على بعد أربع كيلومترات فقط من البر الرئيسي في دبي، يقبع في المحيط شيء بالغ التميز، إنه ذا وورلد دبي The World Dubai، وهو مجموعة من الجزر الصناعية على شكل خريطة العالم، جزر من الممكن رؤيتها من الفضاء.
رحلة بالقارب تستغرق 20 دقيقة تحملك إلى "قلب أوروبا"... نحن هنا لنستكشف هذه الواحة.
6 جزر تشكل هذا المشروع، الذي يعد الوجهة الأكثر ترفاً لقضاء العطلات الوجهة التي ستضم كذلك بعض المنازل السكنية الاستثنائية.
قلب أوروبا .. الوجهة الأكثر ترفاً
يقول جوزيف كليندينست، رئيس مجموعة كليندينست والرجل الذي يقف وراء فكرة المشروع: "خلال هذه السنوات، أصبحت دبي في الواقع وجهة للمشاريع. هنا يتم الابتكار الذي يجذب المواهب للقدوم والعمل هنا. بنينا مشروعاً على الجزر الاصطناعية. نحن مطورون عقاريون ونعرف كيف نبني. هناك تحديات في المنطقة"، يضيف ضاحكاً: "ولكن التحدي الأكبر بالنسبة لي شخصياً كان إقناع زوجتي بدعمي في هذا المشروع".
"قلب أوروبا" يسعى جاهداً لخلق وجهة تتميز بقدرتها على الإدهاش، هنا ستجد أول منتجع في العالم بمناخ متحكم به، والذي سيضم ثلوجاً على مدار العام بفضل تكنولوجيا ألمانية، كما أن الاستدامة أساسية في المشروع المشيد في المحيط. والكهرباء على الجزيرة هي طاقة متجددة.
عن الاستدامة بالتحديد يقول جوزيف كليندينست: "نحتاج أن نعيش على هذا الكوكب، دون تدميره. نحتاج إلى إعادة احترام الطبيعة وخاصة في ما نقوم به، لأننا الآن نبني في المحيط. أعطي هذا المثال البسيط، أنت تسكب الزيت على الأرض ... حسنًا، يمكن أن تمتصه التربة إلى حد ما، ولديك الوقت لإخراجه من هذه التربة. في المحيط أنت لا تملك هذه الفرصة".
تحت زرقة سماء دبي ووسط المياه الصافية ستجد بيوتاً عائمة يطلق عليها اسم أفراس البحر. يتكون كل منزل من ثلاثة طوابق ويمتد على مساحة 4000 قدم مربع، ويقع طابقه السفلي تحت سطح الماء.
إحياء الحياة البحرية
عام 2017 تسبب الصيف فائق الحرارة في دبي بتبييض 70% من الشعاب المرجانية في الإمارات.
سيعيد برنامج الحياة البحرية في قلب أوروبا الحياة إلى المياه المحيطة بالمشروع. يقوم علماء الأحياء البحرية بتطوير شعاب مرجانية جديدة لتكون موطناً للحياة البحرية الأصيلة في المنطقة.
يقول عالم الأحياء البحرية خوان دييغو سواريز: "هذه المياه فرغت تقريباً في مرحلة ما. لذلك اليوم نحن نعيد الحياة إلى المياه، إلى محيط المشروع. نأتي بتلك الشعاب الاصطناعية ومن ثم نملأها بالمرجان. هذا المرجان يجذب كل التنوع الحيوي الذي تجلبه عادة الشعاب المرجانية. إنه أمر مثير حقًا وهو لا يتعلق فقط بالأسماك، بل بفرس البحر، والسمك، والمرجان، والشعاب الاصطناعية".
هذه الجزر هي موطن لأكبر معهد لدراسة المرجان في العالم، حيث ينمو نحو مئة ألف مرجان جديد.
يضيف خوان سواريز عن طبيعة العمل الذي يقومون فيه في هذا المعهد: "نقوم بتجزئة المرجان الواحد، الفكرة من وراء عملية التقسيم هي تعزيز النمو، المرجان ينمو بمعدل سنتيمتر واحد كل عام، صحيح؟ بعد تجزئته تتضاعف سرعة نموه أحياناً لعشرين مرة".
برامج تعليمية للأطفال
كما سيقدم المشروع برنامجاً تعليمياً للأطفال الذين يزورون هذه الوجهة، سيتضمن تعليم الأطفال وإكسابهم الكثير من الخبرات الممتعة بحسب سواريز : "سنعلمهم ما هو المرجان، وما هي الحياة تحت سطح الماء. سنعلمهم الغطس أو السباحة باستخدام أنبوب التنفس. سيخصص لكل طفل متر مربع تحت الماء، تزرع فيه أجزاء المرجان. سنعلمهم كذلك كيف يقسمون المرجان. سيحتفظون كذلك بموقع جي بي إس للمرجان الذي زرعوه. إذاً عوض زرع شجرة سيزرعون مرجاناً".
حدائق وغابات صديقة للبيئة
بالعودة إلى اليابسة، نستكشف البيئة النباتية الخصبة التي تضم أشجار زيتون أندلسية يبلغ عمرها 1500 عام، ستسهم بتحويل الجزيرة إلى جنة فخمة.
مجدداً، الاستدامة أساسية في تشكيل المساحات الخضراء، عن هذا يقول ريتشارد ويستكوت، مهندس المساحات الخضراء والمناظر الطبيعية في المشروع: "نتبع سياسة تصريف صفرية، لدينا وعي واهتمام بنظافة المياه حولنا. لا نستخدم المبيدات ومقاومات الفطريات وأشياء من هذا القبيل. نضع بعض الأسمدة الطبيعية وهذا كل ما نستخدمه. لذلك هي حدائق ومساحات خضراء مستدامة للغاية".
بمناظره وإطلالاته الخلابة، يثبت مشروع قلب أوروبا أن الترف والاستدامة من الممكن أن يتجاورا في هذه الوجهة المثالية في دبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة