فى الصفحات الافتتاحية الأولى من كتاب "عندما توقف الوقت ـ مذكرة من حرب والدى" ، للمؤلفة " أريانا نيومان تستعرض الكاتبة تاريخ "الحب والحرب وتاريخ الأسرة المنفصلة" بشكل مؤلم للقلب، ويظهر الأمر بصورة معقدة للغاية عندما يتم تتبع شجرة العائلة، التى تتناثر فيها أسماء غير معروفة وتواريخ قابلة للتبديل، كما أنك ستعلم أن عددا من الرجال والنساء الموجودين فى شجرة العائلة ماتوا فى الفترة ما بين 1942 إلى 1944 فى معسكرات الموت.
بطاقة والدها مزيفة الهوية
أول من قتل بالعائلة كان "أوتا نيومان" عام 1941، حيث كتب رسائل حول المد المتصاعد لمعاداة السامية النازية، حيث تم فصله من وظيفته لكونه يهوديا، وتم احتجازه فى معسكر السخرة الذى يسمى "ليبا".
وفى أحد أيام الصيف الحارة فى يوليو 1941 ، قرر الاستفادة إلى أقصى حد من حريته، فأخذ ابن عمه البالغ من العمر 10 أعوام للسباحة وركوب الدراجة، وأثناء قيامه بذلك تتبعه شرطى تشيكى أثناء تجولهما.
وذكرت فى وقت لاحق أنه رأى "أوتا" يركب دراجة بلا مبالاة ويسبح في جزء من نهر ممنوع أن يستخدمه اليهود، وعرف عن "أوتا" بأنه شخصية خجولة إلى حد ما، ومن خلال ذلك اقتيد واستجوب من قبل الجستابو "البوليس السرى الألمانى"، وذلك بسبب سباحته فى النهر الذى لا يستخدمه اليهود.
وأصبح "أوتا" عاجزاً فى الآلية البائسة لبيروقراطية "الجستابو" البوليس السرى الألمانى، ولم يسمح له بالعودة إلى الوطن فى 21 نوفمبر وتم ترحيله مباشرة إلى "أوشفيتز" معسكر للاعتقال والإبادة الذى شغل من قبل ألمانيا النازية أثناء الاحتلال النازى لبولندا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.
غلاف الكتاب
وتم وضع "أوتا" في حجرة مربعة وهى الوحدة العقابية والتي كان لها سمعة مرعبة حتى بالنسبة لمعسكر الموت، وفى 8 ديسمبر 1941 ، تم إدخال أوتا فى سجل مشرحة أوشفيتز ولقد قُتل بعد اعتقاله بـ 17 يومًا فقط، لأخذه جولة بالدراجة فى فترة ما بعد الظهر فى الصيف، حيث إنه توفى بعمر الـ 30 عام.
أما عن قصصه "تجسسه"، فاكتشفتها " أريانا" عن طريق الصدفة، وذلك عندما وجدت صندوقاً غامضاً ومخبأ به بطاقة هوية تحمل ختم هتلر وصورة والدها لكن باسم مختلف وهو "جان سيبيستا"، الذى اكتشفت من خلاله أسرار ماضى والدها.
وتوصلت "أريانا"، إلى أن والدها اتخذ قراراً استثنائيا من خلال اللجوء إلى هوية مزيفة ليذهب ويعيش فى قلب إمبراطورية الشر النازية، حيث إنه ذهب إلى برلين ليختبئ بشكل غير عادى، حيث إنه حصل على وظيفة فى مصنع للبلاستيك جزء من آله الخرب الألمانية، حيث غنه كان يقوم بتمرير المعلومات إلى المقاومة وعاش فى برلين وقت الحرب وعمل جاسوساً للحلفاء، هذا الكتاب الرائع المكتوب بشكل جميل مليء بالحزن ولكنه مليء أيضًا بالجمال والبهجة.
المؤلفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة