مفتى الجمهورية: العالم يمر بتحديات كثيرة تتطلب تعاون العلماء لمواجهتها

الثلاثاء، 04 فبراير 2020 12:15 م
مفتى الجمهورية: العالم يمر بتحديات كثيرة تتطلب تعاون العلماء لمواجهتها الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن ما يمر به العالم أجمع شرقًا وغربًا من تحديات كثيرة يتطلب من العلماء التعاون مع بعضهم البعض وأن يكونوا على مستوى هذه التحديات ودراستها بشكل معمق ووضع استراتيجية متكاملة للتعامل معها، وأن يعلى الجميع من قيمة التعايش السلمى وترسيخ معانى الأمن والأمان فى كل المجتمعات الإنسانية، على اختلاف أديانها وأعراقها‪.

جاء ذلك فى كلمته الرئيسة التى ألقاها أمام كوليندا غرابار كيتاروفيتش رئيسة كرواتيا، خلال فعاليات المؤتمر الدولى المنعقد بجمهورية كرواتيا، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية لتعزيز الأمن والسلام"، والذى بدأت أعماله اليوم الثلاثاء فى العاصمة الكرواتية "زغرب" ويستمر على مدار يومين برعاية رابطة العالم الإسلامى بالتعاون مع المشيخة الإسلامية فى جمهورية كرواتيا‪.

 وأوضح علام، أن الله سبحانه وتعالى ذكر قيمة الأمن لجميع أهل الأديان فى القرآن الكريم واستعمل المصطلحَ المرادفَ له وهو عدم الخوف فقال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

وشدد مفتى الجمهورية، على أن الأمن قيمة عظيمة دعت إليها جميع الأديان السماوية، واستقرت فى سائر الأعراف الإنسانية، ولن يتحقق إلا بترسيخ قيمة التعايش، ونبذ العنف والإرهاب، ونزع أسباب الفتنة التى تتولد بسبب تلك الرغبة المقيتة لدى بعض المتطرفين من أى دين أو عرق فى السيادة والسيطرة وفرض الرأى بالعنف والقوة، والعملِ على مصادرة الأفكار والمعتقدات المخالفة، والسعى للتضييق عليها باستعمال العنف والقوة، مؤكدًا أن هذا العمل ترفضه الأديان جميعًا وتأباه جميع الأعراف والثقافات الإنسانية‪.

وأشار علام، إلى أن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد مُورس بحقه وحق أصحابه المؤمنين فى بداية ظهور الإسلام لمدة ثلاثة عشر عامًا كاملة، أقسى درجات العنف والوحشية والتعذيب والتهجير، لا لشيء ولا لذنب إلا أنه كان يريد أن يعبد الله وحده لا شريك له ويدعو إلى ذلك دعوة سلمية خالصة لا يرفع إلا شعارًا قرآنيًّا واحدًا وهو قوله تعالى: "لكم دينكم ولى دين"، وبعد هذه الفترة العصيبة هاجر صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وكانت تموج بالعصبيات العرقية والقبلية، وأيضًا كانت تموج بالتعددية الدينية، فكان أول ما فعل لترسيخ قيم الأمن والتعايش السلمى هو وضع وثيقة المدينة المنورة كأول دستور شامل يدعو إلى ضرورة اعتبار أن الوطن هو مكان يتسع لجميع الناس بغض النظر عما يعتقدون، وأن حماية الوطن والمحافظة عليه والعمل على تقدمه ودفع عجلة التطور والتنمية فيه ليست عملًا دينيًّا صرفًا، وإنما هو عمل إنسانى فى المقام الأول تشجع عليه جميع الأديان ويتكاتف ويتعاون فيه جميع عناصر وأبناء الوطن الواحد، تحت عنوان الدين لله تعالى والوطن يتسع للجميع‪.‪

وأضاف فضيلة المفتى فى كلمته أن المسلمين سجلوا فى تجربتهم التاريخية سطورًا ذهبية فى التعايش والتعامل الراقى مع المختلفين، مؤكدًا أنهم لم يعرفوا هذه النزعة الجاهلية البغيضة من الكراهية أو التمييز القائم على الجنس أو اللون أو حتى الدين، حيث عايشوا أهل الأديان والحضارات والأمم بما لها من ثقافات متنوِّعة وأديان متعدِّدة وأعراف مختلفة، قائلًا: "كيف يكون غير ذلك ورسالة الإسلام تتلخص فى الرحمة والعدل والمحبة، ومنطلق هذه الرسالة هو التكامل والتعاون بين الناس".‪

وفى ختام كلمته أعرب فضيلة مفتى الجمهورية عن حاجة العالم الماسة لتفعيل تلك القيم وتحويلها إلى واقع ملموس فى عصرنا الحاضر، بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تزكى نيران الكراهية والتعصب والشقاق والطائفية والتطرف والإرهاب وتعتدى على الكرامة الإنسانية، داعيًا المولى عز وجل أن يعين علماء الأمة على نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية، وأن يقوى عزمهم فى اقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبناء الإنسانية جميعًا‪.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة