إلى أن يخرجوا للمجتمع كنواة وعضو فاسد وغير بناء فى مجتمعه.
أم أكتب عن أطفال القمامة وكيف نسمع ونشاهد كل يوم عن طفل وجد فى صندوق للقمامة تأكله الحشرات والكلاب!!
أم أكتب عن رغبتى بمخاطبة الوزير المسئول، وإن حكمت سأخاطب السيد رئيس الجمهورية نفسه.. بمنع زواج كل من لم يمر باختبار اجتماعى ونفسى وعقلى قبل الزواج (اختبار حقيقى) وليس شكلى أو مزيف كشهادات الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية والمعدية قبل الزواج التى تصرف دون قيد او شرط من الوحدات الصحية.. وذلك للتقليل من نسب الطلاق المرعبة!! فما بنى على أساس سليم صعب هدمه !!..
أم أكتب عن الرغبة الملحة التى أصبحت عند الشباب وعندى أنا شخصياً فى السفر والهجرة والهروب إلى المجهول من المهول، ومعاناتهم فى الهجرة غير الشرعية والموت المختار والمحتم، أو حتى الشرعية منه والمحاولات المضنية والمستميتة لاستكمال شروط ونقاط ملفات الهجرة للدول المعروفة بتعاملاتها الآدمية مع الحيوان قبل من يطلق عليه لقب "بشر"..
أم أكتب عن معاناة بنات جنسى اللاتى تخطين الثلاثين أو الأربعين، ويقولون عليه السن الحرج ولم يرزقهم الله بالزوج الصالح، غير عذابهن مع المجتمع بأكمله سواء من النساء، الدائمى تذكير الفتاة انها لم تتزوج والجمل المشهورة والمعتادة "معقولة هما الرجالة عميوا؟!! يختى هما ما بيشفوش ولا أيه؟ وتكلم ال جنبها يا ختى البنت قمر وتبدأ تمصمص فى شفايفها !!" وكأنه المفروض أن الفتاة يجب أن تقبل كل من هب ودب وصاح ولاح ... لإثبات قدرة الرجال على الرؤية .. وليس من حقها مبدأ القبول او الرفض ممن لم يصيبهم العمى من الرجال ومن يتق الله فيها حق تقاته ..
أم أتكلم عن رجال يحاولون دائما اللعب بهن وبمشاعرهن وحاجاتهن الى السكن والمودة والحضن..!! فيلعبون على وتر اعمارهن، فتارة يحاولون إقناع الفتاة بقبول أى بنطال يدق بابها ودون شروط أو حقوق (احمدى ربنا كبرتى اتسترى بقى)..!! لكى تتخلص من وصمة العنس (وطبعا يقصد بنطاله هو )!! .. وتارة استغلال اللاهين لها ومحاولة لشفط طاقتها ومخزونها من الحب والحنان ومحاولة اللعب على وتر إقناعها أنها مضطرة لقبول الدخول فى أى علاقة فقط لإثبات انها مازالت امرأة تمتلك الشعور!! ولكن هو من يريد ان يثبت لنفسة انه ما زال به رمق الرجال والقدرة على الإغواء..!! وانه لم يركن الى دكة الاحتياط ونسى أنه بفعلته هذه ومحاولته تلويثها لا يرتق حتى لخيال بطة بلدى مريضة بأنفلونزا الطيور !!..
ولا زلت فى حيرتى لا أعرف ماذا أكتب .!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة