علاقات مصر الإقليمية فى عهد مبارك.. أعاد الدولة للجامعة العربية واستعاد مقرها وتراجع دور القاهرة بأفريقيا فى عصره.. الرئيس الأسبق أسس روابط عربية قوية وتجاهل القارة السمراء بعد محاولة اغتياله بأديس أبابا 1995

الأربعاء، 26 فبراير 2020 09:22 ص
علاقات مصر الإقليمية فى عهد مبارك.. أعاد الدولة للجامعة العربية واستعاد مقرها وتراجع دور القاهرة بأفريقيا فى عصره.. الرئيس الأسبق أسس روابط عربية قوية وتجاهل القارة السمراء بعد محاولة اغتياله بأديس أبابا 1995 الرئيس الراحل مبارك
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ توليه رئاسة مصر فى عام 1981 عقب اغتيال السادات، حرص الرئيس الأسبق حسنى مبارك على تبنى سياسات فى الداخل والخارج تخرجه نسبيا من عباءتى سلفية جمال عبد الناصر والسادات، فابتعد عن نهج إعطاء الأولوية للقومية العربية الذى اتبعه الأول، وتجنب الصدام مع الجوار الذى سار عليه الثانى لاسيما بعد توقيعه مساعيه للسلام مع إسرائيل فى السنوات الأخيرة من حكمه.

حسنى مبارك
حسنى مبارك

 

 وانعكس هذا بشكل واضح على العلاقات الإقليمية لمصر فى فترة حكم مبارك التى امتدت ثلاثين عاما، ما بين انحسار لدور مصر فى المنطقة فى قضايا رئيسية والذى سمح بصعود قوى أخرى أصبح لها نفوذ فى ملفات كانت لمصر اليد العليا فيها، ونجاح فى قضاء على خلافات مع دول مجاورة نشأت فى عهد السادات.

 

 

كان أبرز ما حدث فى عهد مبارك على الصعيد العربى هو عودة مصر إلى جامعة الدول العربية بعد 10 سنوات من حجب عضويتها نتيجة توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل، وتم نقل مقر الجامعة إلى تونس. لكن  المغرب استضافت اجتماعا طارئا ققمة العربية فى مايو 1989 استئناف عضوية مصر بالجامعة العربية، وهى الخطوة التى أعقها استئناف عدد من الدول علاقتها بالقاهرة وأعيد المقر الرئيسى للجامعة إلى مصر فى سبتمبر 1990، ورغم العودة إلى أحضان العرب ظل مبارك محتفظا بالسلام البارد مع إسرائيل، ورفض مرارا القيام بأى زيارة للدولة العبرية.

 

 

مبارك
مبارك

 

كما نجح مبارك فى تأسيس علاقات قوية مع الدول العربية فى مقدمتها السعودية وسوريا والعراق (حتى غزو الكويت) وعمان والإمارات والأردن، وأسس روابط شخصية مع ملوك ورؤساء العرب، لكن لم يكن لمصر فى عهده نفس قوة المكانة فى عهد جمال عبد الناصر والسادات، وكان أبرز مثال على ذلك القضية الفلسطينية التى أصبح لأطراف أخرى عربية وإقليمية تدخلا فيها أثر على دور الوساطة المطلقة الذى كانت تلعبه مصر. لكن فى المقابل، حاول مبارك أن يلعب دورا فى حل نزاعات أخرى إقليمية مثل واسطته لحل نزاع حدودى بين تركيا وسوريا عام 1998 عندما قامت أنقرة بتحويل لمجرى ماء وزعمت أن سوريا تدعم الحركات الكردية.  ورغم غياب الريادة، حرص مبارك على التواجد دائما فى كافة المحافل الإقليمية وانضم إلى منظمة التعاون العربى ومنظمة المؤتمر الإسلامى

 

 

من ناحية أخرى، كانت علاقة مصر بأفريقيا واحدة من نقاط الضعف القوية لعهد مبارك. فقد بدأ الرئيس الأسبق عهده بمحاولة تعويض المقاطعة العربية بتعزيز الروابط مع القارة السمراء،  وحقق نجاحا أوليا فى هذا كان من أبرز مؤشراته انتخاب مصر مرتين لرئاسة منظمة الوحدة الأفريقية (التى أصبحت فيما بعد الاتحاد الأفريقى) وذلك عامى 1989 و1993ـ إلى جانب توقيع عدد من اتفاقيات التعاون فى مجالات عدة مع القارة السمراء.. لكن بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها مبارك فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، تراجع الاهتمام بأفريقيا فى السياسة الخارجية المصرية، فى الوقت الذى تحولت فيه القارة السمراء إلى ساحة منافسة بين قوى تقليدية كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وأخرى جديدة مثل الصين وتركيا وإسرائيل. وغاب الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن أغلب القمم الأفريقية التى عقدت عقب محاولة اغتياله.

 

 وكان من أبرز القضايا التى غاب عنها الدور المصرى قضية انفصال جنوب السودان. وكان لتراجع مصر فى أفريقيا فى عهد مبارك دورا فى ظهور أزمة سد النهضة التى تمس واحدة من أهم قضايا الأمن القومى للقاهرة والمتعلقة بحصتها من مياه النيل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة