ليس ذلك العنوان بالغريب أو النمطى وإنما هو الحاضر الغائب فى أذهان الجميع، فالكثير منا يتغافل عن دور مؤسسات الدولة ويلجأ إلى الدور الفردى ليستطيع تطبيق قانونه الشخصى، وبعد فترة ينادى بذلك القانون ليعممه على العامة ويتبارز به مع النظام من خلال النقابات وطلبة المدارس والجامعات قافزاً على مؤسسات الدولة التى تغافل عنها منذ البداية.
اعتدنا كثيرا على تلك المسألة فأصبحنا لا نلتفت إليها لأننا حفظنا ذلك الدور عن ظهر قلب، الذى لعبه الكثير منا سابقاً، وسيظل ذلك الدور فى حياتنا يُعرض علينا مراراً وتكراراً.
فإذا تكلمنا عن دور الفرد ودور الدولة نجد أن دور الفرد هو أن يشارك رؤية الدولة بشكل صحيح ليستطيع أن يرتقى بنفسه وبالمجتمع، أما دور الدولة فهو مشاركتها لطموح الفرد وتبسيطه ليلائم أرض الواقع من خلال مؤسساتها لترتقى بقيمته فترتفع قيمة الدولة بالتبعية.
وإذا بحثنا عن أى كيان صغير كان أو كبير نجد أنه لا يستطيع النهوض بدون تأسيس جيد له وتناسق جميع فروعه فى عمل مشترك ومتناسب مع طموحه.
فالآن تعمل القيادة السياسية على توحيد دور الفرد والدولة معا من خلال مؤسساتها ليصلا بذلك النسيج إلى الوحدة فى التفكير، لتسجيل أفضل النتائج التى تتطور الدولة من خلالها.
ففى العصور السابقة لم تنجح الدولة فى دمج مؤسساتها مع المجتمع للقصور الشديد فى إمكانات الحكومات وزيادة معدل التحديات الدولية.
فكانت الحكومات بذلك الوقت تقوم بعمل المبادرات وتفعيل النقاشات لمدد طويلة دون تنفيذ ملموس للمجتمع فلا يشعر الفرد بقيمته لانعدام الأدوات المؤسسية وانعدم القدرة على إدارة تلك المؤسسات ودمجها بالمجتمع.
فاليوم نرى مؤسسات الدولة تعمل بشكل مستدام كلٍ فى تخصصه لترتقى المؤسسة بنفسها فتصبح ملائمة لطموح الفرد بالمجتمع.
فنرى طريقة عمل المؤسسات بشكل حديث وتقنى عالى الجودة فى جميع المجالات ابتداء من مجال الصحة و القضاء على قوائم الانتظار فى المستشفيات ومروراً بالتعليم بفتح المجال أمام الطالب لتوسيع أفقه عن طريق الدراسه الإلكترونية وكذلك تمكين الشباب من ممارسة جميع أنشطتهم بشكل رياضى متكامل من خلال الأندية ومراكز الشباب المطورة وأيضا تعديل مرافق الدولة من بداية الطرق والنقل العام والسكك الحديدية وغيرهم.
فتلك هى تطبيق مهام الدولة الحديثة التى تعمل مؤسساتها كل يوم لتصل لأفضل النتائج لتناسب احتياجات الفرد وطموحاته ليتشجع المجتمع فى اندماجه ليناسب دور الدولة.
فبذلك العمل لن تستطيع أى قوة خارجية مبارزة دولتنا بطرق مختلفة لأن كل طريقة من تلك الطرق تواجدت لها المؤسسة المنوطة لذلك محاطة من الدولة بحراسة أفراد المجتمع لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة