بعد سرعة تفسى فيروس كورونا فى الولايات الأمريكية ، وإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة الطوارئ ، أصبح ملايين الموظفين فى شركات فى أنحاء الولايات المتحدة يعملون من منازلهم للحد من تفشى الفيروس.
ونقل موقع قناة الحرة الأمريكية فى تقرير موسع عن كيف يتعامل الأمريكيون مع فيروس كورونا ، وكيف تكون العلاقات الشخثية لمرافقى المصابين بالمرض، ومنهم ديفيد تولنر ر، الذى تلقى سائل على تليفونه تفيده بأنه قد تم وضع الطعام خارج باب غرفته، حيث عزل بعد إصابته بنوبة من السعال.
ولا تتهاون زوجته ميترا أهانى مع حالته الصحية، خصوصا مع ظهور فيروس كورونا المستجد فى الولايات المتحدة، رغم أنها تعرف أن زوجها قد يكون مصابا بنزلة برد لا أكثر.
وبعد عودة تولنر إلى منزلهما قرب سانتا كروز من مؤتمر فى بالتيمور، أقنعته بالتوجه مباشرة إلى الحمام، وتركت الأبواب مفتوحة حتى لا يلمسها، ومسحت حقيبته بمادة مطهرة، وعندما بدأ السعال عزل تولنر فى غرفة احتياطية فى المنزل.
ونقلت الحرة عن أهانى، وهى الرئيسة التنفيذية لمركز يقدم الدعم التعليمى للأطفال المعوقين، والتي أصبحت مثل الملايين الذين يعيشون في هذه المنطقة تعمل عن بعد لمحاربة انتشار الفيروس "لقد حبسته فى غرفة الضيوف".
وأضافت "ربما أصيب بنزلة برد خفيفة هناك. لكن كلامي عن الفيروس أخافه، وكان في حاجة إلى ذلك".
وفي مقابلة، اعترف تولنر بأنه فى "ورطة"، وقال "أنا هنا في الزنزانة أنتظر الطعام والماء، أقبع هنا منذ أيام وأحاول الآن عدم إصابة الآخرين بشيء لا أعرف إذا كنت مصابا به".
ويعتمد تولنر على الكمبيوتر المحمول، والموبايل الخاص به لإدارة شركة المحاماة التى يملكها في مدينة سان خوسيه فى سيليكون فالى.
وعلى غرار عشرات الملايين في أنحاء الولايات المتحدة حيث تغلق المؤسسات التعليمية واحدة تلو الأخرى وتدعو الشركات موظفيها إلى العمل عن بعد، تتجنب أسرة تولنر الخروج، وتعتمد بدلا من ذلك في حياتها اليومية على التكنولوجيا المنتشرة في هذه المنطقة.
وتطلب أهاني معظم ما تحتاج إليه من خدمة توصيل البقالة عبر الإنترنت وتستلم الأغراض فيما تضع قفازين، كما أنها تمسحها بالمطهرات عند وصولها.
المرونة... والعزلة
وتعمل مارثا لاكريتز-بلتيير وهي محامية في مجموعة "تيكسوب" غير الربحية من منزلها الذي يضم حديقة في أوكلاند حيث يعيش معها كلبان وطيران.
وقالت "بصراحة، أستمتع نوعا ما بمرونة العمل من خلال الاستلقاء في السرير والعمل على جهاز الحاسوب المحمول. أحب أن أكون قادرة على الجلوس في الخارج والحصول على بعض أشعة الشمس"، توضح "سلاك"، وهى منصة للتعاون عن بعد للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الأدوات والتقنيات المتوفرة للموظفين والتي تسمح لهم بالعمل معا في ذات الوقت ومن دون الحاجة للتواصل جسديا.
وأوضح ناطق باسم الشركة، أن "العزلة بين أبرز التهديدات على الانخراط بين أعضاء الفريق وحماستهم ويمكن أن تحدث بصمت يوما بعد يوم".
وأضاف "أن الحفاظ على الصداقات والتشجيع والتعاون المتبادل، يمكنها أن تحدث فرقا كبيرا في الأسابيع المقبلة".
وفي أنحاء سيليكون فالي، أخليت الشوارع مع تفشي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصا حتى الآن في الولايات المتحدة.
وكان عدد الأشخاص فى مجمع "جوجل" فى ماونتن فيو ، قليلا خلال منتصف النهار، وهو الوقت الذى تتنزه فيه الحشود عادة أو تتناول وجبات الطعام من أكشاك الطعام أو المحطات الخاصة فى حرم عملاق التكنولوجيا.
وفى مقر "فيسبوك" الذي أغلق في مدينة مينلو بارك القريبة، رُكنت مركبات النقل العام الكهربائية في المواقف التي بدت فارغة على غير عادتها.
التواصل مع العالم
وكانت حركة المشاة قليلة جدا في بالو ألتو، نقطة الالتقاء الاجتماعي في سيليكون فالي، وكذلك في جامعة ستانفورد القريبة التي علقت الفصول الدراسية المباشرة.
وقال النادل في مقهى "زومبي رانر" زاك تيرونيس "كان الشارع أكثر هدوءا لكننا انشغلنا طوال اليوم"، وأضاف "أعتقد أن الأشخاص الذين يعملون من منازلهم يصابون بالجنون ويأتون للترفيه بعض الشيء، لقد غسلت يدى حوالى 200 مرة اليوم".
وكان الطالبان فى جامعة ستانفورد إندى شين، وياكينج يانج، وكلاهما من الصين، يجلسان إلى طاولة على الرصيف ويدرسان سويا، وقال شين ، وهو من مدينة قريبة من شنغهاى "لدينا مجتمعات في الحرم الجامعي وبعضها ينهار نوعا ما بسبب المشكلات الصحية".
ويحاول يانج، التمسك بروتين محدد، ووضع جدولا زمنيا لنفسه بتمضية الوقت تحت أشعة الشمس والدراسة مع رفاقه مثل شين، واوضح يانج وهو من عاصمة سيشوان "أعتقد أنه من المهم أن نكون على اتصال بالعالم رغم مراعاة التباعد الاجتماعي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة