يتجسد تاريخ الشعوب فى المقتنيات الثمينة التى يخلفها الأجداد سواء كانت متعلقات تذكارية أو مجوهرات نفيسة، ولكل أمة تراثها المتمثل فى تحف وتماثيل ونقوش وكنوز، ولفرنسا مسيرة حافلة فى هذا الأمر، ويعد تاج الإمبراطورة أوجينى، أحد أهم قطع المجوهرات فى الإمبراطورية الفرنسية، حيث صمم هذا التاج خصيصًا بطلب من الإمبراطور نابليون الثالث بمناسبة زواجه من الإمبراطورة أوجينى.
وللتعرف أكثر على أهمية هذا التاج، فإن التاج تم صنعه خصيصًا للإمبراطورة أوجينى، زوجة نابليون الثالث، ابن شقيق نابليون بونابرت، الذى انتهى عهده معركة باترلو فى عام 1815، وبحلول عام 1852، كان نابليون الثالث حريصًا على استغلال رموز وأساطير نابليون الأول لكسب الدعم الشعبى بمناسبة معرض يونيفرسال 1855 فى باريس، ومنها التاج الذهبى المرصع بالماس والزمرد بزخارف النسر والنخيل، ويعلوه صليب جلوبس.
خلال نفس الفترة، تم صنع تاج لنابليون الثالث، والذى كان يعرف باسم تاج نابليون الثالث، بعد الإطاحة بزوجها فى عام 1870، فى أعقاب الحرب الفرنسية البروسية، عاشوا فى المنفى فى تشيسليهرست فى إنجلترا، وتوفى فى عام 1873، وتوفيت فى عام 1920.
يحتوى التاج على حبيبات اللؤلؤ الطبيعى والماس وتم صنعه على يد صائغ المجوهرات الفرنسى ألكساندر جابرييل ليمونير عام 1853، وبعد هزيمة فرنسا على يد بروسيا فى معركة سيدان، هربت أوجينى مع زوجها وابنها إلى انجلترا وأصبحت المجوهرات فى يد الحكومة الفرنسية، وحينها تم بيع معظم جواهر التاج الفرنسى من قبل الجمهورية الثالثة فى عام 1885، ومن بين المجوهرات التى بيعت تاج الإمبراطورة أوجينى، وتاج نابليون الثالث.

وأصبح تاج الإمبراطورة الفرنسية السابقة بعد بيعه من نصيب الأمير الألمانى ألبرت فون ثورن آند تاكسيس الذى أهداه الى عروسته الأرشيدوقة النمساوية مارجريت، وظل التاج ملك الأسرة لأكثر من قرن، فيما ارتدته الأميرة جلوريا فى حفل زفافها عام 1980.
وفيما عرف عن الأميرة جلوريا تقلبها المزاجى وبيعها للكثير من التحف والمجوهرات التى ورثتها من عائلتها، فقامت بعرض التاج فى أحد مزادات دار سوثبى فى عام 1988، حتى تبرع روبرتو بولو بتاج الإمبراطورة أوجينى عام 1992 لمتحف اللوفر، حيث يتم عرضه الآن.

كان التاج الإمبراطورى، يبلغ ارتفاعه 13 سم وقطره 15 سم، صمم من قبل ألكساندر جابرييل ليمونير، واستند إلى نمط من الأسلحة الإمبراطورية للإمبراطورية الأولى، ثمانية النسور من الأقواس الذهبية التى تتناوب مع أوراق الغار الخارجة، وتتكون الأخيرة من الماس مع أكبر الماس فى الوسط، يحيط بهم اثنان من الزمرد، يتغلب على هذا الهيكل كرة أرضية، مصنوعة أيضًا من الماس، وتتضمن دائرة من الزمرد، وتعلو القطعة صليب مصنوع من ستة براينت فى المجموع، التاج يضم 2480 من الماس و56 الزمرد.
